حزب الله يرد على تفجيرات البيجر باستهداف مجمع رفائيل الإسرائيلي

بيروت - أعلن حزب الله الأحد أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية اسرائيلية وقاعدة جوية رئيسية قرب مدينة حيفا، بعد ساعات من إعلان الدولة العبرية شنّ غارات مكثفة على أهداف للحزب في جنوب لبنان بينها "آلاف" من القاذفات الصاروخية.
وتتبادل إسرائيل والحزب المدعوم من طهران القصف عبر الحدود منذ قرابة 11 شهرا على خلفية الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.
وتصاعدت حدة المواجهات بين الحزب وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طالت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة للدولة العبرية، وإعلان الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله.
وأعلنت إسرائيل السبت شنّ "غارات واسعة" على أهداف للحزب في جنوب لبنان مستخدمة "عشرات" المقاتلات.
وأورد الحزب في بيان الأحد "في رد أولي على المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء (مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي)، قامت المقاومة الإسلامية بقصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا".
وقتل 39 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية، جراء تفجير آلاف "أجهزة بايجرز" الثلاثاء، ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر الحزب.
وأقر الأمين العام للحزب حسن نصرالله الخميس بأن حزبه تعرض لضربة "كبيرة وغير مسبوقة" في تاريخه، متوعدا إسرائيل التي لم تعلق على الضربات بـ"حساب عسير".
وأعلن الحزب أنه استهدف مرتين قاعدة ومطار رامات ديفيد العسكريين "بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية وأدت إلى سقوط العديد من الشهداء المدنيين".
وهذه المرة الأولى يعلن حزب الله استخدام هذه الصواريخ منذ بدء التصعيد في الثامن من أكتوبر. وهذه الصواريخ مداها متوسط ويناهز 100 كيلومتر، بحسب الحزب.
وقاعدة رامات دافيد الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا من الحدود مع لبنان، هي من المواقع الأبعد التي يعلن حزب الله قصفها منذ بدء التصعيد.
وكان الحزب نشر خلال الأشهر الماضية مقاطع فيديو قال إن مسيّرات عائدة له التقطتها في أجواء إسرائيل، وحدّد فيها أهدافا عسكرية محتملة بينها القاعدة ومجمع الصناعات العسكرية قرب حيفا.
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي، قد ذكر أن حزب الله أطلق صواريخ متوسطة المدى باتجاه مناطق جنوب حيفا، صباح الأحد بالتوقيت المحلي، وهي "الأطول مدى" التي تم إطلاقها فيما يقرب من عام من الحرب، مما يشير إلى توسيع الجماعة نطاق هجماتها ضد إسرائيل بشكل كبير،
ووفق أكسيوس، أشار الهجوم إلى تصعيد آخر في القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وأطلق حزب الله مرارا صواريخ باتجاه إسرائيل دعما لحركة حماس في غزة، وذلك منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، لكن هذه هي الصواريخ "الأطول مدى" منذ بدء الحرب، وفق الموقع ذاته.
وبحسب التقديرات، يريد حزب الله من ضرباته التي طالت خلال الساعات الماضية مناطق متفرقة من شمال إسرائيل إرسال رسالة يبين فيها ما قد تؤول إليه الأحدث في حال توسع نطاق الحرب أكثر.
ودوت صافرات الإنذار جنوب حيفا وفي عدة مناطق شمال إسرائيل.
ونشر الجيش الإسرائيلي خارطة أظهرت المواقع التي أطلقت فيها صافرات الإنذار بحيفا والمناطق المحاذية لها. تزداد المخاوف بشأن توسع نطاق التوتر ليتحول إلى حرب واسعة مع ارتفاع وتيرة الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله خلال الأيام الماضية.
وأعلنت فصائل عراقية موالية لإيران استهداف "هدف حيوي" في إسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من بيان للجيش الإسرائيلي أشار فيه إلى أنه اعترض "هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق من دون وقوع إصابات"، مؤكدا أنهما "لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، إصابة 3 أشخاص على الأقل واندلاع حرائق واسعة، بعد تعرض عدة مناطق شمالي البلاد لصواريخ أطلقتها جماعة حزب الله خلال الساعات الأخيرة، لافتا إلى أنه رصد "إطلاق أكثر من 100 صاروخ" من الأراضي اللبنانية، في وقت تشهد فيه الأوضاع توترات كبيرة بعد أسبوع من التصعيد بين الجانبين.
وأشار بيان للمتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، إلى إطلاق حزب الله "أكثر من 100 قذيفة صاروخية منذ صباح اليوم (الأحد)"، قائلا إنها "استهدفت المدنيين في إسرائيل"
وأضاف الجيش في بيان، أن مناطق واسعة في "الجليل الأسفل وخليج حيفا ومرج ابن عامر ومنطقة طبريا، تعرضت لإطلاق رشقات صاروخية، وأفيد بإصابة 3 مواطنين على الأقل في منطقة خليج حيفا بإصابات طفيفة. واندلعت حرائق واسعة".
وشدد الجيش الإسرائيلي، الأحد، على أن "الضربات ستستمر وتتكثف ضد مواقع حزب الله"، معلنا "مهاجمة مواقع" للجماعة اللبنانية.
كما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل، "رفع حالة التأهب ومنع التجمهر في المناطق الشمالية لأكثر من 10 أشخاص في المناطق المفتوحة و100 في المباني".
وأضافت أن "النشاطات التعليمية لن تقام اعتباراً من اليوم الأحد وحتى غداً عند الساعة 18.00 في هضبة الجولان، في البلدات المحاذية للسياج الحدودي مع لبنان، وبلدات غور الأردن، الجليل الأعلى، الجليل الأوسط، الأسفل".
وفي سياق متصل، أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق كافة المدارس في مناطق شمالي البلاد القريبة من الحدود مع لبنان، في أعقاب التصعيد الأخير.
وأفادت الجبهة الداخلية بأن المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى ستبقى مغلقة حتى الساعة السادسة مساء الإثنين (15:00 ت غ).
كما أغلقت السلطات المجال الجوي "من الخضيرة شمالا، في حين تتواصل حركة الطيران في مطار بن غوريون الدولي كالمعتاد".
وأوضح الجيش في بيان أيضًا أنه هاجم "حوالي 290 هدفًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك منصات إطلاق وآلاف المواقع إلى جانب بنى تحتية عسكرية" تابعة لحزب الله.
وسبق ذلك اعتراض الجيش لما قال إنهما هدفين مشبوهين، صباح الأحد، في طريقهما من العراق، مؤكدا أنهما لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية، وذلك بعد ساعات فقط من اعتراض صواريخ أطلقها حزب الله من لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" "اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق دون وقوع إصابات. الهدفان لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية".
وأكد الجيش الإسرائيلي رصد 10 قذائف صاروخية تمكن من اعتراض معظمها، في حين أشار إلى أنه يعمل على "تفحص" موقع سقطت فيه صاروخ واحد على الأقل في الأراضي الإسرائيلية.
والسبت، نصحت واشنطن رعاياها بمغادرة لبنان "طالما الطيران التجاري لا يزال متوفرا". وأتى هذا بعد أن شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء السبت، عشرات الغارات على مناطق جنوب لبنان، مستهدفة بشكل رئيسي التلال والأودية ومجاري الأنهار، في ظل تصعيد ملحوظ يثير مخاوف من أن يتحول إلى حرب واسعة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن القصف طال مناطق عدة، أبرزها الوادي بين أنصار والزّرارية، مجرى النهر بين يحمر الشقيف والزوطرين الشرقية والغربية، وادي رومين-دير الزهراني، وأطراف بلدات اللويزة، مليخ، برتي، كفرملكي، مرتفعات جبل الريحان، منطقة بصليا في إقليم التفاح، منطقة الجرمق، والمنطقة بين فرون والغندورية، إضافة إلى مجرى نبع الطاسة في إقليم التفاح.
وأفادت الوكالة أنه خلال أقل من 40 دقيقة، تم تسجيل أكثر من 50 غارة على المناطق المذكورة، وسط تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية في أجواء المناطق الجنوبية.
وعند حوالي الثامنة والثلث من مساء اليوم نفسه، استهدف الطيران الاسرائيلي الوادي بين رومين ودير الزهراني، إضافة إلى أطراف بلدة كفرملكي، كما استهدف أطراف بلدتي جبال البطم وصريفا فرون.
وتوضيحاً لما يحصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في تصريح بعيد الثامنة مساء (17:00 ت غ)، انه "في الساعة الأخيرة يقوم الجيش الاسرائيلي بشن غارات واسعة في جنوب لبنان بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "عشرات الطائرات الحربية تهاجم أهدافاً إرهابية ومنصات صاروخية لإزالة تهديدات نحو مواطني إسرائيل".
وأضاف "نقوم بشن الغارات بشكل منهجي، ونجرد حزب الله من قدراته على إطلاق قذائف نحو إسرائيل بالإضافة إلى تصفية قادته وعناصره، وقد قمنا باستهداف 400 منصة صاروخية لحزب الله اليوم شملت الآلاف من فوهات الإطلاق".
وأشار هاغاري إلى أن وزير الدفاع أعلن "حالة خاصة" في الجبهة الداخلية نظراً لتقييم الوضع العسكري، مما أدى إلى تغيير سياسة الاحتماء بدءاً "من منطقة حيفا شمالاً"، ووفق سياسة الاحتماء الجديدة "2"، سيسمح بإجراء الفعاليات التربوية والخروج لمراكز العمل في الأماكن التي يمكن التوجه فيها إلى مكان آمن في الوقت المناسب.
وقال هاغاري إنه قد يتم إطلاق قذائف صاروخية وتهديدات أخرى نحو إسرائيل خلال الفترة المقبلة، داعياً الجمهور إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية. كما أكد على استعداد الجيش الإسرائيلي للخطوات المقبلة، سواء هجومياً أو دفاعيا، مشيراً إلى أن طائرات سلاح الجو وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات.
والسبت أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه "خلال الساعات الفائتة، قصف سلاح الجو الإسرائيلي آلافا من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لاستخدامها فورا لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية"، مضيفاً أنه أصاب "180 هدفا" من دون تحديدها.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أن "حزب الله أطلق السبت نحو تسعين صاروخاً من لبنان في اتجاه إسرائيل"، مع استمرار تبادل القصف في شكل شبه يومي على الحدود.
وأعلن "حزب الله"، السبت، عن استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية، بينها موقع الرمثا في تلال كفرشوبا، وثكنة زبدين في مزارع شبعا، بالإضافة إلى مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح، والمقر المستحدث لفرقة الجليل في إييليت هشاحر.
وشملت هجمات حزب الله كذلك، وفق ما أورد في عدة بيانات، مواقع أخرى مثل تموضع قوات من لواء 300 التابع للفرقة 146 في ثكنة أدميت، ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع، إضافة إلى مركز تموضع كتيبة استطلاع 631 التابعة للواء غولاني في ثكنة راموت نفتالي، وثكنة زرعيت، والقاعدة الأساسية للدفاع الجوي والصاروخي التابعة لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا.
وتصاعدت حدة التوتر على الجبهة الجنوبية للبنان، عقب عملية اغتيال استهدفت قادة من حزب الله خلال اجتماعهم في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.
وأسفرت الضربة عن مقتل 45 شخصاً، وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية الأحد مع استمرار عمليات رفع الأنقاض لليوم الثالث على التوالي
وأفادت الوزارة في بيان عن ارتفاع "عدد الشهداء إلى 45 شخصا"، مشيرة الى استمرار "أعمال رفع الأنقاض" تزامنا مع مباشرة الأدلة الجنائية "أخذ عينات" من جثث في المستشفيات لتحديد هوية أصحابها. وكانت الوزارة أفادت في حصيلة سابقة عن مقتل 37 شخصا، منهم 16 على الأقل نعاهم الحزب بينهم قائدان عسكريان بارزان.
وكان حزب الله قد تعرض، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، لضربة وصفت بـ"القاسية"، تم خلالها استهداف أجهزة الاتصالات الخاصة بعناصره، ما أدى إلى مقتل العشرات، بينهم 20 من عناصر الحزب، وإصابة الآلاف بجروح.