حشد سعودي مبكر للدعم الدولي لمؤتمر حل الدولتين

الرياض- بدأت المملكة العربية السعودية مبكرا بحشد الدعم الدولي للمؤتمر رفيع المستوى حول تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقررة إقامته في نيويورك مطلع الصيف القادم.
وتجد المملكة في التمسّك بشرط حل قضية فلسطين وفقا لهذا المنظور مهربا من الضغوط المسلطة عليها من قبل الولايات المتّحدة الأميركية لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وهي ضغوط يتوقّع أن تشتّد مع عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى الحكم في بلاده.
وقال وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، إن المجلس “شدد على استمرار جهود المملكة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، داعيا “دول العالم إلى المشاركة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في يونيو القادم بمدينة نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة وفرنسا.”
◄ منتقدو حل الدولتين يتساءلون عن مدى قابلية الدولة المنشودة للحياة في ظل انهيار دول عربية أكبر وأكثر مقدرات
وأعلنت السعودية في سبتمبر الماضي باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين، إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في الثاني من ديسمبر الجاري خلال زيارته للرياض، أن بلاده والسعودية سترأسان بشكل مشترك في يونيو 2025 مؤتمرا بشأن إقامة دولة فلسطينية.
وتدعم السعودية وفرنسا الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقا لمبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال وزير الإعلام السعودي إنّ “المجلس تناول التطورات في المنطقة والعالم والجهود الدولية المبذولة بشأنها مجددا وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوري ودعمها كل ما من شأنه تحقيق أمن هذا البلد الشقيق واستقراره والتأكيد على إدانة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية وانتهاكاتها قواعد القانون الدولي.”
ويبدو حل الدولتين على صعيد نظري حلاّ مثاليا للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الطويل والذي أثّر بشكل مستمر على استقرار المنطقة، لكن على صعيد عملي تخلو تفاصيل هذا الحلّ من تساؤلات بشأن القدرة الفعلية للدولة الفلسطينة المنشودة على الحياة في ظل قلّة مواردها وافتقارها للثروات الطبيعية، بما في ذلك المياه حيث لا توجد كميات كافية للتقاسم بين تلك الدولة وإسرائيل.
وينبّه منتقدو ذلك الحل إلى أن دولا عربية أكبر وأكثر موارد لم تستطع الصمود وسارت نحو الفشل والانهيار على غرار الصومال والسودان ولبنان، محذرين من أن الدولة الفلسطينية المنشودة ستكون في حال تجاوز الاعتراض الإسرائيلي الشديد عليها وإقامتها مرتهنة في بقائها للدعم الخارجي.