حزب الله يمضي في استيراد النفط الإيراني دون تردد

حسن نصرالله يعلن أن سفينة ثانية محملة بالوقود تتبعها سفن أخرى ستبحر من إيران باتجاه لبنان.
الأحد 2021/08/22
حزب الله يستثمر أزمة الوقود لصالحه

بيروت – قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن سفينة ثانية محمّلة بالوقود ستبحر من إيران باتجاه لبنان تتبعها سفن أخرى، وذلك رغم احتمالات تعرض لبنان لعقوبات دولية بسبب التعامل بالنفط الايراني.

وأثار إعلان الحزب جدلا واسعا بين الأوساط السياسية، فيما سادت حالة من الخوف من أن تؤدي تحركات الحزب الأحادية والتي تهدف إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية على إيران، إلى زيادة الضغوط الدولية على لبنان بسبب العقوبات المفروضة على طهران، وخصوصا قطاع النفط.

وسبق أن أعلنت السلطات اللبنانية مرارا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية بعدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة على إيران.

وقال نصرالله الأحد إنّ "السفينة الأولى ستغادر إيران اليوم تليها سفن أخرى تباعا"، مؤكدا "مواصلة هذا المسار طالما أن البلد محتاج، وبهدف تخفيف معاناة الناس".

واعلن نصرالله الخميس أن سفينة إيرانية محملة بالمازوت في طريقها إلى لبنان، الذي يشهد أزمة محروقات حادة وانهيارا اقتصاديا متسارعا.

وكان زعيم حزب الله قد حذّر إسرائيل والولايات المتحدة من أن حزبه سيعتبر السفينة "أرضا لبنانية"، ما ينذر بردّ منه في حال تعرضها لهجوم، في وقت يشهد لبنان إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية والمعيشية منذ عقود عدة، ما يجعله لا يحتمل أي مغامرة أخرى غير محسوبة.

وبالتزامن مع قرار حزب الله، أعلن لبنان الخميس تبلغه من السفيرة الأميركية دوروثي شيا قرار واشنطن المساعدة على استجرار الطاقة الكهربائية والغاز إلى البلد الغارق في أزمة محروقات وانهيار اقتصادي غير مسبوق، من مصر والأردن مرورا بسوريا.

ويعني هذا التعهّد الأميركي عمليا، موافقة واشنطن على استثناء لبنان من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا بسبب النزاع القائم على أرضها منذ 2011، والتي تحظر القيام بأي تعاملات مالية أو تجارية معها.

وعلى وقع انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

وتراجعت نتيجة ذلك قدرة مؤسسة كهرباء لبنان التي تعاني أصلا من مشاكل مزمنة، على توفير تغذية معقولة لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.

كما يشهد البلد أزمة سياسية تحول دون توافق الأطراف المختلفة منذ سنة على تشكيل حكومة يضغط المجتمع الدولي لتشكيلها، لكي يكون في إمكانها إجراء إصلاحات أساسية في البلاد تمهد لتقديم مساعدات دولية.

ويثير ذلك غضبا شعبيا عارما انفجر قبل حوالي سنتين في الشارع، قبل أن تتراجع الاحتجاجات في حجمها من دون أن تتوقف الانتقادات ضد الطبقة السياسية المتهمة بالعجز والإهمال والفساد.

ويعتبر حزب الله الذي يتلقى المال والسلاح من طهران ويمتلك ترسانة عسكرية ضخمة فضلا عن شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية، اللاعب السياسي الأكثر نفوذا في لبنان. ويتهمه خصومه بأنه يرهن لبنان لإيران، وتصنفه واشنطن ودول خليجية مجموعة "إرهابية".

ويتخطى دور حزب الله، حليف دمشق، لبنان، إذ يعد لاعبا أساسيا في سوريا والعراق مرورا باليمن، ويراه كثيرون أداة لتوسع إيران في المنطقة.