حرية الصحافة ضيفة الشرف في احتفالات تايمز سكوير 2019

منح تحالف “تايمز سكوير” مجموعة من الصحافيين شرف بدء إسقاط كرة احتفال رأس السنة 2019، لتسليط الضوء على التضحيات التي يقدمها الصحافيون في وسائل الإعلام الأميركية في عملهم، وضرورة دعم الحريات إثر الهجمات المميتة غير المسبوقة على الصحافيين في العام 2018.
نيويورك- الهجمات ضد الصحافيين “كانت قضية كبيرة خلال العام”؛ ما دفع تحالف “تايمز سكوير” في مدينة نيويورك الأميركية إلى منح اللجنة الدولية لحماية الصحافيين شرف بدء إسقاط كرة احتفال رأس السنة 2019.
وسيحل صحافيون ضيوف شرف على احتفال ليلة رأس السنة الجديدة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك الاثنين، فيما وصفه منظمون بأنه احتفال بحرية الصحافة بعد عام مميت على نحو غير معتاد للصحافيين في وسائل الإعلام الإخبارية الأميركية.
وقال جول سايمون المدير التنفيذي بلجنة حماية الصحافيين إن تحالف تايمز سكوير اتصل بجماعته بسبب “إدراك أن الصحافة والصحافيين على وجه الخصوص مهددون ويتعرض دورهم للتشكيك”.
وسيكون سايمون، الذي قال إنه يمضي ليلة رأس السنة عادة مع زوجته في جبال وايت في نيو هامبشير، في مركز الضوء خلال الاحتفالات في تايمز سكوير إذ سينضم إلى رئيس البلدية بيل دي بلازيو في بدء إسقاط الكرة قبل دقيقة من منتصف الليل.
وستنضم مجموعة من الصحافيين من منافذ إخبارية أميركية ودولية إلى سايمون على المنصة، ومنهم ليستر هولت المذيع في شبكة “أن.بي.سي”، ومارثا رادتس مراسلة الشؤون العالمية في “إيه.بي.سي.نيوز”، وكارين عطية محررة الآراء العالمية في واشنطن بوست.
وذكر سايمون أن تحالف تايمز سكوير اتصل به في نوفمبر قبل أسابيع من تخصيص مجلة تايم إصدارها الخاص “شخصية العام” لعدد من الصحافيين البارزين الذين تعرضوا لهجمات واعتداءات.
ومن هؤلاء الصحافيين، جمال خاشقجي، وإن وا لون وكياو سوي أو، صحافيا رويترز المسجونان في ميانمار بسبب عملهما في الكشف عن تفاصيل تتعلق بقتل أفراد من أقلية الروهينغا المسلمة.
وأضاف سايمون أن ذلك كان ضمن المناقشات مع تحالف تايمز سكوير. وأوضح “لا مفر من ذلك. كان موضوعا فرعيا. لكن لم يكن أساسيا أو محوريا. لقد رغبنا في تكوين رسالة موحدة”.
بدوره، قال تيم تومكنز رئيس تحالف تايمز سكوير إن هجومين بعينهما أزعجا المنظمين وهم يتباحثون في الخريف بشأن من سيعطونه شرف بدء إسقاط كرة الاحتفال قبل منتصف الليل مباشرة.
الأول هو قتل جمال خاشقجي، كاتب المقالات بصحيفة واشنطن بوست والذي كان مقيما بالولايات المتحدة. والثاني هو إطلاق نار في يونيو في صالة تحرير صحيفة كابيتال، وهي صحيفة محلية في أنابوليس بولاية ماريلاند الأميركية، قتل فيه خمسة من العاملين بالصحيفة.
وقال تومكنز في مقابلة “كانت قضية كبيرة خلال العام”. وأشار إلى أن اسم ميدان تايمز سكوير جاء من صحيفة نيويورك تايمز وأن ناشرا بالصحيفة هو أدولف أوكس هو من بدأ تقليد إسقاط الكرة في عام 1907.
وحظي في السنوات السابقة بشرف ضغط زر إسقاط الكرة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان جي مون وواحدة من قدامى المحاربين في حرب العراق وسونيا سوتومايور القاضية بالمحكمة العليا والمغنية ليدي غاغا.
لجنة حماية الصحافيين أفادت في تقرير قبل أيام، بأن عدد الصحافيين الذين قتلوا عمدا في أنحاء العالم بسبب عملهم ارتفع للمثلين تقريبا في 2018 ليبلغ ما لا يقل عن 34 صحافيا
وأصبح الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتقدا شديدا لبعض وسائل الإعلام، ويوبخ بشكل متكرر الصحافيين، ووسائل الإعلام التي يراها تنشر “أخبارا زائفة”، ويصفها بأنها “عدو الشعب”.
وكانت تسمى هذه الساحة الشهيرة باسم لونغ أكير حتى انتقل مقر صحيفة نيويورك تايمز إليها في عام 1904، وعلى الرغم من أن الصحيفة امتلكت مبنى خاصا بها، ولكن شهرتها طغت على الساحة وأصبح يطلق عليها اسم تايمز سكوير بأمر من رئيس بلديّة نيويورك حينذاك جورج ماكليلان، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من انتقال هيئة إدارة وتحرير صحيفة “نيويورك تايمز” إليه.
وما زال مبنى الصحيفة الناطح للسحاب هو المبنى رقم واحد في هذا الميدان المكتظ بالمعارض والمارّة. ويعتبر عرض إسقاط كُرة رأس السنة البلّوريّة من فوق سارية علم مبنى الجريدة خلال آخر دقيقة من دقائق العام، من أهم احتفالات رأس السنة الجديدة التي يحضرها مئات الآلاف كُلّ عام في الميدان.
يذكر أن لجنة حماية الصحافيين أفادت في تقرير قبل أيام، بأن عدد الصحافيين الذين قتلوا عمدا في أنحاء العالم بسبب عملهم ارتفع للمثلين تقريبا في 2018 ليبلغ ما لا يقل عن 34 صحافيا، مما يعكس زيادة في الهجمات المتعمدة على الصحافيين.
وأوضح تقرير اللجنة، وهي مؤسسة أميركية غير هادفة إلى الربح تروج لحرية الصحافة، أن ذلك العدد قفز من 18 صحافيا لقوا حتفهم في 2017. وتأتي الزيادة الكبيرة هذا العام بعد مقتل عشرة صحافيين في أفغانستان وكذلك أربعة في هجوم على صحيفة كابيتال جازيت في ماريلاند الأميركية.