حرب كلامية بين نتنياهو وغانتس حول خطة إسرائيل بعد الحرب

الوزير يمهل الحكومة حتى الثامن من يوليو لوضع خطة من ست نقاط، فيما يطرح عليه نتنياهو ثلاثة أسئلة بينها التطبيع مع السعودية.
الأحد 2024/05/19
تباعد المواقف يهدد بانهيار الحكومة

القدس – تواصلت "الحرب الكلامية" بين الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء السبت، بعد تهديد الوزير بترك الحكومة حال لم يتم بلورة خطة بخصوص الحرب على غزة، في خطوة تكشف زيادة الخلافات داخل الحكومة التي باتت مهددة بالانهيار.

وكان غانتس قد خرج بتصريحات مساء السبت أمهل فيها مجلس الحرب حتى الثامن من يونيو، للإعلان عما أسماها "استراتيجية وطنية واضحة إزاء الحرب في قطاع غزة والتوتر في الجبهة الشمالية".

وقال غانتس في مؤتمر صحافي إنه يريد من حكومة الحرب وضع خطة من ست نقاط بحلول الثامن من يونيو. وهدد بانسحاب حزبه المنتمي لتيار الوسط من حكومة الطوارئ التي يرأسها نتنياهو في حالة عدم تلبية توقعاته.

ولم يحدد غانتس موعدا للانسحاب المرتقب لكن هذا القرار قد يزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو التي تواجه صعوبات متزايدة. وغانتس قائد عسكري متقاعد تظهر استطلاعات الرأي أنه أقوى منافس لنتنياهو.

ويبدو أن نتنياهو محاصر في حكومة الحرب، حيث يملك هو وغانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت وحدهم حق التصويت.

وطالب غالانت الأربعاء الماضي بتوضيح خطط ما بعد الحرب، ودعا نتنياهو إلى التخلي عن فكرة احتلال غزة عسكريا مرة أخرى.

وإذا أقدم نتنياهو على ذلك، فسوف يخاطر بإثارة غضب أحزاب الائتلاف القومية المتطرفة التي تدعو إلى ضم غزة وإقامة مستوطنات فيها.

وقد يواجه نتنياهو خطر الإطاحة به في حالة خسارة هذه الأحزاب.

وأخفق نتنياهو قبل الحرب في ضم المزيد من الشركاء المنتمين للوسط وذلك محاكمته في تهم فساد ينفيها.

وقال غانتس "الاعتبارات الشخصية والسياسية بدأت تخترق قدس الأقداس في الأمن القومي الإسرائيلي...أقلية صغيرة سيطرت على مقصورة قيادة السفينة الإسرائيلية ووجهتها نحو المياه الضحلة الصخرية".

وأضاف أن خطته المقترحة المكونة من ست نقاط ستتضمن إقامة نظام أميركي-أوروبي-عربي-فلسطيني مؤقت للإدارة المدنية لغزة بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.

كما ستنص الخطة على العدالة في أداء الخدمة الوطنية لجميع الإسرائيليين، ومنهم اليهود المتزمتون دينيا وهم حاليا معفون من التجنيد العسكري ولهم حزبان في ائتلاف نتنياهو مصممان على الحفاظ على هذا الإعفاء.

ورد نتنياهو على تصريحات الوزير بطرح عدة تساؤلات انتقد خلالها ما وصفه بـ"إصدار إنذار نهائي لرئيس الوزراء بدلا من إصدار إنذار نهائي لحماس".

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن مطالب غانتس تعني "إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن غالبية الرهائن، وترك حماس في السلطة، وإنشاء دولة فلسطينية".

وأضاف المكتب أنه إذا كان غانتس يعطي الأولوية حقا للمصلحة الوطنية وليس إسقاط الحكومة، فيجب عليه الإجابة على ثلاثة أسئلة: "هل يريد غانتس أن ينتظر انتهاء العملية في رفح؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يهدد بإسقاط حكومة الوحدة خلال عملية الجيش الإسرائيلي؟"، و"هل يعارض حكم السلطة الفلسطينية في غزة، حتى لو لم يكن محمود عباس مشاركا في ذلك؟،" و"هل سيدعم قيام دولة فلسطينية كجزء من عملية التطبيع مع السعودية؟".

وقال المكتب إن نتنياهو "مصمم على القضاء على كتائب حماس، وهو يعارض إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، وإقامة دولة فلسطينية ستكون حتما دولة إرهابية".

وعبر نتنياهو في بيانه عن اعتقاده أن "حكومة الوحدة" (مجلس الحرب) هي "المفتاح لتحقيق أهداف الحرب، ويتوقع من غانتس أن يوضح للجمهور مواقفه بشأن هذه القضايا".

رد مكتب غانتس على تساؤلات نتنياهو ببيان قال فيه "لو استمع رئيس الوزراء إلى غانتس، لكنا ذهبنا إلى رفح قبل أشهر وأنهينا المهمة. يجب علينا الانتهاء منه وتهيئة الظروف اللازمة لذلك.

وأضاف غانتس في رده على أسئلة نتنياهو الثلاثة أن السلطة الفلسطينية لا ينبغي أن تحكم غزة، لكن الفلسطينيين الآخرين يستطيعون ذلك، بدعم من الدول العربية والولايات المتحدة، مؤكدا أنه "يجب على رئيس الوزراء التعامل مع هذا الأمر وعدم نسف هذه الجهود".

وردًا على سؤال نتنياهو حول ما إذا كان سيدعم إنشاء دولة فلسطينية كجزء من صفقة التطبيع مع السعوديين، قال غانتس إن هذا ليس حتى مطلبا سعوديا، وأنه لا ينوي دعم مثل هذا المقترح، أي إنشاء دولة فلسطينية، وهاجم غانتس أيضا نتنياهو لدعمه إقامة دولة فلسطينية في الماضي.

واختتم مكتب غانتس بيانه بالقول إنه إذا كان نتنياهو يقدّر مجلس الحرب بالفعل فعليه اتخاذ القرارات اللازمة، "وعدم التراجع خوفا من المتطرفين في حكومته".

ظهرت هذه "الانقسامات الجديدة" بين المسؤولين في إسرائيل بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب، حيث أدى الهجوم غير المتوقع الذي شنته حماس في أجزاء من القطاع إلى زيادة الضغوط على نتانياهو، وفق تعبير فرانس برس.

ويقاتل الجيش الإسرائيلي مسلحي حماس في أنحاء غزة منذ أكثر من سبعة أشهر بينما يتبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع حزب الله المدعوم من إيران على طول الحدود الشمالية مع لبنان.

لكن بعد أن أعاد مسلحو حماس تجميع صفوفهم في شمال غزة، حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إنه تم تحييدهم، ظهرت انقسامات واسعة في حكومة الحرب الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، بحسب الوكالة ذاتها.

 كان وزير الدفاع يوآف غالانت قد وجّه انتقادات لنتانياهو لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب.

وأدى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الصريح للقيادة الفلسطينية بعد الحرب في غزة إلى خلاف واسع النطاق  بين كبار المسؤولين وأدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

وانطلقت في تل أبيب بإسرائيل، السبت، مظاهرات غاضبة نظمها أقارب وأنصار الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزهم مسلحو حماس كرهائن في غزة في هجمات 7 أكتوبر، وطالب المتظاهرون بالإفراج عنهم.

ونفذت حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) هجوما على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا، ما زال 125 منهم محتجزين في غزة قضى 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، العثور في غزة على جثث 3 رهائن خطفوا في هجوم السابع من أكتوبر، وإعادتها إلى البلاد.

وردا على الهجوم، ينفّذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف وعمليات برية في قطاع غزة حيث قتل حتى الآن 35386 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، حسب آخر حصيلة أوردتها السلطات الصحية في غزة.