حرس المنشآت في ليبيا يغلق خمسة حقول للنفط

إيقاف الإنتاج في عدد من الحقول النفطية أبرزها الشرارة والوفاء والحمادة جنوب غرب ليبيا بسبب عدم تلبية مطالب حراسها.
الاثنين 2021/12/20
إغلاقات أدت إلى وقف إنتاج نحو 338 ألف برميل من النفط الليبي

طرابلس - قال المكتب الإعلامي للمؤسسة الوطنية للنفط الاثنين إن حرس المنشآت النفطية أوقف إنتاج النفط في عدد من الحقول بما في ذلك الشرارة والوفاء والحمادة.

وأعلنت مجموعة تابعة للفرع الجنوبي الغربي بحرس المنشآت النفطية غلق صمام الحمادة الرابط بين حقل الشرارة وميناء الزاوية، احتجاجا على تعديل مجلس إدارة شركة "أكاكوس".

وأشار بيان صادر عن الفرع إلى أن الحقول التي تم إيقاف الإنتاج فيها هي حقل الوفاء وحقل الحمادة وحقل الخمسة وحقل البلاعة وحقل حزوة جنوب غربي ليبيا.

 وأضاف أن خمسا من دوريات حماية خطوط نقل النفط والغاز في المنطقة توقفت عن العمل أيضا. 

وعن أسباب الإيقاف، أكد الفرع أنه خاطب رئيس الحكومة ووزير الدفاع بالحكومة والمجلس الرئاسي ولجنة 5+5 العسكرية المشتركة، بضرورة "حل مشاكل فرع الجنوب الغربي، ولم يلتفت أحد إلى مطالبنا"، مؤكدا أن قرار الإيقاف سيستمر "إلى حين تلبية مطالبنا".

وأكدت مديرة مكتب الإعلام بحرس المنشآت النفطية آلاء الأدهم أن إيقاف حركة الإنتاج بدأ فعليا بتوقف الإنتاج في حقل الوفاء من قبل حرس المنشآت النفطية لفرع الجنوب الغربي، مضيفة أن حقل الشرارة طاولته عملية الإغلاق أيضا. 

وأضافت الأدهم أن "مطالب الحرس تتمثل في إصدار أرقام ورتب عسكرية وصرف العلاوة الحقلية، وإنشاء طريق من الزنتان إلى منطقة الحمادة (جنوب غرب طرابلس)".

وأكدت الأدهم بدء إدارة جهاز حرس المنشآت اتصالات كثيفة مع قيادات اجتماعية، في محاولة للوصول إلى اتفاق من أجل إعادة حركة الإنتاج في حقلي الوفاء والشرارة، قبل الاستمرار في عمليات الإغلاق. 

وقال مصدر مطلع في مكتب الإعلام بالمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الخسارة الناتجة عن الإغلاق تقدر بنحو 300 ألف برميل من النفط يوميا، مؤكدا وجود مساع من المؤسسة لإعادة فتح الحقول.

وينتج حقل الحمادة سبعة آلاف برميل يوميا، بينما ينتج حقل الوفاء نحو 40 ألف برميل يوميا، ويقع بالقرب من الحدود الجزائرية، وهو أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي والنفط، ويرتبط الحقل بأنبوب نحو مجمع مليتة، ومنه يتم تصدير الغاز إلى إيطاليا عبر أنبوب تحت البحر.

أما حقل الشرارة فهو الأهم في منطقة الجنوب الغربي، إذ ينتج 289 ألف برميل يوميا، ويدار حقل الشرارة النفطي بواسطة شركة "أكاكوس"، التي تتوزع أسهمها بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، وشركة ريبسول الإسبانية، وشركة توتال الفرنسية وشركة أو.أم.في النمساوية، ويقع حقل الشرارة في منطقة أوباري التي تبعد حوالي 850 كيلومترا جنوب طرابلس.

ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط حتى صباح اليوم نحو 1.250 مليون برميل في اليوم، وتأمل المؤسسة الوطنية للنفط في ضخ ما يصل إلى 1.45 مليون برميل في اليوم بحلول نهاية العام، غير أن نقص التمويل المخصص للصيانة والإصلاحات بسبب سنوات من عدم الاستقرار السياسي جعل من الصعب الحفاظ على الأصول.

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت في سبتمبر الماضي إنهاء الاعتصام داخل موانئ نفطية شرق البلاد، بعدما أوقفت العمليات داخلها بسبب قيام متظاهرين بإغلاقها للمطالبة بتوظيفهم.

وقالت المؤسسة، ومقرها في طرابلس، آنذاك "استؤنفت عمليات تصدير النفط الخام من ميناءي السدرة ورأس لانوف بعد انتهاء اعتصامات نظمها الشباب لعدة أيام".

واعتبرت المؤسسة في ذلك الوقت أن مطالب المعتصمين "مشروعة"، لكنها أبدت "تحفظات" على طريقة احتجاجهم، مشددة على "العواقب الخطيرة للحصار على النفط".

وأوضحت أن إنهاء الاعتصام جاء بعد تواصل رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله مع "كبار أعيان وحكماء المنطقة والذين بدورهم قاموا بالتدخل العاجل لإنهاء الاعتصام، وحث الشباب المعتصمين على الانخراط في برامج إعداد وتأهيل الخريجين.. خلال الفترة القريبة المقبلة".

وشهدت موانئ نفطية ليبية في ذلك الوقت سيطرة شباب على الموانئ شرق البلاد والاعتصام داخلها، مطالبين بتوفير "فرص عمل" لهم داخل المواقع والحقول النفطية.

وتكرر إغلاق موانئ وحقول نفطية خلال السنوات الماضية، بسبب احتجاجات عمالية أو اعتصامات شبابية أو لأسباب أمنية، وكلفت البلاد خسائر تخطت 100 مليار دولار، بحسب البنك المركزي الليبي.

وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات نفط في أفريقيا، وتحاول تخليص نفسها من عقد من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011.