حرق شاب حتى التفحم على هامش الحرائق في الجزائر

توقيف 36 مشتبها بهم على خلفية مقتل الفنان والرسام جمال بن إسماعيل بعد اتهامه بافتعال حرائق في ولاية تيزي وزو.
الاثنين 2021/08/16
ذهب للمساعدة في إخماد الحراق فعاد جثة متفحمة

الجزائر - لا يزال الرأي العام الجزائري في حالة صدمة بعد أن عمد حشد كبير من الأشخاص إلى ضرب شاب وقتله وإحراق جثته أمام أعين الشرطة ثم الاحتفاء بالجريمة بالتقاط صور، وذلك للاشتباه بضلوعه في افتعال حرائق في ولاية تيزي وزو (شمال شرق). 

وأعلنت الشرطة الجزائريّة الأحد توقيف 36 شخصا يشتبه في أنّهم شاركوا في عملية القتل والتنكيل بالفنان والرسام جمال بن إسماعيل.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر حشدا يضرب حتّى الموت رجلا كان يساعد في إخماد النيران، في وقت خلّفت الحرائق في الجزائر أكثر من 90 قتيلا ومفقودا بينهم 33 عسكريا في أقل من أسبوع.

وقال مدير الشرطة القضائيّة محمد شاقور خلال مؤتمر صحافي إنّ الضحيّة بن إسماعيل (38 عاما) كان قد سلّم نفسه إلى الشرطة بعدما علم أنّه مشتبه به في إضرام النار في إحدى الغابات، وقدم أدلة ملموسة كانت بحوزته عن أشخاص قاموا بحرق غابات المدينة.

وأظهرت صور انتشرت على الإنترنت حشدا من الأشخاص الذين أحاطوا بسيّارة للشرطة، في منطقة الأربعاء ناث إيراثن في تيزي وزو التي تضرّرت بشدّة من جراء الحرائق، وأقدموا على سحب الشاب من داخل السيارة بعد ضربه، ثمّ قُتل الشاب وأحرقت جثّته، فيما قام عدد من الشبان بأخذ صور "سيلفي" أمام الجثّة.

وأشار شاقور إلى أن من بين الـ36 الموقوفين "الشخص الذي قام بطعن الضحية" الذي ألقي القبض عليه خلال محاولته الفرار إلى المغرب، لافتا إلى أنّ "التحقيقات لا تزال مستمرة لتوقيف كل المتورطين في هذه الجريمة".

وعُرضت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الشرطة، صورة لشخص يحاول قطع رأس الجثة المتفحمة.

والسبت شدد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على أن تحريات العدالة "وحدها ستظهر حقيقة قتل الشاب في مدينة الأربعاء ناث إيراثن، بولاية تيزي وزو".

وبرأ تبون سكان المدينة من الجريمة الفظيعة، وأكد أن "هذا العمل لا يمثل أبناء الأربعاء ناث إيراثن أو تيزي وزو"، منوها بأنه "يعرف جيدا أبناء هذه المنطقة ولا علاقة لهم بتلك الجريمة".

وقالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان إن هذا "يشكل صدمة أخرى لأسرة الضحية وللشعب الجزائري الذي صدم بالفعل جراء هذه المأساة"، مجدّدة مطالبتها "بالعدالة والحقيقة" بعد هذا "الاغتيال البغيض".

ومنذ الخميس الماضي طوقت قوات الدرك والأمن والقوات الخاصة مدينة "الأربعاء ناث إيراثن" بالكامل، ونصبت حواجز أمنية مشددة لمنع هروب المتهمين في جريمة قتل وحرق الشاب جمال.

وأكد مدير الشرطة القضائية أن التحريات الأمنية تمكنت في ظرف وجيز من الوصول إلى المشتبهين، مثنيا على الدور الذي لعبه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور وفيديوهات لكل من شارك في الجريمة.

والأحد خرج محتجون في مظاهرات حاشدة بمدينة مليانة مسقط رأس الشاب المغدور، مطالبين بـ"القصاص" وتنفيذ حكم الإعدام بحق كل متورط في تنفيذ جريمة قتل الشاب جمال وحرقه وذبحه.

وبات في اليومين الأخيرين اسم جمال بن إسماعيل يتصدر الترند في الجزائر، بالإضافة إلى تداول الجزائريين هاشتاغا آخر بعنوان #العدالة_لجمال_بن_إسماعيل.

وحملت كل الهاشتاغات المتداولة مطالب موحدة بتنفيذ القصاص ضد المتورطين، وإعادة تفعيل حكم الإعدام المجمد في الجزائر منذ نهاية تسعينات القرن الماضي.