حساسية مفرطة لدى بعض نواب الكويت من الاستثمار في مصر
الكويت - يتعاطى بعض النواب في مجلس الأمة الكويتي بحساسية مفرطة حيال أي إعلانات حكومية بشأن زيادة الاستثمارات في مصر، في موقف لا يخلو من عدائية تجاه القاهرة، يربطه البعض بخلفيات أيديولوجية.
ووجه نواب انتقادات حادة لوزير المالية عبدالوهاب الرشيد، بعد تداول تصريح منسوب إليه عن توصله إلى اتفاق مع نظيره المصري محمد معيط بشأن ضخ المزيد من الاستثمارات الكويتية في مصر.
وطالب النائب بدر الحميدي بتوجيه الاستثمارات المزعومة إلى الداخل، قائلا “إن جميع الاستثمارات في مصر والدول العربية فاشلة ولم تأت بثمار”.
وقال النائب أسامة الشاهين إن الشعب يرفض ضخ المزيد من الأموال العامة في مصر، خاصة مع عدم نجاحنا باسترداد الودائع الحكومية من هناك.
وأكد الشاهين في تغريدة له على تويتر أن المجاملة الدبلوماسية لا تكون على حساب الاقتصاد الوطني، محملا وزير المالية عبدالوهاب الرشيد المسؤولية السياسية عن أي خطوة بهذا الاتجاه.
وسارع الوزير الرشيد إلى الرد على الهجوم النيابي بالتأكيد أن هناك تصريحات مجتزئة وغير دقيقة تُنشر وتُنسب إليه، ويترتب عليها تكوين رأي عام لا يعكس الواقع.
وأوضح في بيان نقلته صحيفة “قبس” الكويتية “ندرك تماما أن المساءلة على قدر المسؤولية، ونعلم أن المسؤول يجب أن يتحمل النقد والتجريح، وقد طالنا أكثر من ذلك من خلال المقاطع المجتزأة أثناء تناول بعض القضايا السابقة، وبما أني اليوم في موقع المسؤولية، فأرحب دائما برقابة الرأي العام وأتقبل النقد الصادق راضيا على الرحب والسعة”.
وأضاف الرشيد “وفي ظل هذا الفضاء الإعلامي الواسع، تنتشر العديد من التصريحات غير الدقيقة، والتي لم تصدر مني بشكل رسمي، والتي يترتب عليها تكوين رأي عام لا يعكس الواقع ولا يبين العديد من التفاصيل، ولذلك فإن هذا التوضيح هو نفي لأي تصريح نسب لنا لم يكن عبر وكالة الأنباء الكويتية أو الحساب الرسمي لوزارة المالية أو حسابي الشخصي”.
وكان نواب كويتيون قد أثاروا مؤخرا جدلا واسعا بعد مطالبتهم بضرورة تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل ردا على قرار مصري مضى عليه أكثر من عام وشمل جميع الدول العربية بشأن فرض رسوم دخول إلى البلاد.
ويرى محللون كويتيون أن مثل هذه المواقف التي تصدر عن البعض والتي لا تخلو من فوقية في التعاطي مع الآخر تشكل إحراجا كبيرا للدولة، التي لطالما حرصت على بناء علاقات متينة مع الدول العربية.
