حسابات ثمن النهائي تشعل المنافسة في أمم أوروبا

ستكون حسابات التأهل إلى الدور ثمن النهائي لمسابقة أمم أوروبا هي الطاغية على منافسات الجولة الأخيرة من الدور الأول بين منتخبات المجموعة الأولى. وباستثناء إيطاليا المنتشية بتأهلها والتي تخوض اختبار التأكيد أمام ويلز الطامحة بدورها إلى مرافقتها إلى الدور المقبل، يلتقي منتخبا سويسرا وتركيا في مواجهة تحمل نفس الطموح، ألا وهو تحقيق الانتصار لرد الاعتبار وضمان حظوظ أوفر للتأهل.
روما - تخوض إيطاليا الضامنة لتأهلها إلى ثمن نهائي كأس أوروبا المقامة بنسختها الـ16 في 11 مدينة ودولة، اليوم الأحد مباراتها الأخيرة في المجموعة الأولى بحثا عن الفوز الثالث وحصد العلامة الكاملة أمام منتخب ويلز المنظم والساعي بدوره لمرافقتها إلى الدور القادم، فيما يلتقي منتخبا سويسرا وتركيا في لقاء لرد الاعتبار بانتصار بعد البداية الباهتة في المسابقة القارية خصوصا للأتراك.
وقدّم المنتخب الإيطالي حتى الآن بقيادة مدربه روبرتو مانشيني أفضل العروض في هذه النهائيات القارية بعد فوزه بمباراتيه الأوليين على تركيا وسويسرا بنتيجة واحدة 3 – 0 على الملعب الأولمبي في روما الذي يستضيف مباريات “الآتزوري” في دور المجموعات.
وأكد المنتخب الإيطالي أن الرهان على مانشيني لقيادة حملة التجديد وإعادة البناء بعد الغياب عن كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاما، كان في مكانه.
ويبدو أن خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018 التي أدت إلى إقالة جانبييرو غاسبيريني وتعيين لويجي دي بياجو مؤقتا قبل منح مهمة البناء والتجديد لمانشيني في مايو 2018، باتت خلف “لا سكوادرا أتزورا”، وأبرز دليل أن فوز الأربعاء ضد سويسرا بفضل ثنائية مانويل لوكاتيلي كان العاشر على التوالي لرجال مدرب لاتسيو وإنتر ومانشستر سيتي الإنجليزي سابقا دون تلقي أي هدف خلال هذه السلسلة.
كما حافظت إيطاليا على سجلها الخالي من الهزائم للمباراة التاسعة والعشرين على التوالي، وتحديدا منذ الخسارة أمام البرتغال 0 – 1 في الـ10 من سبتمبر 2018 في دوري الأمم الأوروبية، ليصبح مانشيني على بعد مباراة من الرقم القياسي الذي حققه فيتوريو بوتسو قبل قرابة قرن من الزمن وتحديدا بين الـ24 من نوفمبر 1935 والـ29 من نوفمبر 1939.
إيطاليا تدرك أن الهزيمة أمام جمهورها ستتسبّب في خسارتها لصدارة المجموعة، لذلك ستحاول الظهور بنفس المستوى
والأهم أن إيطاليا عادت لتلعب دورها بين كبار القارة وهذه المرة بأسلوب هجومي مثير مخالف تماما للسمعة التي لاحقت “الآتزوري” خلال تاريخه كفريق دفاعي، وقد تجسد هذا التغيير بأفضل طريقة في المباراة الأولى التي نجح فيها بتسجيل ثلاثة أهداف للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في كأس أوروبا، قبل أن تتكرر النتيجة في مباراته الثانية.
والآن، تأمل إيطاليا في أن تدخل ثمن النهائي بمعنويات مرتفعة من خلال تحقيق الفوز الثالث على التوالي حين تلتقي ويلز للمرة الأولى منذ اكتساح الأخيرة 4 – 0 في سبتمبر 2003 ضمن تصفيات كأس أوروبا 2004، محققة في حينها فوزها الخامس على منافستها من أصل ست مواجهات بينهما (خسرت المباراة الأخرى في ذهاب تصفيات كأس أوروبا 2004).
لكن نجم يوفنتوس فيديريكو كييزا الذي لم يحصل حتى الآن على فرصته الحقيقة في النهائيات في ظل تألق لورنتسو إينسيي وتشيرو إيموبيلي ولوكاتيلي ودومينيكو بيراردي، حذّر من الاندفاع الويلزي لاسيما أن نقطة التعادل ستكون كافية لهم من أجل التأهل بغض النظر عن نتيجة سويسرا وتركيا في العاصمة الأذرية باكو، بما أنهم يملكون أربع نقاط من تعادل مع سويسرا 1 – 1 وفوز على تركيا 2 – 0.
وقال كييزا المرشح للمشاركة أساسيا الأحد بعد ضمان التأهل إن “ويلز فريق سيقاتل بالتأكيد. يملكون لاعبين مؤثرين على المستوى العالمي، أهمهم غاريث بايل”.
وحذر كييزا من زميله الحالي في يوفنتوس “رامسي أيضا. إنه ليس باللاعب العادي، هو ذكي جدا وقوي فنيا. أقدّره جدا في يوفنتوس إن كان داخل الملعب أو خارجه”.
وتدرك إيطاليا أن الهزيمة الأحد أمام جمهورها في العاصمة ستتسبّب في خسارتها لصدارة المجموعة، وبالتالي لن تتراخى على الإطلاق وستحاول الظهور بنفس المستوى الذي قدمته حتى الآن في هذه النهائيات.
وتطرق كييزا إلى التقدم الذي حققه المنتخب بعد خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018، قائلا “هناك طاقة، اندفاع والفضل يعود بذلك إلى مانشيني”، معتبرا أنه “يحق للجمهور بأن يحلم ونحن كذلك. نحن هنا للذهاب حتى النهاية، أن نتوج هذا الفريق الرائع”.
والنقطة السلبية الوحيدة حتى الآن لإيطاليا في هذه النهائيات هي إصابة أليساندرو فلورنتسي في المباراة الأولى والقائد جورجو كييلني في الثانية.
لكن قلب دفاع يوفنتوس طمأن جمهور المنتخب بشأن الإصابة التي تعرض لها في الفخذ، قائلا “لحسن الحظ أنا في وضع جيد. الأمر ليس خطيرا. سأرتاح لبضعة أيام وسنرى ما سيحصل. لِنَقُل إني توقفت في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم الأمور” في إشارة إلى طلبه التبديل في الدقيقة الـ24 من مباراة سويسرا. ومع طموح تكرار إنجاز 2016 حين وصلت ويلز إلى نصف النهائي في مشاركتها الأولى في البطولة، يأمل بايل ورامسي ورفاقهما في إيقاف إيطاليا الأحد، علما وأن تأهل ويلز قد يحصل حتى في حال الخسارة إن كان بين أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث أو حتى كثانية في المجموعة في حال فشلت سويسرا في الفوز على تركيا.
ويدرك المنتخب الويلزي صعوبة المهمة في العاصمة الإيطالية، وهذا ما أشار إليه لاعب وسطه جو ألن بوصفه مباراة الأحد بـ”إحدى أكبر المباريات التي يمكن أن تخوضها”، مضيفا “على الصعيد التاريخي، كمباراة، فالمرء يحلم بأن يكون طرفا فيها”.
وفي مباراة ثانية يلتقي منتخبا سويسرا وتركيا على نفس الهدف في مواجهتهما الأخيرة بدور المجموعات في بطولة أوروبا 2020، وهو تحقيق أول فوز في البطولة أملا في فرصة الصعود إلى الدور الـ16.
وحصل المنتخب السويسري على نقطة وحيدة بعد تعادله مع ويلز ثم خسارته 0 – 3 أمام إيطاليا رغم أنه دخل البطولة بتوقعات كبيرة من فريقه صاحب الخبرة الكبيرة.
أما تركيا التي بعثت برسالة تحذير قوية قبل ثلاثة أشهر عندما فازت على هولندا في تصفيات كأس العالم، فقد خسرت أول مباراتين في البطولة أمام إيطاليا وويلز ولم تحرز أيّ هدف.
ولا يزال بوسع سويسرا الحصول على المركز الثاني بين فرق المجموعة والتأهل لمراحل خروج المغلوب، لكنها ستكون بحاجة إلى أن تخسر ويلز أمام إيطاليا في روما في نفس التوقيت. وستحتاج سويسرا أيضا للحصول على فارق أهداف أفضل.
وأفضل فرصة لتركيا للتأهل هي الحصول على مكان بين أفضل 4 فرق تحتل المركز الثالث، بعد أن ضاعت فرصتها في الصعود عن طريق المركزين الأول والثاني.
وبالنسبة إلى المنتخب السويسري فإن بدايته المتعثرة كانت مزعجة للغاية.
وقبل انطلاق البطول، قال غرانيت شاكا قائد سويسرا إنه يعتقد أن بوسع فريقه الوصول إلى نهائي البطولة، بالنظر إلى الخبرة الكبيرة للفريق ومشاركته في بطولات كبرى سابقة بعد وصوله إلى الدور الـ16 في نهائيات كأس العالم في آخر نسختين، وفي يورو 2016.