حسين الأعظمي يفتتح مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الـ27

المنامة- أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار مساء الخميس، مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته السابعة والعشرين، والذي يتواصل على امتداد عشرة أيام، وتقدّم الهيئة أمسيات فنية تحييها نخبة من المبدعين الموسيقيين من مختلف مناطق العالم، والذين سيلقون الضوء على أشكال متنوعة من الموسيقى البحرينية والعربية والعالمية حتى يوم السابع والعشرين من أكتوبر الجاري، وفي مواقع ومساحات ثقافية مختلفة.
ولأن مهرجان الموسيقى هذا العام يأتي في إطار احتفال هيئة الثقافة بمدينة المحرق كعاصمة للثقافة الإسلامية 2018، حيث سيكون الجمهور على موعد مع أنشطة سماعية خاصة بالتراث الموسيقي الأصيل للمحرّق، عاصمة المملكة الأولى.
وانطلق مهرجان البحرين الدولي للموسيقى هذا العام مساء الخميس، من مسرح البحرين الوطني مع الفنان العراقي حسين الأعظمي الذي يلقب بسفير المقام العراقي إلى العالم، وأحد أهم مطربي المقام العراقي في العصر الراهن.
وعلى مدى نحو الساعتين أطرب الأعظمي الحاضرين بأجمل إبداعات فن المقام العراقي، فغنى مقام البنجكاه ومقام الدست ومقام الحويزاوي ومقام النهوند ومقام الجمال، إضافة إلى أغان مختلفة ومتنوعة، وقدمت الفرقة المصاحبة له معزوفات أصيلة عراقية على آلات العود والكمان والسنطور والجوزة والناي والقانون والمزهر وغيرها.
ومن المسرح الوطني إلى الصالة الثقافية، ينتقل مهرجان الموسيقى ليقدّم مجموعة أمسيات موسيقية عربية وعالمية، فكان الموعد الجمعة مع فرقة “نوى” الفلسطينية التي قدّمت مجموعة من الأغاني التي تحيي ذاكرة المشهد الموسيقي في فلسطين قبل نكبة عام 1948.
أما الأحد فتقدّم فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو خليفة زيمان حفلا لإحياء ذكرى الفنان الراحل محمد علي عبدالله، الذي يعد أحد أعلام الأغنية البحرينية ومن أشهر الفنانين الذين غنّوا للحب الخجول.
وتستضيف الصالة الثقافية في الثالث والعشرين من أكتوبر حفل الفنانة البلجيكية نتاشا أطلس بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى البحرين. وتعد أطلس رمزا لموسيقى الفيوجن متعددة الثقافات، حيث تتميّز بموهبتها الفذة التي تتنقل ما بين ألوان موسيقية شرقية وأخرى غربية كالبوب والإلكترو والراب وغيرها. وستقدّم الفنانة نتاشا أطلس في هذا الحفل تفسيرها الشرقي الطابع لأغنية فرانسواز هاردي “مون آمي لا روز” “صديقتي الوردة”.
وتواصل الصالة الثقافية استضافة الفنون الموسيقية العربية، حيث سيكون الجمهور على موعد ليلة 25 أكتوبر مع الفنانة نبيلة معن من المملكة المغربية، والتي ستقدّم مجموعة من الأغاني التي تمزج ما بين الموسيقى العربية والموسيقى الأندلسية والجاز.
وتختتم الصالة الثقافية حفلاتها مع الفنانة السورية وعد بوحسّون يوم 26 أكتوبر، إذ تقدّم الفنانة حفلا موسيقيا يجسّد شغفها باللغة العربية وما أنتجته هذه اللغة العريقة من أشكال التعبير الفني المختلفة عبر القرون. ومن مدينة المنامة إلى جنوب البحرين، مدينة المحرّق تحديدا، تأتي فرقة إسماعيل دوّاس، السبت، لتقدّم حفلا موسيقيا في الهواء الطلق يلقي الضوء على الموروث الموسيقي والغنائي الشعبي لمملكة البحرين عامة ومدينة المحرق خاصة.
وعودة إلى العاصمة البحرينية المنامة، يشهد متحف البحرين الوطني يوم 24 أكتوبر أمسية موسيقية بمناسبة تدشين ألبوم “أغاني المرأة البحرينية الشعبية”، وهو مشروع ثقافي قام به الموسيقار البحريني مبارك نجم، أعاد خلاله صياغة تراث الغناء البحريني الخاص بالنساء ليبدع أعمالا أوركسترالية فريدة مستلهمة من هذا التراث العريق.
وسيكون ختام مهرجان البحرين الدولي للموسيقى السابع والعشرين في مدينة المحرّق، حيث تشهد دار المحرق نشاطا يبرز التراث الغني للموروث الغنائي النسائي المحلي من خلال محاضرة يلقيها الأكاديمي والباحث البحريني جاسم بن حربان ويرافقها عرض مباشر على خشبة المسرح.
وضمن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى السابع والعشرين، يستمر معرض “سينكوبيشن” في فتح أبوابه في مركز الفنون حتى 31 أكتوبر الجاري، ويقدّم المعرض أعمالا فنية مصورة متحركة (فيديو) لكل من الفنان محمد قاسم الحداد، والفنان علي حسين ميرزا، والفنانة ميسم الناصر، والفنانة مريم النعيمي، حيث يعكس الفنانون تجاربهم في مفهوم “السينكوبيشن” (الذي يعني تداخل النغمات وتغيير الإيقاع) في المجتمعات عبر أعمال مفاهيمية باستخدام فن الفيديو.
يذكر أن هذا المعرض يقام سنويا ويحمل في كل عام عنوانا مختلفا، حيث تقيمه مجموعة من الشباب البحريني المبدع ويحتوي على أعمال تركيبية معاصرة مستوحاة من مفاهيم موسيقية وصوتية تعكس أعرافا ومواقف اجتماعية لا يعيرها الناس اهتماما في حياتهم اليومية.