حركة طالبان تنسف الآمال بتسوية مع كابول

مسلحون من طالبان يهاجمون قاعدة عسكرية جنوب البلاد ما أدى إلى مقتل 24 عنصرا من قوات الجيش الحكومي.
السبت 2020/03/21
طالبان لن توقف عملياتها في أفغانستان

أكد إصرار حركة طالبان على القيام بهجمات ضد قوات الأمن والجيش الأفغانيين ترجيحات المحللين بأن التنظيم لن يُوقف عملياته في البلاد ما لم تقبل كابول بشروطه على الرغم من إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة يفترض أن ينهي هذه الأزمة، في بلد يعاني ويلات الحرب والصراعات السياسية والفقر لسنوات طويلة.

 كابول – نسفت حركة طالبان كل جهود التوصل إلى تسوية مع الحكومة الأفغانية بعد أن باغتت قاعدة عسكرية جنوب البلاد فجر الجمعة أودت بحياة أفراد من قوات الجيش الحكومي.

وقتل 24 عنصر أمن في هجوم نفّذه مسلحون تسللوا إلى صفوفهم واستهدفوا قاعدتهم في جنوب أفغانستان، في حين يستمر القتال في البلد الذي أنهكته الحرب مع جمود الجهود الرامية لاستئناف المحادثات مع طالبان.

ويؤكد خبراء في الحركات الجهادية أن الهجوم هو رسالة مضمونة الوصول إلى كل الأطراف المتداخلة في التسوية السلمية بأن طالبان مستعدة لزيادة وتيرة هجماتها المسلحة بهدف تحقيق المزيد من الامتيازات ترفد بها طريق المفاوضات الطويل.

وحصل الهجوم قبل الفجر في ولاية زابل في حين تواجه أفغانستان أزمات لا حصر لها بينها تصعيد طالبان أعمال العنف التي ضعضعت عملية سلام مفترضة.

ويأتي ذلك بينما تزايدت حالات الإصابة بفايروس كورونا المستجد، الذي لن تستطيع كابول التصدي له في هذه الظروف، فضلا عن العداء السياسي الذي جعل الرئيس أشرف غني ومنافسه عبدالله عبدالله يدعيان الأحقية بالرئاسة.

وقال حاكم ولاية زابل رحمة الله يرمال إن “عددا من المتسللين فتحوا النار على رفاقهم أثناء نومهم”، في هجوم اعتبر من بين الأكثر دموية منذ وقّعت الولايات المتحدة الشهر الماضي على اتفاق مع طالبان ينص على انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

واستهدف الهجوم مقرا مشتركا للشرطة والجيش قرب قلات، عاصمة الولاية والتي لطالما اعتبرت معقلا لطالبان.

وقال رئيس مجلس الولاية عطا جان حق بيان إن “14 جنديا من الجيش الأفغاني وعشرة عناصر من الشرطة قتلوا”، مشيرا إلى أن أربعة عناصر أفغان آخرين فقدوا.

وذكر يرمال في بيان للولاية أن المهاجمين كانوا على صلة بمتمردي طالبان وقد فروا على متن عربتي هامفي عسكريتين وشاحنة وأسلحة وذخيرة. ولم يصدر أي تعليق من طالبان حول العملية.

ولطالما كانت ولاية زابل المتاخمة لباكستان، معقلاً للمتمردين وقد توارى فيها لسنوات زعيم طالبان السابق الملا عمر، الذي توفي في عام 2013.

ويأتي الهجوم بعد يوم على دعوة وزير الدفاع الأفغاني أسدالله خالد طالبان للالتزام بوقف إطلاق النار لتسهيل التعامل مع انتشار فايروس كورونا المستجد الذي يخشى مراقبون من أنه يتفشى دون أي عوائق في البلد الذي يعاني من الفقر.

وشدد خالد أن على القوات الأفغانية اتّخاذ موقف “دفاعي نشط” أكثر شدة حيال طالبان التي واصل عناصرها هجماتهم في أنحاء البلاد على الرغم من التوقيع على الاتفاق مع الولايات المتحدة في الـ29 فبراير.

ويأتي التصعيد المستمر للعنف في الوقت الذي واصلت فيه الولايات المتحدة مناشدة القادة في كابول للمضي قدماً في الجهود المبذولة للتعامل مع طالبان وحل أزمتهم السياسية التي قسمت الحكومة.

وفي تغريدة بمناسبة عيد النوروز رأس السنة الفارسية، دعا زلماي خليل زاد المفاوض الأميركي الذي توسط للتوصل إلى الاتفاق مع طالبان، القادة الأفغان إلى الاستفادة من “الفرصة التاريخية المتاحة للسلام” والعمل مع طالبان لاحتواء جائحة كورونا.

ولا تزال كل من طالبان والحكومة على خلاف بشأن تبادل أسرى مقترح كان يفترض أن يمهد الطريق لبدء محادثات بين الجانبين.

ونص الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان على أنه يتعين على الحكومة الأفغانية التي لم توقع عليه، إطلاق سراح نحو 5000 سجين من طالبان قبل بدء المحادثات “بين الأفغان” أنفسهم.

إلا أن الرئيس غني وافق فقط على الإفراج عن 1500 سجين، على أن يطلق سراح الباقين مع بدء المفاوضات. ورفضت طالبان العرض ولم تبدأ الحكومة إطلاق سراح السجناء كما كان مقررا السبت الماضي.

وذكر التلفزيون الأفغاني الرسمي أن الحكومة وجهت الخميس الماضي القوات المسلحة باستئناف أعمال القتال ضد طالبان.

وكانت كابول قد علقت سابقا عملياتها ضد الحركة مع بدء عملية تقليص العنف التي أدت إلى توقيع اتفاقية سلام.

كما يضغط الاتفاق الأميركي مع طالبان على الحكومة الأفغانية لدفعها إلى الدخول في مفاوضات مع الحركة من أجل التوصل إلى “وقف إطلاق نار دائم وتام”. وبدأت واشنطن بسحب جنودها من قاعدتين عسكرتين في أفغانستان كجزء من الاتفاق.

Thumbnail
5