حرب جواسيس بين تركيا واليونان

وسائل إعلام يونانية تصف الأنشطة الصُّحُفية لوكالة الأناضول بأنها "تجسس"، باعتبار أن عملية التصوير كانت بشكل غير قانوني.
الاثنين 2022/06/27
حرب كلامية

أنقرة / أثينا – ردت الاستخبارات التركية بسرعة على الاتهامات اليونانية التي تقرّ بأن تركيا تستخدم صحافيين من وكالة الأناضول للقيام بمهام تجسسية في منطقة الجزر في البحر الأدرياتيكي، وقامت باعتقال من اعتبرته جاسوسا يعمل لصالح اليونان في منطقة غازي عنتاب بالقرب من الحدود السورية.

وأمرت السلطات القضائية التركية الأحد بحبس مواطن يوناني يدعى محمد عمار إمبارا على ذمة التحقيق بتهمة ممارسته أنشطة تجسس، وذلك غداة القبض عليه في عملية أمنية منسقة مع جهاز الاستخبارات التركي، وفق ما أعلنت الشرطة.

وجاء في بيان لمديرية الأمن في غازي عنتاب أوردته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن الاستخبارات التركية اعتقلت “مواطنًا يونانيّا للاشتباه في قيامه بأنشطة تجسس لصالح أثينا”.

وتابع بيان المديرية “يُعتقد أنه كان يجمع معلومات عن الجيش التركي على الحدود وينقلها إلى الاستخبارات اليونانية”.

وكانت وسائل إعلام تركية قد أوردت في نهاية الأسبوع المنقضي أن أمبارا كان يدّعي أنه رجل أعمال خلال رحلاته إلى تركيا.

حرب كلامية بين تركيا واليونان بسبب اتهام أنقرة لأثينا بنشر قوات في جزر قرب حدودها البحرية تتجاوز المتفق عليها دوليا

في الأثناء أعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن السفارة اليونانية في أنقرة أُبلِغت قبل بضعة أسابيع بأن أمبارا لا أثر له.

وأوضحت السفارة أنها سبق أن أثارت المسألة مع السلطات التركية لكن الأخيرة لم تقدم أي أجوبة.

وكانت الصحافة اليونانية اتهمت وكالة الأناضول بالتجسس بعد نشر مشاهد من جزيرة كتشي اليونانية والوجود العسكري فيها.

وقالت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية في خبر الخميس إن الصحافة التركية استهدفت جزيرة كتشي عبر نشر وكالة الأناضول و”TRT” الإخبارية صورا ومشاهد من الجزيرة.

وبدورها قالت صحيفة “لوغوس” في خبر بعنوان “الصحافة التركية بالغت مجددا” إن “وكالة الأناضول تجاوزت حدود الاستفزاز بمراقبتها لجزيرة كتشي”.

أما وسائل الإعلام اليونانية على الإنترنت فقد عَنْونت “استفزازات جديدة من تركيا: وكالة الأناضول تراقب جزيرة كتشي”.

ووصفت وسائل الإعلام اليونانية الأنشطة الصُّحُفية لوكالة الأناضول بأنها “تجسس” على الجزيرة، باعتبار أن عملية التصوير كانت بشكل غير قانوني.

ونشر حساب يوناني على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تم التقاطها خلال زيارة مجاملة سبق أن التقى فيها مديرُ عام الأناضول سردار قره غوز وزيرَ الدفاع التركي خلوصي أكار، مشيرا إلى التنسيق بين الوكالة والقوات المسلحة التركية.

والسبت هنأ قره غوز عبر تغريدة المراسلين علي بالي وعائشة يلدز على “التقاطهما مشاهد من جزيرة كتشي الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من شبه جزيرة بودروم، توثق تسليح اليونان الجزيرة ونشرها جنودا فيها بشكل ينتهك القانون الدولي”.

Thumbnail

وعلّق الحساب اليوناني قائلا “المدير العام لوكالة الأناضول يهنئ علي بالي وعائشة يلدز على التصوير بشكل غير قانوني من المياه الإقليمية التركية لأبراج المراقبة في الجزيرة. قره غوز يرشحهما لجائزة بوليتزر”.

ودخلت اليونان وتركيا في حرب كلامية متصاعدة بعد أن اتهمت أنقرةُ أثينَا بنشر قوات في جزر قرب حدودها البحرية بأعداد تتجاوز تلك المنصوص عليها في معاهدات السلام.

كما اتهمت تركيا اليونان برفض تسليمها عناصر من الجيش التركي تعتقد أنقرة أنهم اضطلعوا بدور مباشر في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يعقد اجتماعات ثنائية مع القادة اليونانيين على النحو المنصوص عليه في اتفاق أبرم عام 2010 بين الجانبين.

وتواصل اليونان الدفاع عن سياستها المتعلقة بتسليح جزر بحر إيجة الشرقية، رغم مخالفة ذلك لأحكام اتفاقيتي لوزان وباريس اللتين منحتا أثينا السيادة على الجزر.

كما يرفض المسؤولون اليونانيون دعوات نظرائهم الأتراك التي تحضّهم على الحفاظ على وضع جزر شرق بحر إيجة منزوعة السلاح، بدعوى أن تركيا تشكل “تهديدًا” لليونان.

وفي التاسع من يونيو الجاري حذر أردوغان اليونانَ وطالبها بالابتعاد عن “التصرفات والأحلام التي ستؤول بها إلى الشعور بالندم”، داعيا إياها إلى التخلي عن تسليح الجزر منزوعة السلاح في بحر إيجة.

1