حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد بعد تغريدة مسيئة للسيستاني

القبض على أكاديمي كردي اتهم في تغريدة أحزابا شيعية بسرقة النفط وأموال الدولة من خلال فتاوى المرجعيات الدينية.
الاثنين 2022/03/28
نار الفتنة

بغداد - أضرم محتجون غاضبون شيعة موالون لإيران ليل الأحد/الاثنين النيران بمقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، على خلفية الإساءة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني من قبل أحد قيادات الحزب.

وأحاط المحتجون بمقر الحزب الديمقراطي الكردستاني وسط بغداد وأضرموا النيران فيه وأحرقوا صورا للزعيم الكردي مسعود بارزاني وابنه مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان، وهم يهتفون بشعارات تندد بهذا التصرف المشين ضد المرجع الشيعي الأعلى في العراق.

وكان الأكاديمي الكردي نايف الكردستاني قد وجه في تغريدة عبر حسابه على تويتر، قبل أن يقوم بحذفها لاحقا، اتهاما للأحزاب الشيعية بسرقة النفط وأموال الدولة، من خلال فتاوى المرجعيات الدينية وعلى رأسها السيستاني والشيخ إسحاق الفياض.

وبعد أن أثارت تغريدته جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، تراجع الكردستاني وبرر موقفه بأنه كان يقصد منها دعم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الخلافات التي تشهدها العملية السياسية العراقية حاليا، مقابل أتباع المرجعيات الأخرى غير العراقية.

وأمام موجة الاستنكار والتنديد الواسعة، سارع الكردستاني إلى تقديم اعتذاره لمرجعية النجف، فيما أعلن أن صفحته تعرضت للاختراق ولا علاقة له بما تم نشره من إساءة ضد المرجعيات.

وقال الكردستاني في تغريدة على تويتر "إخواني الأعزاء صفحتي الشخصية قد تعرضت للتهيكر واستعدتها قبل قليل، وأنا غير مسؤول عن كل ما ورد بخصوص التغريدات حول المرجعية".

وأضاف "ومن هنا أكرر الاعتذار للمرجعية الدينية في النجف وهي خطر أحمر".

هذا وتجمع عدد كبير من العراقيين مساء الأحد أمام مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني ببغداد، بعد الإساءة التي وجهها الأكاديمي الكردي للمرجعية في النجف الأشرف.

ونقل موقع السومرية عن مصدر أمني قوله إنه "تم اقتحام مقر الحزب الكردستاني من قبل محتجين، وتمت السيطرة عليه وحرقه".

وأضاف المصدر أن "القوات الأمنية تدخلت في محاولة لإخماد النيران التي اندلعت داخل المقر".

وأعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان في ساعة متأخرة من ليل الأحد/الاثنين أنها قامت باعتقال كردستاني، وقامت القوات الأمنية في إقليم كردستان بتسليمه للجهات القضائية لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

وشددت وزارة داخلية إقليم كردستان على أن حرية التعبير لا تعني التجرؤ على المساس بالرموز الدينية والوطنية، وأن التطاول عليهم وبالأخص مقام المرجعية ليس مقبولا ولا يمكن السكوت عليه، وأن هذا الشخص لا يمثل إلا نفسه، وموقف حكومة إقليم كردستان والشعب الكردستاني واضح وصريح في احترام وتجليل دور المرجعية الرشيدة في العراق والعالم الإسلامي.

وأدان الحزب الديمقراطي الكردستاني وبشدة تغريدة نايف الكردستاني لإساءته إلى المرجعيات الدينية، فيما أكد أنه ليست له أي علاقة أو انتماء بالحزب.

وقال الحزب في بيان "لا يخفى على أحد أن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، تكن كل الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية الرشيدة ورجال الدين الأكارم، وتنصح بشكل متواصل أعضاءه وكوادره بضرورة احترام جميع المرجعيات الإسلامية والديانات الأخرى، وذلك تماشيا مع نهج البارزاني الخالد، لذلك نستنكر وندين وبشدة تغريدة المدعو نايف الكردستاني التي أساء فيها إلى المرجعيات الرشيدة".

وأضاف "كما نعلن للجميع أن الشخص المذكور ليست له أي علاقة أو انتماء بالحزب الديمقراطي الكردستاني، لا من قريب ولا من بعيد، وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي وليست له أي صلة بحزبنا الذي يؤمن إيمانا حقيقيا بالتعايش السلمي واحترام المعتقدات الدينية والمذهبية".