حزب الله يدعو القيادة الجديدة في سوريا لرفض الاحتلال الإسرائيلي

بيروت - أعرب حزب الله اللبناني الثلاثاء عن أمله في أن تكون سوريا بقيادتها الجديدة "في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي"، وذلك بعد يومين من سقوط الرئيس بشار الأسد الذي قاتل الحزب إلى جانب قواته خلال النزاع السوري.
وكان حزب الله، الوكيل الرئيسي لإيران في المنطقة، ساعد الرئيس السابق بشار الأسد في الحفاظ على قبضته في سوريا خلال الحرب الأهلية.
ويقول الخبراء إنه عندما سحب حزب الله قواته من سوريا للتركيز على حربه مع إسرائيل، ترك الأسد مكشوفا.
وقال الحزب في بيان "نحن نأمل أن تستقر سوريا على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها، وأن تكون في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي، مانعةً التدخلات الخارجية في شؤونها".
وأضاف أن "ما يجري في سوريا اليوم على المستويين الشعبي والسياسي، وما سينتج عنه من خيارات سياسية داخلية وخارجية، هو حق حصري للشعب السوري بمعزل عن أي مؤثرات وضغوطات خارجية".
وتابع "سنبقى سندا لسوريا وشعبها في حقه بصنع مستقبله ومواجهة عدوه الكيان الإسرائيلي الغاصب".
ويعكس بيان الحزب الذي تفاجأ بسرعة سقوط الأسد واضطر إلى سحب عناصره الموجودة في سوريا، أنه يسعى إلى فك عزلته بعد أن وجد نفسه دون الظهير السوري لأول مرة منذ ولادته.
ويبدو أن الجماعة المدعومة إيرانيا تسعى إلى فتح قنوات تواصل مع القيادة الجديدة في سوريا على غرار إيران لإنقاذ وجودها في بيئة صعبة، بعد أن أدت الإطاحة بالأسد إلى حرمان الحزب من حليف مهم على طول الحدود الشرقية للبنان. فسوريا كانت تحت حكم الأسد وبالنسبة إلى إيران بمثابة قناة حيوية لتزويد الحزب بالأسلحة.
وخسارة حزب الله لسقوط الأسد، وخروجه من سوريا، خسارة متعددة الجوانب، على المستوى الاستراتيجي، والعسكري والاقتصادي، وبالتالي لا يمكن تعويضها لانعدام البدائل، جغرافيا وعقائديا وعسكريا، ما يحرمه مرتكزا أساسيا، ساهم مساهمة فعالة في تنامي قوة الحزب ونفوذه وهيمنته على خصومه السياسيين بالداخل اللبناني، والتسلط على قرار الدولة ومؤسساتها وسياساتها، وزعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية الشقيقة.
وتعد خسارة حزب الله لسوريا هي الخسارة الثانية والكبيرة التي يتعرض لها في غضون الأشهر الماضية، بعد خسارة عملية إسناد غزّة، التي تحولت إلى حرب واسعة النطاق ومدمرة ضد الحزب ولبنان، والتي أدت إلى اغتيال قيادات بارزة بالحزب في مقدمتهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وإلى احتلال إسرائيل لمناطق واسعة في جنوب لبنان، لكن خسارة سوريا التي لم تكن متوقعة وخارج الحسابات، من المرجح أنها ستنعكس انحسارا لقوة الحزب السياسية والعسكرية والمالية، بالموازين السياسية الداخلية، والاقليمية قياسا عما كانت عليه من قبل.
وندد الحزب بالضربات التي شنّتها إسرائيل خلال اليومين الماضيين ضد أهداف عسكرية سورية، معتبرا أنها "عدوان خطير".
وقال "لطالما حذرنا من الأطماع الإسرائيلية في كل المنطقة وقاومناها لمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وكررنا أن العدوان على غزة هو حرب إبادة ومنطلق لتغيير وجه المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية".
ورأى أن "الصمت المطبق عربيا وإسلاميا ودوليا تجاه العدوان الإجرامي على سوريا، بدعم أميركي غير محدود، وعدم اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذا العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، أدى إلى التمادي الصهيوني والتطاول على دول المنطقة".
ويأتي هذا البيان بعد أن وصف قيادي كبير في حزب الله، الاثنين، الإطاحة بالأسد بأنها "تحول كبير وخطير وجديد".
وقال حسن فضل الله، وهو عضو في البرلمان اللبناني، إن هناك "حديثا عن تأثيرات" على لبنان وعلى حزب الله، وأضاف "ما حدث مهم للغاية، ولا يمكن لأحد أن يقلل من تأثيراته".
وكثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا، في انتهاك صارخ لسيادتها.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن سلاح الجو الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف في سوريا من أجل ضمان أمن إسرائيل، وذلك وفقا لبيان صادر عن مكتبه الثلاثاء.
وقال مكتب نتنياهو إن سلاح الجو تم تكليفه بقصف الأصول العسكرية الاستراتيجية السورية لمنع وقوعها في يد المتطرفين الإسلامويين .
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أكد في وقت سابق تدمير الأسطول السوري .
وكان نشطاء سوريون ووسائل الإعلام الإسرائيلية قد أفادت في وقت سابق بوقوع عدد كبير من الهجمات الجوية تم خلالها تدمير معظم أصول الجيش السوري. وتم استهداف مواقع يشتبه بأنها تحتوي على أسلحة كيميائية، بالإضافة إلى مرافق البحث والإنتاج الخاصة بها، حسبما ذكروا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف أكثر من 480 هدفا سوريا، مع التركيز على أنظمة الأسلحة الاستراتيجية، مثل الصواريخ والمسيرات والطائرات الحربية والمروحيات الهجومية ومحطات الرادار والدبابات والهناجر .
كما تم استهداف بطاريات الدفاع الجوي والقواعد الجوية ومرافق إنتاج الأسلحة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي.
وشدد نتنياهو على أنه في حين أن إسرائيل لا ترغب في التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، فإنها سترد بقوة إذا سمح النظام السوري الجديد لإيران بإعادة تأسيس وجودها في البلاد أو نقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا.