حزب الله يصادر الكلمة باختراق المواقع المعارضة

بيروت - بعد تصريحات محمد عفيف، المسؤول الإعلامي في حزب الله، التي هاجم فيها وسائل إعلام محلية متهما إياها بنقل الخبر الإسرائيلي دون تدقيق، وتصديق الرواية الإسرائيلية دون تمحيص مهني، وتبني قراءته وسرديته عن الوقائع الميدانية، تعرضت عدة مواقع لبنانية لهجمات من قبل “الجيش السيبراني المقاوم”.
وقال عفيف في مؤتمر صحفي إن “الحكومة مع الأسف لا تتحرك ولا وزارة الإعلام ولا المجلس الوطني للإعلام، والذريعة دائما هي حرية الإعلام”.
ومع انتهاء المؤتمر الصحفي قام الجيش السيبراني المقاوم باختراق موقع حزب الكتائب اللبنانية الإلكتروني مرتين خلال 48 ساعة، معتبرا أنه من ضمن المواقع الإلكترونية الحكومية والصناعية الداعمة لإسرائيل. ووجه رسالة عنوانها في المرة الأولى “الأرض ثم السياسة” وفي الثانية “إسرائيل كيان مؤقت /إسرائيل شر مطلق”.
وعلق المحامي مجد حرب في تصريحات لموقع “المركزية” المحلي، بأنه رغم امتلاك حزب الله أقوى ترسانة أسلحة، فإن الفريق المعارض المؤمن ببناء الدولة يملك سلاح الكلمة والإعلام الحر. وبالنسبة للحزب “هذا السلاح يؤذيه أكثر من أي سلاح آخر، لأنه يعلن الحقيقة ويفضح الارتكابات ومحاولات الهيمنة على الدولة وصولا إلى القضاء ويضيء على مخالفاته القانونية والدستورية”.
وأضاف “الإعلام يفضح ممارساته كلها، بدءا بمحاولة اغتيال النائب مروان حمادة مرورا بمحاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق وصولا إلى اغتيال الصحافيين جبران تويني وسمير قصير ولقمان سليم، حيث كان يلعب دورا كبيرا في عالم الصحافة عبر نشره أفكارا معارضة لسياسة حزب الله وبالتالي هذا الأمر ليس بجديد من قبل الحزب فهو يعتمد هذا الأسلوب كلما شعر بالضيق”.
وعن قدرة حزب الله الحالية على القمع، أشار المحامي إلى أنه “عندما كان في أوج قوته لم يستطع إسكات الإعلاميين والصحافيين أو إخافتهم، والآن لن يستطيع. واجب الإعلام أن يستمر برفع الصوت”. ويضيف “الخطيئة اليوم هي في استخدام بعض القضاة لترهيب أصحاب الرأي الحر”، مشددا على أن “هذا الموضوع ليس مقبولا وسنقاومه، لأن أصحاب هذا الرأي يجب أن يستمروا بقول الحقيقة”.
وعبّر عن أسفه لعدم وجود دور للأجهزة الأمنية في حماية الصحافيين والإعلاميين من التهديدات التي يتعرضون لها، فهي لا تقوم بملاحقة الأشخاص الذين يطلقون التهديدات بحق أصحاب الرأي الحر، بل تلاحق الإعلاميين والمثال على ذلك استدعاء الصحافية مريم مجدولين والقاضي بيتر جرمانوس وغيرهما، لافتا إلى أن هذا الأسلوب اعتمده حزب الله تاريخيا بحق أصحاب الرأي والفكر الذين يناهضون سياساته.