حزب الله: مراسلونا في جنوب لبنان كمراسلي سي.إن.إن في أوكرانيا

الحزب يحاول إعادة الألق لإعلامه الذي ظهر في أضعف حالاته فهو بحاجة إلى خطة إعلامية مؤثرة شعبيا لإعادة بريقه.
الثلاثاء 2022/05/10
إعلام حزب الله يبحث عن هيبته

بيروت- شبه المستشار الإعلامي للأمين العام لحزب الله ومسؤول وحدة العلاقات الإعلامية محمد عفيف “المراسل الموجود في منطقة الجنوب اللبناني بالمراسل الذي أرسلته محطة سي.أن.أن الأميركية إلى أوكرانيا، لأنه يقوم بنفس مهمته”.

وأضاف عفيف الذي كان يتحدث بمناسبة “عيد شهداء الصحافة” في لبنان أن مراسلي المناطق “يحصلون إجمالا على التهميش والسبب هو في العقلية القديمة التي تفكر بها إدارات المحطات، بل يفكر بها البلد نفسه”.

نبيل قاووق: الحزب سيعمل في المرحلة المقبلة بطريقة مختلفة لوقف التدخلات المسمومة لسفارات التحريض والفتنة

ونقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن عفيف قوله “من البديهي أن منطقة الجنوب على وجه التحديد هي إحدى أكثر المناطق أهمية استراتيجية على مستوى التغطية الصحافية والإعلامية في العالم العربي برمته، بسبب طبيعة الصراع العربي – الإسرائيلي. ومن هنا، فإن دوركم بالغ الأهمية، وشهادتي فيه بالأصل مجروحة، ولكنني أفهم هذا كرجل عمل في هذا الحقل منذ أربعين عاما”.

وأشار إلى أن “أهمية المراسلين في الميدان زادت بعد التطور التكنولوجي الكبير في عالم الإنترنت والمواقع الإلكترونية، ما جعل كل خبر أو حادثة أو كلمة أو صورة تحتمل التزييف وتحتمل الكذب وتحتمل الشتيمة والخداع، وتحتمل ألا تكون حقيقية”.

وتابع أن “مهمة المراسل في المنطقة أن يتأكد بنفسه من طبيعة الخبر، فمع ازدياد وسائل الإعلام والتطور التقني، ازداد بث الكثير من الأخبار غير الصحيحة والشائعات، الأمر الذي تزداد معه أهمية المراسل الميداني، وبالتالي يصبح له دور على المستوى الإعلامي أكثر من كونه مجرد تغطية صحافية عادية”.

وأردف “النقطة الثانية، حجم التدخل السياسي الإقليمي والدولي في حياتنا السياسية عموما وفي وسائل الإعلام، وليس سرا أن البلد كان خاضعا للنفوذ الفرنسي الذي كان يعين الرؤساء والحكومات والوزراء ويحدد لوائح المرشحين، وانتقل هذا الدور لاحقا إلى الأميركيين، وكان هناك على الدوام نفوذ لمصر في مرحلة عبدالحميد غالب، ولسوريا وللسعودية وهكذا دواليك. وكان ذلك ينعكس على التدخل في وسائل الإعلام فكانت وسائل إعلام تتبع السعودية وأخرى تتبع ليبيا وسوريا، لكن لم يسبق أن وصلت التبعية والالتحاق مثل ما وصلنا إليه من انحدار في الآونة الأخيرة من حملات إعلامية وشتائم وأخبار كاذبة وإنفاق مالي على التصريح وعلى التغريدة، اشتم حزب الله وانتقد المقاومة لتحصل على ثمن مباشرة، وقد بحثت هذا الأمر عدة مرات مع عدد من وزراء الإعلام ومع رئيس وأعضاء المجلس الوطني للإعلام، ولكن هيهات”.

ويحاول حزب الله إعادة الألق لإعلامه الذي ظهر  في أضعف حالاته إذ يبدو متشظيا وسبق أن وصف مقال في صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله إعلام الحزب بأنه “ينتمي ويتحرّك في عصر ليس من عصرنا، وهو يذكّر أحيانا في جموده وعبوسه بعصر نشرات الأخبار الصارمة والبالغة الجديّة في سنوات الصبا”.

محمد عفيف: مراسلو المناطق مهمشون ببسب العقلية القديمة

وأضاف “ليس أبلغ من فشل وتقصير الحزب الإعلامي من اعتماد الحزب وجمهوره على إطلالات الأمين العام للحزب للردّ على الخصوم وتفنيد أقاويله”.

ويدرك الحزب أنه بحاجة إلى خطة إعلامية مؤثرة شعبيا لإعادة بريقه وهيبته ومعالجة الشرخ الذي حدث حتى بين صفوف مؤيديه.              

وتتناغم تصريحات المستشار الإعلامي للأمين العام لحزب الله مع ما صرح به عضو المجلس المركزي في حزب الله، نبيل قاووق، الذي قال إن “الحزب سيعمل في المرحلة المقبلة بطريقة مختلفة لوقف التدخلات المسمومة لسفارات التحريض والفتنة”.

ويقول مراقبون إنه “لا يمكن الفصل بين المنصات الإعلامية التي ينشئها حزب الله وبين الميادين العسكرية التي يخوض فيها حروبه” بتكليف من المرجعية الدينية الإيرانية.

والعام الماضي دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قادة الإعلام في الحزب إلى تطوير خطاب ما أسماها “المقاومة” انطلاقا من “عناصر قوته وتجديده على كل صعيد بما يتناسب مع كل التطورات الحاصلة في المنطقة، مع كل الإمكانيات المتاحة بين أيدينا، عسكريا، أمنيا، سياسيا، إعلاميا، ثقافيا، اجتماعيا، ماديا وبما يتناسب أيضا مع التهديدات والتحديات والفرص المتاحة وخصوصا العمل على تحويل التهديدات إلى فرص”.

وأضاف نصرالله “نحن بحاجة إلى مراجعة لغتنا، لغة خطابنا، الأدبيات، المصطلحات، الأساليب، الوسائل، الأدوات، الأفكار، يعني المضمون والشكل، بالاستناد إلى هذه الثوابت نحن لا نريد أن نبدأ من الصفر وإنما نريد أن نبني على هذا الكم الكبير كمّا ونوعا من الإنجازات في محور المقاومة ومنها الإنجاز الإعلامي”.

16