حزب أردني حديث العهد يحدث المفاجأة ويكتسح مجالس المحافظات

عمان - أحدث حزب سياسي حديث العهد في الأردن المفاجأة بعد أن فاز بمعظم مقاعد مجالس المحافظات في المملكة. ونجح حزب إرادة، وهو حزب وسطي تأسس قبل نحو عامين، في الحصول على رئاسة عشرة مقاعد في مجالس المحافظات من أصل اثني عشر مقعدا في عموم المملكة.
ويأتي النجاح الذي حققه الحزب مع انطلاق ماراثون التحضير للانتخابات النيابية، التي تشكل محطة مهمة لترجمة الإصلاحات التي أدخلت على المنظومة السياسية في الأردن. وصدر مرسوم ملكي الأسبوع الجاري يقضي بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، وأعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات لاحقا عن تحديد موعد العاشر من سبتمبر المقبل موعدا لإجراء الاستحقاق.
ويرى مراقبون أن انتخابات مجالس المحافظات تشكل اختبارا مهما للأحزاب قبيل الاستحقاق النيابي حيث أنها تشكل مقياسا للمزاج العام في الأردن، وتوجهات الناخبين. وقال حزب إرادة في بيان له إن مرشحيه الذين شاركوا في انتخابات مجالس المحافظات حصدوا مقعد الرئاسة في 10 محافظات. واعتبر الحزب في بيان أن هذه النتائج في انتخابات محلية فرعية دلالة على توسع وانتشار ممثلي الحزب في كافة أرجاء المملكة.
ويرى متابعون أن ما حققه حزب إرادة في انتخابات مجالس المحافظات يسقط القراءات التي تتحدث عن عدم امتلاك الأحزاب حديثة العهد في الأردن القاعدة الشعبية التي تؤهلها لمنافسة الأحزاب التقليدية ولاسيما حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان، والتي تبدو الأكثر تنظيما وتماسكا.
وتأسس حزب إرادة في مايو من العام 2022، عقب صدور مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية. وبحسب ما ورد في موقعه الرسمي، فإن الحزب ينطلق من رؤية لمملكة أردنية هاشمية ديمقراطية تعددية معتمدة على ذاتها، قوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومؤسسيا. ويؤمن الحزب، الذي يرأسه نضال البطاينة، ويضم العديد من النواب ورؤساء مجالس المحافظات، بالدولة المدنية القائمة على أساس صون الحريات ضمن إطار القانون والقيم الاجتماعية.
وكان الحزب عقد مؤتمره العام التأسيسي في 18 مارس 2023 وذلك ليصبح أول حزب سياسي من الأحزاب حديثة التأسيس يقوم بتحقيق شروط قانون الأحزاب الجديد. ويعتقد مراقبون أن حزب إرادة أثبت من خلال انتخابات مجالس المحافظات أنه قادر على الذهاب بعيدا في الاستحقاق النيابي المقبل، وأنه سيكون منافسا قويا لاسيما لجماعة الإخوان التي تتطلع لاكتساح البرلمان المقبل، بعد التعديلات السياسية التي أقرّت.
وقال حزب إرادة في بيان الخميس إن “الانتخابات البرلمانية المقبلة تشكل مرحلة تاريخية من مسيرة الديمقراطية الأردنية لما تشهده من تحول عميق في المشهد السياسي، وتحديث للنهج السياسي، ونؤكد في حزب إرادة على أهمية مفهوم البرامجية ليكون عنوان المرحلة القادمة، حيث تتحول التحديات إلى فرص وتترجم الشعارات إلى خطط عمل".
واعتبر أن إعلان الانتخابات المقبلة في موعدها الدستوري، دليل عميق لرسوخ هذا الوطن ومنعة مؤسساته، حيث لا تراجع عن الديمقراطية "بل إننا في هذا الوطن نرى الحل بالديمقراطية". وشدد الحزب في بيانه "نتمسك في إرادة بمبادئنا الوطنية الثابتة، وتمثيلنا للطبقات الوسطى والفقيرة وأننا في برنامجنا السياسي نولي مصالحها الأولوية القصوى ونتمسك بالعمل البرامجي العملي خدمة لمصالح شعبنا الأردني ولا نرفع الشعارات البراقة غير الواقعية”.