حزب الله يتمسك باستمرار الحرب ونتنياهو يلوح بتوسيعها

حزب الله يتولى تنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية دون النظر إلى حجم الرد الذي يستهدف عادة قيادات من الحزب أو حلفائه.
الأحد 2024/09/15
من يهتم لخسائر اللبنانيين

بيروت - قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له السبت، إن جبهة مساندة غزة في جنوب لبنان مستمرة طالما أن الحرب ما تزال مستمرة، وأن التهديد بالحرب على لبنان لا يعدل موقف حزب الله من ارتباط جبهة الإسناد بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وبالتوازي، كشف وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان. وقال نتنياهو، وفق القناة، إن إسرائيل بـ"صدد القيام بعملية موسعة وقوية في الجبهة الشمالية".

ويسعى حزب الله لنقل التخوفات لإسرائيل من خلال تحذيره من أن حربا شاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح "مئات الآلاف الإضافية" من الإسرائيليين. وأدّى القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، إلى نزوح عدد كبير من السكّان على جانبي الحدود.

نعيم قاسم: ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب
نعيم قاسم: ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب

وجاء إعلان حزب الله بعدما ما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين بأنّ إسرائيل مصمّمة على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن “هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب" إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، "وخيار ثانٍ وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب".

وقال نعيم قاسم "ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضا". وأضاف "إذا كانوا يعتقدون بأنَّ هذه الحرب تعيد الـ100,000 نازح" إلى شمال إسرائيل، “فمن الآن نبشركم أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين”.

وتأتي تصريحات قاسم في وقت يستمر فيه حزب الله بتنفيذ هجمات ولو محدودة على مواقع إسرائيلية دون النظر إلى حجم الرد الإسرائيلي الذي يستهدف عادة قيادات من الحزب أو من حلفائه. وأعلن الحزب في بيانين منفصلين أن عناصره استهدفوا موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، وكذلك ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابوها إصابة مباشرة.

وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق أن عناصره استهدفوا بعد ظهر اليوم السبت موقع “حدب يارين” الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وموقع “حدب يارون” الإسرائيلي بالقذائف المدفعية. في الوقت ذاته، تحدثت مصادر وشهود عيان عن سقوط إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة الصرفند بالعمق الجنوبي للبنان. وأعلن قاسم أنه ليس لدى حزب الله “خطة للمبادرة في حرب لأننا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضا”.

وقال “إذا كانوا يعتقدون بأن هذه الحرب على الشمال تعيد الـ 100 ألف نازح من المستوطنات، فمن الآن نبشركم أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين من المستوطنات بعيدة المدى، الحرب تزيد النزوح للمستوطنين وتزيد المستوطنات الفارغة، ولا يمكن أن تعيدهم مهما بلغت التضحيات، لذلك فكروا على مهلكم وخذوا قراركم، ونحن جاهزون ومستعدون لأي احتمال".

◙ حزب الله يسعى لنقل التخوفات لإسرائيل من خلال تحذيره من أن حربا شاملة ستؤدي إلى نزوح مئات الآلاف الإضافية من الإسرائيليين

وأكد قاسم ما نقلته، قناة "الميادين" عن مصادر أمنية أوروبية أن ” 6 طائرات وصلت إلى داخل قاعدة “جليلوت” إضافة إلى وصول طائرات أخرى إلى قاعدة “عين شيمر”، وأن عدد القتلى في القاعدتين بلغ 22 قتيلا وأن عدد الجرحى بلغ 77 جريحا”، وذلك خلال عملية يوم الأربعين التي نفذها “حزب الله” في 25 أغسطس الماضي واستهدفت وحدة الاستخبارات العسكرية في قاعدة جاليلوت في ضواحي تل أبيب وقاعدة “عين شيمر”، ردا على اغتيال القائد في الحزب السيد فؤاد شكر.

وقال “استعلمنا بطرقنا الخاصة فتأكد لنا أن خبر الميادين موثوق”، متسائلا “لماذا أسرع نتنياهو في اليوم نفسه بعد ساعات من العملية ليقول بأن العملية فشلت! ولماذا لم يسمح لأحد لا إعلامي ولا سياسي ولا من أعضاء الحكومة مع أن في العادة يفترض أن يزور رئيس الحكومة ويجول مكان الضربة”.

وأضاف “قاموا بتعتيم أمني لساعات طويلة ومنعوا على عدة كيلومترات أن يصل أحد إلى القاعدة، وبلغوا وسائل الإعلام أن لا تذكر شيئا لا سلبا ولا إيجابا، فهذا يثير علامة استفهام، لماذا هذا الإطباق الإعلامي؟”.

وأشار إلى إن “رئيس وحدة من 8200 الذي هو مسؤول عن الاستخبارات والمعلوماتية ومسؤول عن هذه الثكنة أعلن أنه استقال من منصبه، لماذا؟ قال بسبب طوفان الأقصى حصل ولم يكن على علم بذلك!” مضيفا “الآن استيقظ بعد 11 شهرا من الحرب؟!”. وتابع قاسم “هم يحاولون التغطية على فشلهم بعدم قدرتهم على معرفة متى سيضرب حزب الله وكيف يحمون هذه القاعدة”.

يذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان حزب الله مساندة غزة.

3