"حسن عثمان.. رحلة حياة" يستعرض تجربة أحد رواد التشكيل المصري

القاهرة - ينظم قطاع الفنون التشكيلية، بدءا من الأربعاء، معرضا فنيا بعنوان "حسن عثمان.. رحلة حياة"، بقاعة أحمد صبري بمركز الجزيرة للفنون، يستعرض أعمالا للفنان التشكيلي والنحات الراحل حسن عثمان الذي يعد أحد رواد الفن التشكيلي في مصر والمنطقة العربية.
ولد حسن عثمان في عام 1929، وبعد انتهائه من مراحل تعليمه الأساسية، التحق بكلية الفنون الجميلة، وتخرج منها متخصصا في الزخرفة وهو في الثالثة والعشرين من عمره في عام 1952، ثم واصل دراساته الخزفية بالتحاقه بمراسم الأقصر وذلك تحت إشراف المهندس العالمي حسن فتحي في عام 1954.
انجذب عثمان لفن الخزف باعتباره أحد فنون الأجداد وكانت بدايته بالأطباق الخزفية التقليدية مع مجموعة من الأصص والمزهريات التي أبدعها بحس تعبيري ينتمي إلى شخصيته الفنية، ثم خاض تجربة فن البورتريه لوجوه ومجسمات نصفية بهيئات أسطورية فرعونية جعل منها أيقونة جديدة تتجاوز الواقع إلى الميتافيزيقيا.
ويعرف الفنان الراحل بأنه صاحب أسلوب متميز يجمع بين الأصالة والمعاصرة ولا يفتقد اللمسة الشخصية، فشخصيته واضحة في أعماله ومعرفته بتكنولوجيا فن الخزف جلية بكل دقة. تعد مجسماته بمثابة مشاريع خزفية وتجهيزات في الفراغ تحمل مع التنوع والثراء ما يعكس الفن المفاهيمي، وهو يجمع في إطار واحد بين خامات وأساليب فنية متنوعة بين فن النحت والتصوير والعمارة، وفي حين أنه كان دائم البحث عن التجريب والتجديد إلا أنه اهتم بالتعبير عن التراث المصري.
في آخر سنوات نشاطه، تغير أسلوب عثمان، حيث يقول عنه الناقد محمود بقشيش “اختار الفنان حسن عثمان خامة الخزف التي استطاع بها أن يصبح من ألمع خزافي مصر واختار الأسلوب الذي ينحاز إليه وهو الأسلوب الذي يوصف بتعبير ‘العمل التجميعي’ بمعنى التعشيق والتجميع، وهو نهج يتيح للفنان أن يجمع في إطار واحد بين خامات وعدة مجالات مختلفة، يجمع بين فن النحت والتصوير والعمارة، وصولا إلى مشهد رمزي معبر في فضاء أشبه بفضاء المسرح، نازعا عنه حاجزه الرابع ليتيح للمشاهدين أن يكونوا فاعلين”.
بدأت علاقة عثمان بالنقد الفني، بعمله منذ تخرجه، كناقد فني بالمجلات الصحفية المختلفة مثل صباح الخير، والمساء، وأرب ريفيو، والجمهورية، والعلم، كما شارك في تأسيس الجمعية المصرية لنُقاد الفن التشكيلي، وانضم عضوًا بنقابة الفنانين التشكيليين، وعضوا بالاتحاد الدولي لُنقاد الفن بباريس “الأيكا” وأخيرا انضم عضوًا بالمجلس الأعلى للثقافة وهو في السابعة والخمسين واستمر لمدة عامين.
استطاع حسن عثمان أن يحقق نجاحا كبيرا، وحصل على الجوائز الفنية الدولية والمحلية، مثل جائزة لجنة تحكيم بينالي القاهرة الدولي الثاني للخزف في 1994، حتى فارق الحياة في السابع من يوليو لعام 2014، وذلك عن عمر ناهز 85 عاما. وقد حظي الفنان الراحل بتكريم من قطاع الفنون التشكيلية ضمن عشرة من كبار الفنانين في كتاب بعنوان “10 أرواح في جسد الفن التشكيلي” تناول سيرهم الذاتية.