حضور استثنائي في الدورة الـ19 من معرض العقار المغربي في باريس

باريس - حظي قطاع العقارات المغربي بمتابعة كبيرة من المستثمرين الفرنسيين والعالميين وأيضا المغتربين والزوار من مختلف الدول حين عرض آفاقه المستقبلية في معرض سماب 2024 في باريس.
وأسدل الستار مساء الأحد الماضي، في المركز الدولي للمعارض (باريس بورت دو فرساي)، على فعاليات الدورة الـ19 من معرض العقار المغربي (سماب إيمو باريس 2024)، الذي انطلقت فعالياته الجمعة الماضية.
ويعدّ المعرض أكبر حدث عقاري مغربي في الخارج، ولديه سمعة وتأثير متزايدان، وينتظره المغتربون في مختلف المدن الأوروبية بشغف، جراء ما يعرفه من برامج تبرز الصورة الإيجابية للمغرب وفن العيش فيه.
وقال المنظمون في بيان تلقت “العرب” نسخة منه إن دورة هذه السنة من معرض باريس تميزت بكونها “استثنائية وناجحة بكل المقاييس، إذ استقطبت نحو أكثر من 40 ألف زائر من فرنسا ومن بلدان أوروبية مجاورة”.
وهذا العدد يشكل ضعف الزائرين الذين حضروا معرض إكسبو سماب 2024 خلال فعاليات دورته الثامنة، التي احتضنتها العاصمة البلجيكية بروكسل في فبراير الماضي.
40
ألف زائر وعشرات المشاريع من 60 مدينة مغربية كانت حاضرة في سماب 2024
وقُدمت خلال معرض باريس، الذي تميز بمشاركات متميزة لأبرز المطورين العقاريين في المغرب، عروض شملت المئات من المشاريع العقارية في أكثر من 60 مدينة مغربية.
ويؤكد التوافد المكثف على المعرض رغبة المغتربين بفرنسا والعالم في الاستثمار في بلدهم الأم، إلى جانب أنه يبرز الإمكانات الحقيقية التي تمثلها فرنسا بوصفها سوقاً واعدة وأساسية في مجال الاستثمار العقاري بالمغرب.
وذكر المنظمون في بيانهم أن “الإقبال الاستثنائي والكثيف للزوار من بين المغاربة المقيمين في فرنسا والفرنسيين يكشف عن وجود رغبة كبيرة وحقيقية في الاستثمار في المغرب، لاسيما من لدن الأشخاص من مختلف الأعمار”.
وقطاع العقارات أحد المجالات الأساسية التي يفضل المغاربة المقيمون في الخارج استثمار أموالهم فيها، نظرا لدورها الاقتصادي الكبير وأهميتها في تحقيق التنمية العمرانية في مناطق مختلفة من البلاد.
وينخرط المغتربون بكثافة في دفع نشاط القطاع العقاري ببلدهم نظرا لأهميته على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما رصدته الإحصائيات الرسمية في الفترة الماضية.
وتمثّل هذه الصناعة ما يناهز 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، وقد استفادت لفترة طويلة من ديناميكيات بدأت في العام 2005 مع تطور المدن الكبرى.
وكانت وزيرة الإسكان فاطمة الزهراء المنصوري قد أكدت الصيف الماضي أن 70 في المئة من استثمارات أفراد الجالية المغربية مرتبطة بالعقارات.
المغتربون ينخرطون بكثافة في دفع نشاط القطاع العقاري ببلدهم نظرا لأهميته على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي
وعقب انتهاء فعاليات المعرض عبر الكثير من العارضين، الذين تجاوز عددهم الـ45 ويمثلون شركات خاصة وعامة، عن مدى نجاح هذه النسخة من خلال نتائج المعرض ورقم المعاملات الذي حققوه.
وأشاروا إلى أن الإقبال كان مكثفا على جميع أصناف العقار، خصوصا العقارات ذات الجودة العالية والمتوسطة، والتي تحظى أيضا بشعبية كبيرة خاصة في المناطق الساحلية، بالإضافة إلى الإقبال على شراء أراض في تقسيمات عقارية.
وحسب استطلاع للرأي شمل غالبية المشاركين في المعرض، فإن القدرة الشرائية للمغتربين المغاربة كانت على الموعد في سماب باريس 2024.
وإلى جانب كونه فرصة لإبراز العرض العقاري في مختلف المدن المغربية، شكل المعرض مناسبة لتنظيم جلسات مناقشة مع موثقين وخبراء في مجال العقار وندوات عن التمويل البنكي، وعن برنامج “دعم سكن”، الذي أعلنت عنه الحكومة المغربية.
والهدف من هذه الفعاليات هو تمكين زوار المعرض من الاستشارة والاطلاع بدقة على الجانب القانوني والجانب المتعلق بالقروض البنكية والمرتبطين بالاستثمار في العقارات بالمغرب.
ويأتي ذلك في سياق السعي إلى الأخذ في الحسبان كل متطلبات الظرفية الراهنة، بما فيها حماية المستهلكين والمستثمرين عبر إعلامهم وتنبيههم إلى الخطوات التي ينبغي اتباعها، قبل إبرام أي صفقة شراء.
ونظرا لكون دورة المعرض الحالية تميزت بكونها “نوعية جدا “، تعتزم مجموعة سماب إيمو خلال عام 2025 تنظيم معرضين جديدين في كل من نيويورك ومونتريال إلى جانب معرضي بروكسل وباريس.