حزب ماكرون يفتح مقرا في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية

الرباط- أعلن حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “الجمهورية إلى الأمام” الخميس عن إنشاء فرعين جديدين له، الأول في مدينة أغادير جنوب غربي المغرب، والثاني في مدينة الداخلة في الصحراء المغربية والتي باتت إحدى أبرز الوجهات الدبلوماسية في المملكة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تعقبها خطوة الاعتراف الرسمي الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء حيث تعكس قناعة الحزب الحاكم في فرنسا بأحقية المملكة على صحرائها في نزاعها مع جبهة البوليساريو الانفصالية خاصة في ظل الاختراقات التي حققتها الرباط في وقت سابق.
وبعثت باريس في وقت سابق بالعديد من الرسائل الإيجابية بشأن النزاع حول الصحراء المغربية وذلك بعد الاعتراف الأميركي بسيادة الرباط عليها حيث حضر مسؤولون فرنسيون المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي انعقد برئاسة المغرب والولايات المتحدة، وشاركت فيه 40 دولة من مختلف قارات العالم.
جمهورية السنغال افتتحت الاثنين قنصلية عامة لها بالداخلة، وهي عاشر تمثيلية دبلوماسية يتم فتحها بالمدينة
وقالت النائبة البرلمانية عن حزب “الجمهورية إلى الأمام” الفرنسي ونائبة رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية – المغربية ماري-كريستين فيردير-جوكلاس، إن عضو الحزب جاي بيكار سيترأس لجنة أغادير، فيما سيترأس لجنة الداخلة زميله كلود فرايسينت، مشيرة إلى أن المسؤولين “لن يتخلفا عن حضور افتتاح الفرعين الجديدين حالما تسمح الظروف الصحية بذلك”.
وذكر الحزب عبر بيان أصدره أن الهدف من افتتاح الفرعين هو “تعزيز شبكة الحزب في الدائرة المغاربية وغرب أفريقيا”، معربا عن أمله في “أن تكون هاتان الملحقتان ديناميتين قدر الإمكان، من أجل تلبية توقعات الفرنسيين في هذه المنطقة على أفضل وجه”.
وتعول الرباط على خطوة باريس الأخيرة في النزاع بشأن الصحراء من أجل فتح نقاش جدي داخل الاتحاد الأوروبي لدفع دول القارة الأوروبية على الخروج من حيادهم وتأييد الموقف المغربي ومقترح الحكم الذاتي الذي طرحه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وتأتي خطوة ماكرون تزامنا مع الإعلان عن تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى الجزائر، غدا الأحد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إلى أجل غير مسمى، بطلب من السلطات الجزائرية.
وعزت مصادر متطابقة أسباب هذا التأجيل المفاجئ إلى “أمور دبلوماسية بين البلدين”، في حين يرجح أن يكون التقارب المغربي الفرنسي جانبا من هذا “التوتر الجديد” بين قصريِ المرادية و الإليزيه.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن في الـ10 من ديسمبر الماضي اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أميركية في المنطقة المتنازع عليها بين الرباط و”جبهة البوليساريو” المدعومة من الجزائري.
ونجح المغرب في تحقيق اختراقات دبلوماسية هامة مكنته من توسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على صحرائه.
والاثنين افتتحت جمهورية السنغال قنصلية عامة لها بالداخلة، وهي عاشر تمثيلية دبلوماسية يتم فتحها بالمدينة منذ أزيد من سنة ما يعكس نجاح “دبلوماسية القنصليات” التي تنتهجها الرباط بعد أن تبناها العاهل المغربي الملك محمد السادس.
الخطوة تعكس قناعة الحزب الحاكم في فرنسا بأحقية المملكة على صحرائها في نزاعها مع جبهة البوليساريو الانفصالية خاصة في ظل الاختراقات التي حققتها الرباط في وقت سابق
وشهدت مدن جنوب المملكة المغربية منذ بداية السنة الماضية دينامية دبلوماسية قوية، حيث تم تدشين قنصليات كل من غامبيا وغينيا وجمهورية جيبوتي وجمهورية ليبيريا وبوركينافاسو وجمهورية غينيا بيساو وجمهورية غينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى جمهورية هايتي.
ومثلت مدينتا الداخلة والعيون، أكبر مدن الصحراء المغربية، وجهة تلك التمثيليات الدبلوماسية ما يعكس نجاح المغرب وفقا لمراقبين في مقاربته وجهوده الدبلوماسية لتوسيع دائرة الاعتراف الدولية بسيادته على الصحراء.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحقق فيه الرباط أيضا نتائج ميدانية ملموسة حيث تصدت القوات المسلحة الملكية المغربية مساء الأربعاء لمحاولة اختراق الحزام الدفاعي بمنطقة أكديم الشحم من طرف عناصر من جبهة البوليساريو، إذ انتهت العملية بمقتل ما يسمّى قائد أركان سلاح دركها الداه البندير في قصف لطائرة مسيّرة مغربية للمجموعة التي كانت تضم زعيم الجبهة وعددا من كبار معاونيه.