حزمة اتفاقيات اقتصادية بين ليبيا وإيطاليا خلال منتدى طرابلس

طرابلس – أبرمت ليبيا وإيطاليا اليوم الثلاثاء سبع اتفاقيات خلال افتتاح منتدى الأعمال الإيطالي الليبي المنعقد في طرابلس، بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وتهدف جميعها إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية بين طرابلس وروما، تزامنا مع الإعلان عن استئناف رحلات "إيتا آيروايز" إلى ليبيا مع بداية العام المقبل.
ووفق الفعاليات المنقولة عبر صفحة "حكومتنا" على فيسبوك، وقع وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج مع نظيره الإيطالي مذكرة تفاهم بشأن تعاون مصلحتي الطيران المدني.
ويهدف برنامج تنفيذ مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون في قطاع الطيران المدني، وتشجيع المزيد من الاتصال الجوي بين البلدين.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الحكم المحلي والغرفة التجارية الليبية الإيطالية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية والليبية، وتعزيز النسيج الريادي في البلدين، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين اتحاد عام غرف التجارة الليبية ونظيره الإيطالي لتسهيل التعاون بين غرف التجارة بهدف تشجيع التجارة والاستثمار.
ووقع مركز تنمية الصادرات الليبية مذكرة مع وكالة التجارة الخارجية الإيطالية، ومذكرة بين حكومة الوحدة والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي ووكالة "سيمستا" الإيطالية، بهدف تشجيع تمويل ونمو الشركات العاملة في كلا البلدين، ومذكرة بين المصرف الليبي الخارجي وغرفة التجارة الليبية الإيطالية المشتركة.
وفي قطاع الرعاية الصحية، تم توقيع مذكرة تعاون بين جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية ومؤسسة "جي كي إس دي" للاستثمار، لتطوير الخدمات الطبية، وتحسين مرافق وخدمات الرعاية الصحية في ليبيا.
وافتتح الدبيبة وميلوني التي وصلت صبيحة اليوم الثلاثاء إلى العاصمة الليبية طرابلس الدورة الثلاثين لمنتدى الأعمال الإيطالي الليبي.
وأعلن الدبيبة في كلمة له نقلتها منصة "حكومتنا" عن "تفعيل اتفاقية المنح الدراسية والتعاون الثقافي مع إيطاليا، بما يسهم في تعزيز آفاق التواصل الثنائي، كما أعلن عودة الخطوط الجوية الايطالية للعمل من المطارات الليبية رسميا ابتداء من ديسمبر المقبل".
وقال الدبيبة "الحضور الاستثنائي لرجال الأعمال الإيطاليين رسالة واضحة لحالة الاستقرار بالبلاد"، مضيفا "المنتدى الاقتصادي الليبي الإيطالي يمثل فرصة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني".
وأضاف "علاقتنا المميزة مع إيطاليا ساهمت في رفع حظر الطيران الليبي فوق الأجواء الأوروبية المفروض منذ 9 سنوات".
وأعرب عن سعادته "بالتقدم الإيجابي في مسار إعادة تفعيل اتفاقية الصداقة والتعاون المتوقفة منذ 14 عاما، ونعلن قرب انطلاق أعمال تنفيذ مشروع الطريق الساحلي الجديد مساعد رأس جدير".
وأكد "على أهمية تعزيز التعاون الثنائي المثمر مع إيطاليا، والذي شهد تطورا كبيرا الآونة الأخيرة"، كما عبر "عن سعادته برفع القيود عن سفر رجال الأعمال الإيطاليين إلى ليبيا".
وتزور ميلوني ليبيا للمرة الرابعة كرئيسة للوزراء وذلك من أجل إعادة إطلاق التعاون الاقتصادي والتعاون في إدارة شؤون المهاجرين وتنفيذ خطة ماتي للاستثمار في القارة السمراء.
وفي كلمتها، قالت ميلوني إن إيطاليا تعتبر العلاقات مع ليبيا "أولوية" ولم تصل إلى أعلى مستوى بعد، مشيرة إلى أن حكومتها تهدف إلى استعادة بعض مشروعات التعاون المتوقفة مع ليبيا منذ زمن، واكتشاف مجالات أخرى للتعاون.
وأضافت "إيطاليا هي البوابة الرئيسية لليبيا، نحن منشغلون بالتعاون الثنائي في جميع المجلات، ومنها الاتصالات والأمن السيبراني، وهناك فرص لتعزيز الروابط من أجل تسهيل عمل شراكاتنا، وتسعى إيطاليا إلى أن تكون رائدة على المستوى الأوروبي" في هذا الإطار.
وأشارت ميلوني إلى ميلوني إلى أهمية التعاون بين إيطاليا وليبيا في مجال إدارة تدفقات الهجرة.
وأكدت التزام الحكومة الإيطالية بتعزيز التنمية والنمو في بلدان المنشأ، لافتة إلى مرسوم التدفق الأخير لمدة ثلاث سنوات، والذي ينص على دخول 450 ألف عامل أجنبي إلى إيطاليا، في إطار مشروع لتشجيع الهجرة القانونية.
ومع ذلك، أكدت ميلوني أن نجاح مثل هذه الإجراءات يعتمد على التعاون بين أنظمة الإنتاج في البلدان المعنية. وخلصت إلى أن "هذه الآليات لن تنجح إلا إذا كان هناك تطابق بين العرض والطلب على العمل، وإذا كان هناك تدريب مناسب في المنبع"، مسلطا الضوء على أهمية الحوار المنظم بين إيطاليا وليبيا من أجل الإدارة الفعالة والمنسقة لتدفقات الهجرة.
وبحسب ميلوني، تعتبر إيطاليا "جسرا طبيعيا بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا والشرق الأوسط". وأوضحت أن هذا الموقع الفريد يمثل فرصة لتحويل البلاد إلى مركز لتوزيع الطاقة، يربط بشكل مبتكر بين البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا وأوروبا من خلال البنية التحتية والاتصالات الاقتصادية.
وذكّرت ميلوني بأهمية "خطة ماتي من أجل أفريقيا" كدليل استراتيجي، مؤكدة على متانة التعاون الثنائي بين إيطاليا وليبيا. إن القطاعات المتقدمة مثل الاتصالات والأمن السيبراني هي بالفعل أبطال التعاون بين البلدين، مع البنية التحتية القائمة مثل خط أنابيب الغاز غرين ستريم والكابلات البحرية لنقل البيانات.
وأضافت "هناك هامش ممتاز لبناء فرص جديدة"، مؤكدة على أهمية تعزيز الروابط أيضًا لصالح المواطنين والشركات في كلا البلدين.
وفي هذا السياق، أعلنت ميلوني عن عودة رحلات طيران "إيتا آيروايز" المباشرة بين إيطاليا وليبيا بدءاً من يناير 2025، معربة عن فخرها بأن إيطاليا كانت أول دولة غربية ترفع الحظر عن سفر رجال الأعمال إلى ليبيا.
وقالت "هذان عنصران أساسيان لإعادة إطلاق علاقاتنا الاقتصادية"، مؤكدة على نية توسيع التعاون في قطاعات أخرى مثل صيد الأسماك والصناعة الزراعية والاقتصاد البحري والرعاية الصحية والأدوية.
وتشهد النسخة الثلاثين من المنتدى، مشاركة واسعة لعدد من الشركات المحلية والإيطالية، بهدف تعزيز آفاق التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى إقامة جلسات اقتصادية بمشاركة رجال الأعمال الإيطاليين والليبيين في مجالات مختلفة.
وأفادت وكالة أنباء (نوفا ) الإيطالية بأن أكثر من 100 شخصية تمثل مؤسسات تجارية واقتصادية من مختلف القطاعات الإيطالية ورجال أعمال توجهوا الاثنين إلى طرابلس على متن رحلة للخطوط الجوية "إيتا" للمشاركة في فعاليات المنتدى.
وينقسم المنتدى الذي يحتضنه معرض طرابلس الدولي، إلى أربعة مجالات رئيسية: الأول مخصص لقطاع الطاقة والتعدين، والثاني للتنمية والبنية التحتية، والثالث للرعاية الصحية وصناعة الأدوية، والرابع لصيد الأسماك والزراعة.
ويتضمن الحدث أيضا معرضًا تجاريًا وأنشطة ثقافية ليس فقط لتعزيز العلاقات التجارية والتبادل الأكاديمي والثقافي بين البلدين، حسب الوكالة .