حركة الشعب التونسية ساق في محطة 25 يوليو وأخرى في ما قبلها

زهير المغزاوي: يجب على قيس سعيّد ألا يعتقد أن اللحظة حانت لتطبيق مشروعه الخاص.
الأربعاء 2022/04/27
ارتباك في التعاطي مع التطورات السياسية

تضع حركة الشعب التونسية ساقا في محطة الخامس والعشرين من يوليو التي يقودها الرئيس قيس سعيّد وأخرى في ما قبلها، من خلال المراوحة بين مباركة قراراته وتوجيه انتقادات له ولتحركاته، ما يثير تساؤلات حول مرد ذلك، حيث لا يستبعد مراقبون أنه مرتبط بمحاولة التموقع في ظل الواقع السياسي الجديد الذي تشهده تونس.

تونس - تثير مواقف حركة الشعب القومية الناصرية في تونس إزاء مسار الخامس والعشرين من يوليو، الذي يقوده الرئيس قيس سعيّد، تساؤلات واسعة النطاق حول ما تريده الحركة، التي تبدو وكأنها تضع ساقا في المسار المذكور وأخرى خارجه.

وانتقد زهير المغزاوي، الذي جرت إعادة انتخابه مؤخرا أمينا عاما للحركة، الثلاثاء في حوار مع وكالة “الأناضول” التركية الرئيس سعيّد وتحركاته بعد تاريخ الخامس والعشرين من يوليو الماضي.

وقال المغزاوي "يجب ألا يعتقد الرئيس بأن تلك اللحظة جاءت لتطبيق مشروعه الخاص"، في إشارة إلى ما يتردد داخل الأوساط السياسية في تونس بأن سعيّد سينفذ مشروعه السياسي المتمثل في نظام الحكم القاعدي، أي من المحلي إلى المركزي، وهو ما لم يتطرق إليه الرئيس التونسي.

وأوضح أنه "بإمكان الرئيس أن يطبق هذا المشروع وينفذه في حال صوّت له الشعب وحصل على عهدة ثانية، ولكننا اليوم في مرحلة إصلاح للمسار الثوري وتحقيق حد أدنى من مطالب التونسيين". وتابع "مهما كانت عبقرية الرئيس فإنه لا يمكن له أن ينفرد بهذا المسار".

واعتبر المغزاوي أنّ “مسار الخامس والعشرين من يوليو مهم، ولكن إدارة هذه المرحلة من قبل سعيّد كانت سيئة”، وفسر ذلك “بوجود وقت ضائع وتردد وعدم جرأة من قبل الرئيس في اتخاذ القرارات العاجلة التي تطمئن الشعب".

باسل الترجمان: الحركة تبحث عن التموقع وتجاهد للبقاء في المشهد

ولفت الأمين العام لحركة الشعب إلى أنه "كان بإمكاننا أن نجري طيلة هذه الأشهر إصلاحات دستورية عبر لجنة مخصصة لذلك، لتعرض على الشعب إصلاح منظومة الانتخابات، والتفكير في منوال (نظام) تنموي جديد، ومن ثمة الذهاب إلى إجراء انتخابات".

وأضاف أنه “كان من المفترض أن تتم مناقشة مسائل مهمة بعد الخامس والعشرين من يوليو، على غرار النظام السياسي والمناخ الانتخابي والوضعين الاقتصادي والاجتماعي".

ويرى مراقبون أن حركة الشعب، شأنها شأن أحزاب أخرى أيدت مسار الخامس والعشرين من يوليو وباتت تنتقد سعيّد، تبحث عن التموقع السياسي، وهو ما لم تجده مع الرئيس التونسي الذي يرفض بشدة المحاصصة السياسية.

وقال المحلل السياسي باسل الترجمان إن “حركة الشعب وغيرها من الأحزاب تبحث عن التموقع، هذا واضح، وأيضا تجاهد من أجل البقاء في المشهد، لأن اليوم رأينا أن هناك أحزابا اندثرت وخرجت من المشهد، كأنها لم تكن".

وأوضح الترجمان في تصريح لـ"العرب" أن "مع ذلك، فإن حركة الشعب اختارت أن تؤيد مسار الخامس والعشرين من يوليو، وهي إلى جانب أطراف أخرى ترى أن المشهد يلفه الضباب، وترى أنه من الضروري فتح حوار سياسي.. وإلى حد اليوم لم تتضح معالم الحوار.. من هنا إلى الخامس والعشرين من يوليو يوجد مشروع الاستفتاء.. منذ الخامس والعشرين من مارس ينتظر الناس قرارات الرئيس".

وتابع أن "كل هذه التخوفات تطرحها قوى تقف مع الخامس والعشرين من يوليو، لكن تبحث أن يكون لها دور. سيكون هناك جواب من الرئيس في خطاب سيلقيه قريبا.. المخاوف مشروعة، لكن هناك متغيرا مهما وهو ليس فقط في تونس أننا اقتربنا من نهاية الأحزاب السياسية كشكل من أشكال التنظم.. وجود الأحزاب ليس قدرا ولسنا في مرحلة ما بعد الأحزاب.. أحزاب تبحث عن التموقع".

وتشهد تونس منذ الخامس والعشرين من يوليو مسارا سياسيا انتقاليا بعد إطاحة الرئيس سعيّد بالبرلمان وبالحكومة المدعومة من الإسلاميين، الممثلين في حركة النهضة التي اعتبرت تحركه في التاريخ المذكور انقلابا.

وشدد المغزاوي، الذي كان حزبه من أوائل الأطراف السياسية التي أعلنت دعمها لتحرك الرئيس سعيّد، على أن من شروط نجاح مسار الخامس والعشرين من يوليو هو "القيام بإجراءات اقتصادية عاجلة تخفف الوطأة على المواطنين والمواطنات، لأن العملية السياسية تصب في صالحهم"

واستطرد "إذا لم يشعر المواطن بأنها كذلك، فلن ينخرط فيها وستصبح إذن جوفاء وبلا معنى”، واستدرك “أكدنا منذ البداية أن إجراءات الخامس والعشرين من يوليو لم تكن من أجل البناء القاعدي للرئيس".

واعتبر أن "تاريخ الخامس والعشرين من يوليو يعد محطة مهمة لم ينجزها رئيس الجمهورية بمفرده، وإنما هي تراكمات لعشر سنوات من النضال والمقاومة، وقد يكون الرئيس شجاعا لاتخاذه هذه الإجراءات، ولكن ذلك لا يكفي".

اقرأ أيضا:

نجيب الشابي يؤسس جبهة سياسية معارضة لسعيّد مدعومة من النهضة

4