حصاد أكبر لمحصول الزيتون يشيع التفاؤل في سوريا

دمشق - تزايدت المؤشرات على أن قطاع الزيتون يعد إحدى نقاط الضوء المهمة في الاقتصاد السوري بعد توقعات متفائلة بحصاد أكبر الموسم الحالي رغم الجفاف ومخلفات الحرب الطويلة والعقوبات الأميركية وأيضا تداعيات الأزمة العالمية الراهنة.
ووضعت وزارة الزراعة تقديرات إيجابية للمحصول في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق، وأيضا لعمليات إنتاج زيت الزيتون، وسط توقعات بأن يؤدي ذلك إلى تحقيق المزارعين بعض المكاسب وتوفير الكميات اللازمة في السوق المحلية.
وقدرت اللجان الفنية في الوزارة أن يصل إنتاج الزيتون هذا الموسم إلى أكثر من 740.2 ألف طن ونحو 94.7 ألف طن من زيت الزيتون.
وأوضحت مديرة مكتب الزيتون في الوزارة عبير جوهر في تصريحات لوكالة الأنباء السورية الرسمية هذا الأسبوع أن إنتاج الزيتون ارتفع بنسبة 6 في المئة عن مستويات الموسم الماضي.
ومن المتوقع أن يتم تخصيص أكثر من 148 ألف طن لتصنيع زيتون المائدة، والجزء الأكبر منه، البالغ نحو 592.2 ألف طن، للعصر.
ويعد الزيتون من المحاصيل الإستراتيجية ومن السلع الزراعية التي تتصدر قائمة الصادرات قبل اندلاع الأزمة في عام 2011، حيث أحدثت له السلطات مكتبا خاصا في وزارة الزراعة، واختيرت محافظة إدلب التي تعتبر عاصمة الزيتون مقرا للمكتب.
ووفق الحكومة فإن مساحة مزارع الزيتون تقترب من 650 ألف هكتار بعدد أشجار يصل إلى أكثر من 100 مليون شجرة، وهي تتضمن سبعين صنفا، منها 80 في المئة في المرحلة الإنتاجية، أما البقية فهي لم تدخل هذه المرحلة بعد.
وتحتل زراعة الزيتون أهمية اقتصادية، حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بعد القمح والقطن، لكن السلطات في دمشق تجد صعوبة بالغة في إنعاشها.
وأشارت جوهر إلى احتمال انخفاض نسبة التحويل في المعاصر نتيجة النضج القسري للثمار، بسبب التغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة لفترات زمنية طويلة نسبياً وفي فترات حرجة من نمو وتطور الثمار بما فيها فترة الاصطناع الحيوي للزيت.
وقالت إن هذا الأمر “يمكن أن ينعكس سلبا على مواصفات الثمار ونسبة الزيت فيها، وبالتالي صعوبة استخلاص وانخفاض في مردود الزيت”.
وتعتبر محافظتا حلب وإدلب اللتان تعادلان نصف إنتاج سوريا من الزيتون تقريبا خارج سيطرة دمشق، لذلك يؤثر هذا الوضع على القطاع.
ولكن جوهر تؤكد أن تقديرات الإنتاج في المناطق الآمنة زادت بنسبة 11 في المئة عن الموسم الماضي، لتبلغ نحو 429.8 ألف طن، بما يصل إلى 58 في المئة من إجمالي الإنتاج، حيث يقدر إنتاج الزيت منها بحوالي 55 ألف طن، بزيادة 6 آلاف طن عن العام الماضي.
94.7
ألف طن مقدار زيت الزيتون المتوقع، و184 ألف طن خصصت لتصنيع زيتون المائدة
وأشارت المسؤولة إلى أن أعلى إنتاج هذا الموسم في المناطق الآمنة متوقع في محافظة حماة بكمية تبلغ قرابة 92 ألف طن، تليها حمص بكمية 82.7 ألف طن، وبعدها اللاذقية بكمية 47.5 ألف طن.
أما في ريف دمشق فمن المرجح أن يبلغ الإنتاج نحو 40.2 ألف طن، وإدلب بواقع 35.5 ألف طن، تليها حلب بحوالي 33.8 ألف طن، ثم طرطوس بكمية 32 ألف طن، تليها درعا بنحو 28.6 ألف طن، والكميات المتبقية من باقي المحافظات.
وأوضحت جوهر أن تقدير الإنتاج يتم بناء على الجولات الإحصائية المنفذة في مديريات الزراعة، اعتمادا على العينات العشوائية لمناطق زراعة الزيتون والجولات الميدانية التي قام بها مكتب الزيتون في المحافظات ودراسة التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية.
وتفيد إحصاءات المجلس الدولي للزيتون بأن سوريا تعد أبرز الدول العربية من حيث استهلاك الفرد لزيت الزيتون، والرابعة عالميا، بنحو 4.6 لتر سنويا.
واحتلت سوريا المرتبة الرابعة عالميا بين الدول المنتجة لزيت الزيتون بين عامي 2004 و2006 بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان، وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة تقهقر ترتيبها إلى ما بين المركزين السابع والتاسع بسبب تراجع الإنتاج والحرب والعقوبات الاقتصادية.
وكان زيت الزيتون السوري يتم تسويقه في العديد من بلدان العالم، حيث وصل إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا ودول الخليج العربي قبل الحرب.