حزب الله يسعى لإطلاق سراح ناشطين حوكموا لأسباب أمنية في الإمارات

الإمارات تنظر إلى عودتها وعودة مواطنيها إلى لبنان ومصالحها هناك بمنأى عن المنغصات التي يفتعلها حزب الله متحججا بالمسجونين.
الخميس 2024/03/21
الحزب يسعى إلى فتح صفحة جديدة مع الإمارات

بيروت / أبوظبي – قام مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله اللبناني الحاج وفيق صفا بزيارة إلى أبوظبي في مسعى لإطلاق سراح ناشطين في الحزب حوكموا لأسباب أمنية في الإمارات.

وتتزامن هذه الزيارة مع حديث عن وساطة قادتها دمشق لدى الإمارات استمرت أشهرا من أجل تسهيل إطلاق سراح عناصر حزب الله، وفي ظل تأكيدات على أن موضوع الموقوفين هو العنصر الوحيد الذي يقف وراء الزيارة، وأن لا ارتباط لها بأي ملفّ آخر لبناني أو إقليمي.

وفيما يعمل حزب الله على استعادة عناصره في أبوظبي، تنظر الإمارات إلى عودتها وعودة مواطنيها إلى لبنان ومصالحها هناك بمنأى عن المنغصات التي يفتعلها حزب الله متحججا بالمسجونين.

ووصف مصدر مقرب من حزب الله الزيارة بأنها “صفحة جديدة” في العلاقات بين الإمارات والحزب.

دولة الإمارات تجاوزت ردود الفعل العدائية لحزب الله تجاه دول الخليج، وسعت إلى الانفتاح الإيجابي على لبنان

ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر قولها إن “هذه الزيارة أتت بعد مسار طويل من المحادثات بدأ منذ حوالي ستة أشهر”، وإن “فتح قنوات التواصل بين الإمارات والحزب أتى بعدَ وساطة من دولة إقليمية”، في إشارة إلى سوريا.

وأكدت أن “الاتصالات التي كانت قائمة أحيطت بسرية تامّة ولم يكن أحد على علم بها ولا حتى حلفاء الحزب في الداخل الذين استوضحوا عن ذلك بعد تسريب الخبر”.

وأشارت المصادر إلى أن “الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أوكلَ المهمة إلى صفا، باعتبارها أمنية بامتياز ولا أبعاد سياسية لها”، مؤكدة أن “ملف الموقوفين هو الملف الوحيد الذي يبحثه صفا في الإمارات ولا علاقة لزيارته بالملف الرئاسي وملف الحرب”.

وتجاوزت الإمارات ردود الفعل العدائية لحزب الله تجاه دول الخليج في سنوات ماضية، وسعت إلى الانفتاح الإيجابي على لبنان من خلال رفع الحظر المؤقت عن منح تأشيرات دخول للمواطنين اللبنانيين، وهو حظر نجم عن أنشطة وصفت بالتخريبية لحزب الله في الإمارات ودول خليجية أخرى، بالإضافة إلى دراسة إعادة فتح سفارتها في بيروت.

وكانت نيابة أمن الدولة الإماراتية قد وجهت إلى مجموعة مكونة من 11 شخصا تهم القيام بتشكيل خلية إرهابية تابعة لجماعة حزب الله في لبنان، والتخطيط للقيام بأعمال تخريب إرهابية ضد منشآت وأماكن حيوية في دولة الإمارات، وحيازة متفجرات وأجهزة تفجير عن بعد.

وفي أكتوبر الماضي اتفق رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة افتتاح سفارة أبوظبي في بيروت التي أغلقت في أواخر 2021، وتشكيل لجنة مشتركة لوضع آلية لتسهيل إصدار تأشيرات دخول اللبنانيين إلى الإمارات، وذلك على هامش زيارة ميقاتي إلى أبوظبي.

وشدد الشيخ محمد بن زايد على “موقف بلاده الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه”.

pp

وتتزامن العودة الإماراتية إلى بيروت مع تجاوز دول الخليج مشكلة التوتر بينها وبين لبنان الذي نجم عن أخطاء حزب الله وتدخلاته في الشؤون الداخلية لبعض الدول، وتفكيك خلايا تابعة له كانت تخطط لتنفيذ أنشطة تخريبية مثلما جرى في البحرين والكويت.

ويتفاءل اللبنانيون بالعودة الخليجية إلى بلادهم لما تحمله من حلول يمكن أن تساعد على تخفيف الأزمة الحادة في البلاد من خلال الاستثمارات وزيادة أعداد السياح. لكن لا يُعرف مدى جدية حزب الله في التعامل مع التهدئة الخليجية والتوقف عن إثارة المشاكل مع دول الخليج وتوظيف البعد المذهبي في استقطاب خليجيين إلى أجنداته التخريبية، أو تجميع الأموال لتمويل أنشطته، ما دفع الخليج إلى اتخاذ إجراءات احترازية تضرر منها لبنان.

وكانت الإمارات فرضت حظرا على منح تأشيرات دخول للمواطنين اللبنانيين ثم رفعته في يونيو الماضي مع وضع قيود مشددة من ناحية قبول الطلبات التي تقتصر على فئات محددة.

وفي أواخر أكتوبر 2021 أعلنت الإمارات سحب دبلوماسييها من لبنان ومنع مواطنيها من السفر إليه، في ظل ما اعتبرته “نهجا غير مقبول” من مسؤولين لبنانيين تجاه السعودية، وذلك بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول حرب اليمن، والتي اعتبرتها مسيئة ومتحيزة.

1