حزب الله يتلقى ضربات قاصمة ويتمنى 'طوفان أحرار أكبر' !

بيروت - أشاد أمين عام حزب الله حسن نصرالله الأربعاء، بالجبهات المساندة لما وصفه بالصمود الفلسطيني في غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن، واصفا ذلك بـ"طوفان أحرار" ومعبرا عن أمله في أن "يكبر" مع الوقت، بينما يتلقى حزبه ضربات موجعة وقاصمة في جنوب لبنان مع مقتل عدد كبير من كبار القادة الميدانيين في غارات بطائرات مسيرة.
وجاءت تصريحات نصرالله في كلمة متلفزة خلال فعالية 'منبر القدس' التي تنظمها "اللجنة الدولية لإحياء يوم القدس" في بيروت بمناسبة "يوم القدس العالمي".
واستنكر في كلمته عدم تجاوب إسرائيل مع أي قرارات أو مناشدات دولية لوقف "العدوان" على غزة. وقال "العدو لا يصغي إلى أي قرارات صادرة عن مجلس الأمن ولا إلى مناشدات من دول العالم ولا يهتم لرأي عالمي أو لقوانين".
وأكد في هذا الصدد على "أهمية الثبات والصمود ومواصلة العمل واليقين بأنّ النصر آت"، معتبرا أن "هذا يرتبط بغزة وكل الجبهات المساندة والمشاركة لها"، في إشارة إلى جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وفصائل مسلحة في العراق.
وأشار إلى أن هذه الجبهات "تقدم التضحيات" و"تتحمل أيضا التهديدات والضغوط"، لكنها مع ذلك "تواصل العمل ولا تُخلي الساحة".
كما شكر نصرالله إيران على دعمها لهذه الجبهات وهو ما يعرضها للكثير من "التهديدات والضغوط"، مضيفا "نرى هذا في العلن وفي غير العلن".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، ومن حين إلى آخر تشن تل أبيب غارات جوية على ما تقول إنها أهداف إيرانية في سوريا.
وتأتي كلمة نصرالله بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الضربة التي نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق إلى 16 قتيلا، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية إلى 16 هم ثمانية إيرانيين وخمسة سوريين ولبناني واحد ينتمي إلى حزب الله كلهم مقاتلون، بالإضافة إلى مدنيَين اثنين".
وأوضح أن المدنيَين هما "سيدة وابنها كانا يقطنان في الطابق الرابع من البناء المستهدف المؤلف من أربعة طوابق والذي تستأجر السفارة أول طابقين منه بينما الثالث يعد منزلا للسفير الإيراني" حسين أكبري الذي نجا من الضربة.
وكان المرصد قد أفاد الثلاثاء عن بلوغ عدد القتلى جراء الضربة 14 شخصا، فيما نعى حزب الله عنصرا قُتل فيها وفق مصدر مقرّب.
ودمّر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين، ما تسبّب بمقتل قياديَين أحدهما أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.
وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنّ سبعة من عناصره بينهم العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، قُتلوا في الضربة.
وكان زاهدي (63 عاما) يشغل منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان وفلسطين، وفق المرصد. وأقامت السفارة الإيرانية في دمشق الأربعاء مراسم عزاء.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافا إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضا مواقع للجيش السوري.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، كثّفت الدولة العبرية استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية.
وعمد حلفاء إيران في المنطقة من لبنان إلى العراق وصولا إلى اليمن، مهاجمة أهداف إسرائيلية أو أميركية لدعم حماس، غير أنهم امتنعوا عن القيام بأعمال واسعة النطاق، فيما أكّدت طهران أنها لا تريد حربا إقليمية.
لكن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكّد الثلاثاء أن الاستهداف "الجبان" لقنصلية بلاده في دمشق "لن يمرّ دون رد".
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا، ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وأعلنت بعض الأطراف المحسوبة على ما تسميه طهران بـ"محور المقاومة"، الذي يتصدى لإسرائيل في المنطقة، تقديم الدعم لأهالي غزة في مواجهة هذا العدوان.