حظر تيك توك على طاولة النقاش في كردستان

متخصصون في الإعلام وعلم الاجتماع يطالبون باتخاذ إجراءات قانونية وإدارية للحد من انتشار تيك توك.
الجمعة 2025/02/14
هل المحتوى غير ملائم؟

أربيل - تتزايد الدعوات لحظر أو تحجيم تطبيق تيك توك في كردستان والعراق عموما بسبب ما وُصف بأنه “محتوى غير ملائم” يؤثر سلباً على الفئات العمرية المختلفة، ولاسيما الشباب والأطفال.

وعقدت ندوة حوارية في مدينة أربيل لمناقشة تأثيرات التطبيق على المجتمع وتناولت المخاطر الناجمة عن انتشاره، حيث أشار المتحدثون إلى أن التطبيق يسهم في نشر محتويات تفتقر إلى الرقابة، مما قد يؤدي إلى التأثير على القيم الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى زيادة حالات التنمر الإلكتروني والإدمان الرقمي بين المستخدمين.

وأكد المشاركون في الندوة، التي حضرها متخصصون في الإعلام وعلم الاجتماع، على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية وإدارية للحد من انتشاره، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.

وكانت وزيرة الاتصالات هيام الياسري، قد أعلنت في شهر مارس من العام 2024، عن تقديم طلب لمجلس الوزراء لحجب تطبيق تيك توك، مشيرة إلى أنه ساهم في “تفكك” النسيج المجتمعي العراقي.

هيام الياسري:  تطبيق تيك توك ساهم في "تفكك" النسيج المجتمعي العراقي
هيام الياسري: تطبيق تيك توك ساهم في "تفكك" النسيج المجتمعي العراقي

وأوضحت الوزيرة أن هذا القرار يأتي نتيجة لدور التطبيق في “تفكك النسيج المجتمعي العراقي” وافتقاره إلى “فائدة علمية وتعليمية،” حيث يُستخدم بشكل أساسي للترفيه. ووجه البنك المركزي العراقي، في نهاية العام 2024، بإيقاف الحوالات المالية لوكلاء شركة تيك توك داخل البلاد.

وبحسب وثيقة صادرة عن المركز العراقي، فإن “القرار جاء بناء على كتاب من وزارة الاتصالات العراقية.” وطبقاً لهذا الطلب، وجه البنك المركزي، المصارف المجازة كافة، والمؤسسات غير المصرفية في العراق، بـ”إيقاف الحوالات المالية الواردة والصادرة لوكلاء شركة (تيك توك) داخل العراق”.

وارتفع عدد مستخدمي التطبيق الصيني في العراق إلى 31.95 مليون مستخدم هذا العام، مقارنة بـ23.88 مليون مستخدم في العام السابق، متجاوزًا بذلك منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب.

وهذا الارتفاع الكبير أثار جدلاً واسعًا بين مؤيدين يرون في التطبيق وسيلة ترفيهية مشروعة، ومعارضين يعتبرون أن محتواه يساهم في نشر مقاطع تخدش الذوق العام وتؤثر سلبًا على المجتمع.

وأشار علي البياتي، عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، في تصريحات سابقة إلى أن الحظر الشامل للتطبيق قد لا يكون الحل الأمثل. ودعا إلى تنظيم المحتوى بدلاً من الحظر الكامل، مؤكدًا على أهمية توفير بيئة آمنة لممارسة حرية التعبير دون المساس بالذوق، والآداب العامة.

في المقابل، وجدت الباحثة الاجتماعية، دعاء أحمد ثجيل، أن حظر تيك توك بشكل نهائي قد يكون له تأثير إيجابي في الحد من المحتويات غير الهادفة والهابطة. وأشارت إلى أن التطبيق قد تسبب في وقوع بعض الجرائم بين الأطفال نتيجة لتقليدهم لمحتواه، بالإضافة إلى حالات ابتزاز. لذا دعت إلى تنفيذ قرار الحجب لحماية الأسر العراقية من التأثيرات السلبية للتطبيق.

5