حفتر يدحض مزاعم سودانية بتزويد الدعم السريع بالسلاح

الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان تستدعي القنصل السوداني لإبلاغه احتجاجها وتصف تصريحات مندوب السودان في مجلس الأمن بغير المسؤولة.
الأحد 2024/06/23
حفتر يلتزم الحياد مع طرفي النزاع في السودان

بنغازي - نفى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، السبت، دعم قواته أحد أطراف الحرب الدائرة في السودان، رافضا اتهامات سودانية في مجلس الأمن الدولي بتسليح قوات الدعم السريع في مواجهة الجيش، فيما استدعت الحكومة المكلفة من مجلس النواب القنصل السوداني لإبلاغه احتجاجها.

وقال المشير حفتر في كلمة مصورة خلال لقائه برئيس الأركان العامة الفريق أول عبدالرازق الناظوري ورؤساء الأركان ومدراء الإدارات بالقيادة العامة، وآمري الوحدات العسكرية، وعدد من ضباط القوات المُسلحة بمناسبة عيد الأضحى نقلتها الصفحة الرسمية لقواته "هناك من يحاول تسويق الأكاذيب والمعلومات المغرضة حول علاقتنا بأحد الأطراف في السودان، وهي تصريحات مرفوضة جملة وتفصيلا".

والأربعاء الماضي، وخلال جلسة لمجلس الأمن اتهم مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، كتيبة "سبل السلام" (السلفية) التابعة لقوات شرق ليبيا المتمركزة في مدينة الكفرة (جنوب شرق) المتاخمة للحدود السودانية بإيصال شحنات ذخائر ومدافع هاون لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتلك الشحنات، وفق الحارث، مرسلة من قوات اللواء 106 الذي يديره خالد حفتر، نجل قائد الجيش الوطني الليبي.

وفي هذا الخصوص، أكد المشير حفتر عدم تدخل القوات المسلحة الليبية في شؤون الدول الأخرى، وتتعامل بمبدأ حسن الجوار.

وشدد على أن "عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى منهج تلتزم به القوات المسلحة في تعاملها مع الدول المجاورة التي تحتم علاقتنا حسن الجوار معها، وأن نكون مع أول الحريصين على تعزيز هذه العلاقات، وفقًا لمبدأ الاحترام المتبادل لجميع الدول".

وأوضح أنه "من منطلق تلك المبادئ فتحنا حدودنا الجنوبية لمئات الآلاف من الأشقاء السودانيين لإيوائهم وتقديم كل سبل الراحة لهم، ونحن نقدم الغذاء والدواء والكساء لهم وهذا واجبنا فمرحبا بهم بين أهلهم في بلدهم ليبيا".

وأكد كذلك أن "القوات المسلحة مع وحدة السودان وسلامة أراضيه"، داعيا "الأشقاء السودانيين لوقف الاقتتال والاحتكام لصوت العقل".

وعقب تصريحات المشير حفتر، تولى عيسى مجيد منصور وزير الشؤون الأفريقية المفوض لدى حكومة المكلفة من مجلس النواب استدعاء القنصل العام السوداني، عبدالرحمن محمد رحمة الله الخير، صباح اليوم الأحد بمكتبه في ديوان مجلس الوزراء بمدينة بنغازي (شرق)، لإبلاغه احتجاج الحكومة على تصريحات مندوب السودان.

وحسب وكالة الأنباء الليبية (وال)، طلب الوزير من القنصل السوداني "نقل امتعاض الحكومة الليبية من هذه التصريحات للخارجية السودانية"، واصفا إياها بأنها "غير مسؤولة، وبُنيت على تقارير منظمات دولية أسهمت في إذكاء الصراعات في ليبيا والمنطقة، ومن بينها السودان الشقيق".

ولفت إلى دور حكومة أسامة حماد والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي في استقبال نحو 40 ألف لاجئا سودانيا في بلدية الكفرة، وتقديم كل الخدمات الإنسانية واللوجستية لهم، كونهم إخوة أشقاء.

وشدد الوزير على أن "ليبيا لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول، ولا علاقة لها بكل الخلافات الداخلية الجارية في دولة السودان الشقيق، ولا تدعم أيا من طرفي الصراع فيها"، مبديا "استعداد ليبيا لقيادة أي حوار بين الأطراف في السودان".

وبدوره، أكد القنصل العام السوداني تلقيه رسالة وزارة الشؤون الأفريقية، مؤكدا أنه سيعمل على نقلها للسلطات في السودان على الفور، ومثمنا دور الحكومة الليبية والجيش الليبي في استقبال النازحين من السودان، وتقديم كل الخدمات لهم، حسب بيان حكومة حماد.

والجمعة، أصدر مجلس النواب الليبي بيانا قال فيه إنه "يستغرب ما جاء في كلمة المبعوث السوداني في مجلس الأمن الدولي حيث زج باسم ليبيا في الصراع المسلح بين الأشقاء السودانيين في الوقت الذي فتحنا فيه رغم أوضاعنا الصعبة ذراعينا للإخوة السودانيين".

وأضاف "نؤكد أن هذه الاتهامات باطلة وندعو الإخوة السودانيين إلى إعلاء صوت العقل، ونحن مستعدون لفتح حوار بينهم في ليبيا لحقن الدماء والإصلاح بين الأشقاء".

ويرى مراقبون أن وزارة الخارجية السودانية التهم جزافا دون أدلة أو وقائع على أطراف خارجية وتحميلها مسؤولية الحرب أو جزء منها لا تعدو أن تكون محاولة لإنقاذ الجيش سياسيا ومحاولة تخفيف الضغوط الواقعة عليه بعد اتهامه بإطالة أمد الحرب لأسباب تتعلق بحسابات الحركة الإسلامية.

وتعكس تصريحات مندوب السودان موقف الجيش السوداني بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان الذي يسوق منذ فترة على وجود دعم عسكري خارجي لقوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وذلك في محاولة للتغطية على الهزائم التي مني بها الجيش في أكثر من منطقة سيطرت عليها قوات الدعم السريع.

ويكشف استرسال الحكومة السودانية في إلقاء التهم في وقت تتلقى دعما عسكريا من إيران التي أرسلت إلى الجيش طائرات مسيرة، عن حالة الإحباط التي باتت تسيطر على الجيش نتيجة الهزائم الميدانية المتتالية، مع اقتراب قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.

ويشهد السودان منذ أكثر من عام حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية وقوات الدعم السريع خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.