حساب "أبو إيفانكا" يعود إلى تويتر بعد استطلاع ماسك

تسببت إعادة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى تويتر بالكثير من الجدل، بالتزامن مع إعلان ترشحه للسباق الرئاسي القادم، وبالرغم من إعلانه البقاء في منصته “تروث سوشل”.
نيويورك – احتفل مغردون حول العالم الأحد بعودة حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تويتر. ويحظى ترامب بشعبية واسعة في العالم خاصة في العالم العربي أين يدعى “أبو إيفانكا”.
وأعاد المالك الجديد لمنصّة تويتر إيلون ماسك السبت تفعيل حساب الرئيس ترامب، الذي أبدى تمسكه بمنصته “تروث سوشل”، لكن متابعين يرجحون أن عودته إلى تويتر تخدم حظوظه في الانتخابات الرئاسية التي أعلن عن ترشحه لها.
وحُظر ترامب من تويتر التي طالما اعتبرها منصته المفضلة إثر اجتياح عدد من أنصاره مبنى الكابيتول في السادس يناير 2021 بسبب اتهامه بالتحريض على العنف.
وقال ماسك في تعليق بعد النتيجة الإيجابية لاستطلاع أطلقه بهدف اتّخاذ قرار بشأن إعادة تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق إن “134 مليون شخص شاهدوا الاستطلاع”، مضيفا في تغريدة منفصلة أن “الناس قد تحدثوا (أعطوا رأيهم)” وأنه سيُعاد فتح حساب ترامب.
1.6
مليون متابع جديد على حساب دونالد ترامب بعد فترة وجيزة من إعادة تفعيله
وأجاب أكثر من 15 مليون مشترك في تويتر على سؤال الاستطلاع، وصوت 51.8 في المئة منهم بـ”نعم” لعودة الزعيم الجمهوري إلى المنصة.
وعاد حساب دونالد ترامب على تويتر إلى الظهور بعد دقائق قليلة من إعلان إيلون ماسك، وتعود آخر تغريدة عليه إلى الثامن من يناير 2021. وقال فيها “لكل من سأل لن أذهب إلى حفل التنصيب في العشرين يناير”.
وأشاد المرشح الجمهوري بالمبادرة وبإيلون ماسك خلال مداخلة عبر الفيديو السبت في تجمع حاشد لائتلاف اليهود الجمهوريين في لاس فيغاس.
وقال “أحبه كثيراً. كما تعلمون، إنه شخصية متميزة وأنا أحب الشخصيات المتميزة”. ولكن ترامب لفت إلى أنه بات يمتلك حالياً شبكته الخاصة. وشجع متابعيه على موقع “تروث سوشل” على “التصويت بإيجابية” قبل أن يضيف “لكن لا تقلقوا لن نذهب إلى أي مكان. تروث سوشل مميزة”.
ويرى مراقبون أن ترامب سيعود قريبا للتغريد على تويتر، منصته المفضلة، خاصة مع معاداة الإعلام الغربي له.
وتمكن حساب ترامب على تويتر، بعد فترة وجيزة من إعادة تفعيله، من اكتساب أكثر من 1.6 مليون متابع، بإضافة 1.3 مليون في غضون 40 دقيقة، وهذا يشير إلى حجم تأثير ترامب عبر تويتر على المستخدمين والناخبين المستقبليين، إذ يمتلك 83 مليون متابع على تويتر، بينما يضم حسابه على شبكة “تروث سوشل” التي أنشأها بعد إغلاق حسابه على تويتر، 4.57 مليون متابع فقط.
وهذا الفرق الشاسع في عدد متابعي ترامب بين المنصتين يجعل من المرجح جدا أن يعيد حساباته بشأن تنشيط حسابه على تويتر بالرغم من تأكيده منذ أيام أنه سيبقى على شبكته “تروث سوشل” حتى لو أن الموقع لا يوفر له انتشاراً واسعاً مقارنة مع تويتر.
وبالرغم أيضا من قوله “لديهم الكثير من المشاكل”، مشيرا إلى أن المنصة تعرف انتشارا للروبوتات والحسابات المزيفة وأن المشكلات التي تواجهها تويتر “لا تصدق”. ويعتبر ترامب أن موقع تويتر “أصبح في أيدٍ أمينة” مع إيلون ماسك.
ومن المتوقع أن تسبب عودة حساب دونالد ترامب إثارة جدل في المجتمع والسياسة الأميركيين خصوصاً أنه يخوض مرة أخرى السباق إلى البيت الأبيض للعام 2024. ورحب حلفاء ترامب السياسيين لاسيما في الكونغرس بعودة حسابه على تويتر. وغرد العضو الجمهوري في مجلس النواب بول غوسار كاتباً “أهلا بكم من جديد!”.
وكتبت مارجوري تايلور غرين على تويتر وهي برلمانية جمهورية أخرى مؤيدة بشدة للرئيس السابق “أي شخص يعتقد أن الرئيس ترامب لن يفوز بالانتخابات التمهيدية في العام 2024 يخدع نفسه”.
في المقابل ردت الجمهورية ليز تشيني التي أصبحت العدو اللدود لدونالد ترامب على خبر عودة حسابه بإحالة متابعيها على تويتر إلى مقطع فيديو يُظهر إحدى جلسات الاستماع التي أجرتها لجنة التحقيق بعد اقتحام الكابيتول في السادس من يناير 2021.
وقالت تشيني على تويتر “مع عودة ترامب إلى تويتر حان الوقت لمشاهدة جلسة الاستماع هذه بشأن السادس من يناير”. وبدا عدد المشتركين في تويتر غير ثابت، إذ زاد ثلاثة ملايين في أقل من ساعتين قبل أن ينخفض بشكل مفاجئ.
وبعد ثلاثة أسابيع على استحواذه على تويتر، قال أغنى رجل في العالم ومالك تسلا وسبايس أكس مساء الجمعة مع إطلاق الاستفتاء إن نتائجه يمكن أن تؤثر على قرار عودة الرئيس الأميركي السابق إلى تويتر من عدمها. وكتب ماسك في تغريدة لاحقة العبارة اللاتينية “صوت الشعب هو صوت الله”.
وباسم حرية التعبير أعاد الجمعة حسابات أخرى معلقة لمستخدمين آخرين. وبعد استحواذه على المنصة مقابل 44 مليار دولار في نهاية أكتوبر، أكد ماسك أنه لن يتم اتخاذ أي قرار رئيسي بشأن المحتوى أو إعادة تفعيل حسابات دون تدخل مجلس مخصّص. ويهدف ذلك بالدرجة الأولى إلى طمأنة المعلنين، المصدر الرئيسي لدخل المجموعة.
ولم يوضح علناً ما إذا كان المجلس قد أُنشئ. وتخشى منظمات عديدة بالإضافة إلى سلطات ومعلنين ألا يبقى المحتوى معتدلاً على الشبكة الاجتماعية ما يفسح المجال للتضليل الإعلامي والمضايقات وانتهاكات أخرى.
وقال رئيس منظمة الحقوق المدنية “أن.أي.أي.سي.بي” NAACP على تويتر ديريك جونسون “تخونون ديمقراطيتنا”، معتبراً أن المشتركين مع إيلون ماسك “لا يمثلون أميركا”.
ومن المحتمل أن يؤدي قرار إعادة حساب دونالد ترامب إلى تويتر إلى مزيد من الاضطرابات داخل الشركة، التي اهتزت بشدة منذ استحواذ إيلون ماسك عليها.
وطَرد ماسك 50 في المئة من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500 شخص وألغى سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل وفرضَ ساعات عمل طويلة، بينما قوبلت محاولاته إصلاح تويتر بفوضى وتأخير، وقام معلنون بالانسحاب.
وخلال الأسبوع الحالي رد مئات من الموظفين بـ”لا” على المالك الجديد الذي طلب منهم العمل بلا كلل “لبناء تويتر 2.0” ثوري.
وقد أكد مطلعون من الشركة أن تويتر أمام احتمال مواجهة انهيار كبير خلال كأس العالم، موضحين أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بات غير مجهز للتعامل مع الطفرات المرورية خصوصا بعد الإجراءات الأخيرة التي فرضها إيلون ماسك.

وأكد موظف سابق غادر مؤخراً الشركة، وهو على دراية بكيفية استجابتها لمثل هذه لأحداث واسعة النطاق، أن تويتر قد يواجه حدوث انقطاع كبير يؤدي إلى تعطيل الموقع أثناء كأس العالم.
كما أضاف لصحيفة “الغارديان”، ممتنعاً عن ذكر اسمه بسبب حساسية التفاصيل، أنه يعلم تماماً كيف يعمل Twitter Command Center، مشدداً على أن فريق المنصة على دراية بأعطال راقبوها مؤخراً بحثا عن مشكلات مثل ضغط الحركة على الموقع وانقطاع الاتصال بمركز البيانات. وتابع أن متابعة كأس العالم ستكون صعبة على المنصة وسط الافتقار إلى الاستعدادات ونقص الموظفين.
وأشار الموظف إلى أن حوادث مثل استجابة بطيئة أو غير صحيحة أو خدمة غير مكتملة، تكاد تكون مؤكدة خلال المنافسة المستمرة لـ29 يوماً في قطر، مقدّراً احتمالية حدوث مثل هذه الأخطاء بنسبة 90 في المئة. وأوضح أن المنصة قد تعاني من صعوبة في الاستخدام، وقد تتعطّل مع الانطلاق الأحد.
50
في المئة من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500 شخص تم طردهم من تويتر
كذلك أضعفت تلك الإجراءات قدرة المنصة على الاستجابة لأي مشكلات تتعلق ببنيتها التحتية لتكنولوجيا المعلومات، خصوصاً أن بعض المتأثرين بتسريح العمال أو تناقص عدد الموظفين يشملون أولئك الموجودين في Twitter Command Center.
وغادر حوالي ثلث فريق الحوادث في الأسابيع الأخيرة المنصة. أما ماسك فلم يرد على طلب للتعليق، بل اكتفى فقط بتغريدة نشرها الجمعة الماضي، دعا فيها المستخدمين إلى مشاهدة أول مباراة في كأس العالم التي انطلقت الأحد. وقال “شاهد على تويتر.. واحصل على أفضل تغطية وتعليق”.
وقال بيتر كلوز وهو مهندس كمبيوتر ومدير في تويتر “رحل أصدقائي. الرؤية ضبابية. عاصفة قادمة وليس هناك حافز مادي. ماذا تفعل؟ هل ستضحي بوقتك مع أطفالك خلال الإجازات من أجل وعود غامضة وليصبح ثري أكثر ثراءً؟”.
وكغيره من العاملين في تويتر، تحدث كلوز بالتفصيل عن مخاوفه، موضحاً أنه لم يكن “يكره إيلون ماسك” وكان يريد “لتويتر أن ينجح”.
لكنه أوضح أنه لم يبق سوى “ثلاثة مهندسين من أصل 75” كانوا في فريقه. وأضاف “لو بقيت، لاضطررت للعمل بشكل دائم بلا توقف مع دعم قليل جداً لمدة غير محددة على أنظمة كمبيوتر معقدة لا أملك خبرة فيها”. وتابع “لم يتم إشراكنا بأي رؤية ولا وجود لخطة خمسية مثل ما هو الحال في تسلا.. إنه محض اختبار للولاء”.