حزب الله يضيف اليونيفيل إلى دائرة الاستهداف

بيروت - شكل الاستهداف المتكرر لقوة الأمم المتحدة المؤقتة اليونيفيل في جنوب لبنان، المحور الأبرز في زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، ولقائه بممثلين عن القوى السياسية وبينهم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لحزب الله محمد رعد.
وتواترت حوادث اعتراض دوريات اليونيفيل في قرى وبلدات جنوب لبنان، من قبل أنصار حزب الله، في مسعى غير بريء، ويستهدف إيصال رسالة بأن هذه القوة لن تكون بمعزل عن دائرة الاستهداف في حال شكلت مصدر تهديد للحزب المدعوم إيرانيا والذي يواجه ضغوطا متزايدة لنزع سلاحه.
ولم يعد حزب الله مرتاحا لتحركات اليونيفيل في الجنوب، وهو يخشى فعليا من نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في مسعاهما لتوسيع مهام اليونيفيل، خلال مناقشة مجلس الأمن التجديد لها في أغسطس المقبل.
وعلى مدار السنوات الماضية انتقدت الولايات المتحدة وإسرائيل عمل القوة الأممية التي تشرف عليها فرنسا، وترى الدولتان بأن اليونيفيل لا تقوم بالدور الكافي في التصدي لنشاطات الحزب، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى إعادة النظر فيها سواء من خلال توسيع صلاحياتها، أو التخلي عنها.
وتقول الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية إن إعادة النظر في وجود القوة بات أمرا ملحا وغير قابل للتأجيل، لاسيما بعد المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله والتي خرج منها الحزب في أضعف حالاته بعد أن خسر معظم قياداته، وفقد جزءا كبيرا من ترسانته العسكرية.
وذكر مصدر مطلع أن لقاء المبعوث الفرنسي مع رئيس كتلة حزب الله البرلمانية “تطرق خصوصا إلى تجديد التفويض لقوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان الذي ينتهي في أغسطس،” مند دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وأعلنت اليونيفيل الثلاثاء عن تعرض إحدى دورياتها للرشق بالحجارة من قبل سكان قرية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن “استمرار استهداف” قوةها “غير مقبول.”
وكانت مجموعة من المواطنين، اعترضت الأحد الماضي دورية لليونيفيل خلال جولة تفقدية لها في وادي الحجير، وقبل ذلك اعترض شبان من حزب الله السبت دورية أخرى على الطريق العام في بلدة صريفا – قضاء صور، كانت في طريقها إلى منطقة وادي السلوقي، احتجاجًا على عدم مرافقتها من قبل الجيش اللبناني.
وبرر عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض الأربعاء، الاستهدافات المتكررة لليونيفيل، بأنها تدخل القرى والبلدات والأملاك الخاصة من دون تنسيق أو حضور الجيش اللبناني.
وأكد فياض “على ضرورة المعالجة الهادئة والحكيمة والمسؤولة لأيّ احتكاك أو توتر يحصل بين أهالي الجنوب وقوة اليونيفيل التي تدخل القرى والبلدات والأملاك الخاصة من دون تنسيق أو حضور الجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يلمس فيه الأهالي أثرًا لدور اليونيفيل في معالجة استمرار احتلال العدو الإسرائيلي لأراض لبنانية، والقيام بعمليات توغّل والإمعان بالاغتيالات والأعمال العدائية في منطقة عمليات القوة الدولية وفقا للقرار 1701.”
وشدد فياض على “أهمية وجود قوة اليونيفيل في الجنوب في إطار تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وضمن دورها المحدد في منع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، ومساعدة الدولة اللبنانية في بسط سيادتها.”
وتشرف اليونيفيل ضمن لجنة تضم لبنان والولايات المتحدة وفرنسا على تطبيق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.
الإدارة الأميركية تؤكد أن إعادة النظر في وجود القوة بات أمرا ملحا وغير قابل للتأجيل لاسيما بعد المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله
وينصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
كما ينصّ الاتفاق على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت فيها بجنوب لبنان خلال النزاع، وهو ما لم يحصل حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتفظ بنقاط داخل الأراضي اللبنانية.
كما تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، مشيرة إلى أنها تستهدف بنى تحتية وعناصر في حزب الله.
ويرى مراقبون أن الاستفزازات المتكررة لقوة اليونيفيل تصب في صالح الأصوات الأميركية والإسرائيلية بحل هذه القوة.
وبدأ لودريان زياته إلى لبنان الثلاثاء حيث التقى بالمسؤولين اللبنانيين من بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي اعتبر “الاعتداءات” على اليونيفيل “غير مبررة ومرفوضة،” بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقال مصدر حكومي لبناني فضّل عدم الكشف عن هويته إن لودريان ناقش خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين “التجديد لقوة اليونيفيل وفقا للصيغة نفسها” السارية حاليا.
وشدد لودريان كذلك وفقا للمصدر نفسه على “الإصلاحات خاصة في القطاع المصرفي وقال إن ذلك المدخل الأساسي للحصول على المساعدات،” في وقت يشترط فيه المجتمع الدولي على لبنان مواصلة تنفيذ تلك الإصلاحات ليتمكن من الحصول على قروض بالمليارات من الدولارات تسهم في إحياء اقتصاده المنهار منذ العام 2019.