حرص واشنطن على تمرير مبادرة هدنة الستة أشهر في اليمن تعوزه أدوات التأثير

صنعاء - ربطت مصادر يمنية مطلعة جولة المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ في المنطقة بمساعي واشنطن لتحقيق اختراق جديد في الملف اليمني، وخاصة في ما يتعلق بجهود توسيع الهدنة الأممية لمدة ستة أشهر.
وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة تولي اهتماما كبيرا للأزمة اليمنية، لرغبتها في تحقيق إنجاز دبلوماسي تسوقه للمنطقة، في ظل حصيلة تكاد تكون صفرية من الإنجازات.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس عن بدء مبعوثها ليندركينغ الخميس، جولة تشمل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية في مسعى لترسيخ وقف إطلاق النار في اليمن.
وذكر بيان الخارجية الأميركية أن المبعوث الخاص سيسعى خلال الجولة إلى “تمهيد الطريق أمام هدنة مستدامة وأمام حل شامل ومستدام للنزاع الدائر بين اليمنيين”.
وأعلنت الأمم المتحدة في الثاني من أغسطس عن تمديد الهدنة السارية في اليمن “لشهرين إضافيين” على أمل “تكثيف” المفاوضات الرامية للتوصل إلى سلام أكثر “استدامة”.
وجاء الإعلان بعد فشل الولايات المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في إقناع الفرقاء اليمنيين بأهمية توسيع الهدنة لفترة ستة أشهر بدلا من شهرين، بسبب شروط جديدة طرحها المتمردون الحوثيون، في مقدمتها تولي السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم، والرفع الكامل للقيود المفروضة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي.
واشنطن تدعو كل الدول المانحة إلى إبداء سخاء وتنفيذ تعهّداتها السابقة فورا لما فيه مصلحة شعب اليمن
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد رحّب بتمديد هدنة الشهرين، لكنه عدها “غير كافية في الأجل الطويل”، وحث حينها “الأطراف اليمنية على اغتنام الفرصة للعمل على نحو بناء تحت رعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق شامل يتضمن خطوات لتحسين حرية التنقل وتوسيع نطاق دفع الرواتب ويمهد الطريق لحل دائم للصراع بقيادة يمنية”.
ويرى مراقبون أن الحرص الذي تظهره الإدارة الأميركية لتوسيع مدى الهدنة، تمهيدا لوقف شامل لإطلاق النار، تعوزه أدوات التأثير، مشيرين إلى أن استمرار الإدارة في النهج القائم والخالي من ممارسة أي ضغوط لاسيما على الأطراف المعرقلة، لن يقود في النهاية إلى تحقيق أي تقدم.
وأظهرت السلطة الشرعية في اليمن والتحالف العربي الدعم لها استجابة لمعظم شروط الهدنة الأممية في المقابل رفض الحوثيون الموالون لإيران تنفيذ أي من التعهدات ولاسيما بفك الحصار عن تعز.
وفي الثاني من أبريل الماضي، دخلت الهدنة حيّز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة. وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمّرة. وفي الثاني من يونيو تم تمديدها لشهرين إضافيين.
وخلال جولته الجديدة سيدعو المبعوث الأميركي إلى زيادة المساعدات الدولية لليمن. وأشار بيان الخارجية الأميركية إلى أن واشنطن “تدعو كل الدول المانحة إلى إبداء سخاء وتنفيذ تعهّداتها السابقة فورا لما فيه مصلحة شعب اليمن”، مشددا على أن الولايات المتحدة قدّمت هذا العام مساعدات إنسانية لليمن بمليار دولار.
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها.