"حرب الظل" بين إيران وإسرائيل.. اغتيالات وتخريب وهجمات الكترونية

باريس – شهدت السنوات الأخيرة تصاعدا ملحوظًا في الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية أو ضد مصالح إيران خارج حدودها. واتخذت تلك الهجمات أشكالًا متنوعة من الاغتيالات والتخريب إلى الهجمات الإلكترونية، واستهدفت بشكل أساسي الحرس الثوري الإيراني وبرنامج طهران النووي.
وتأتي هذه الهجمات قبل الضربات الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ليل الخميس-الجمعة والتي استهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية وأسفرت عن مقتل قائد هيئة الأركان المشتركة للقوات الإيرانية وقائد الحرس الثوري.
أهداف عسكرية مباشرة
26 أكتوبر 2024: شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على أهداف عسكرية داخل إيران، وهي عملية قدمت على أنها رد على إطلاق صواريخ إيرانية باتجاه إسرائيل في الأول من أكتوبر. وللمرة الأولى، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن هذه الهجمات داخل الأراضي الإيرانية. وأكد الجيش الإيراني مقتل أربعة عسكريين، موضحا أن الهجوم ألحق ضررًا في "أنظمة رادار" فقط، بينما وصفت وسائل الإعلام المحلية هذه الهجمات بأنها "ضعيفة".
استهداف الحرس الثوري
وحُمّلت إسرائيل مسؤولية اغتيال العديد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني، حيث جرت معظم هذه الاستهدافات خارج حدود إيران:
27 سبتمبر: قُتل العقيد عباس نيلفروشان إلى جانب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية.
1 أبريل 2024: غارة جوية استهدفت مبنى ملحقًا بالقنصلية الإيرانية في دمشق ونُسبت إلى إسرائيل، أسفرت عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري، بينهم اثنان برتبة عالية.
ديسمبر 2023: قُتل المستشار رضي موسوي، برتبة لواء، في سوريا في هجوم نُسب إلى إسرائيل.
مايو 2022: قُتل صياد خدايي، أحد كوادر فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بالرصاص في طهران. وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن هذه العملية.
نوفمبر 2011: قُتل الجنرال حسن طهراني مقدم، المسؤول عن برامج التسليح، في انفجار بمستودع ذخيرة قرب طهران، وأُلقي باللوم في العملية على الولايات المتحدة وإسرائيل.
استهداف برنامج إيران النووي
اتُهمت إسرائيل باغتيال العديد من العلماء الإيرانيين المرتبطين ببرنامج طهران النووي، وتخريب منشآتها:
اغتيال العلماء:
نوفمبر 2020: قُتل العالم النووي محسن فخري زاده، والذي قُدم بعد مقتله كنائب لوزير الدفاع وأب البرنامج النووي الإيراني.
قُتل كل من العالم مصطفى أحمدي روشن (الذي كان يعمل في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم)، ومجيد شهرياري (مؤسس الجمعية النووية الإيرانية)، إضافة إلى العالم النووي المتخصص في الفيزياء النظرية مسعود علي محمدي.
تخريب المنشآت النووية:
11 أبريل 2021: شهد موقع نطنز انفجارًا صغيرًا، وفقًا للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل لعبت دورًا في "الانفجار القوي" الذي "أتى على النظام الكهربائي الداخلي الذي يزود أجهزة الطرد المركزي".
يوليو 2020: شهدت منشأة نطنز "حادثًا" آخر وصفته وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بأنه "تخريب".
سبتمبر 2010: أدى هجوم إلكتروني باستخدام فيروس ستاكسنت إلى سلسلة أعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في نطنز. اتهمت إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذه الهجمات.
ولم يقتصر الاستهداف على الداخل الإيراني أو كوادر طهران النووية والعسكرية:
31 يوليو: قُتل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في تفجير في العاصمة الإيرانية، اتُهمت إسرائيل بتدبيره. كان هنية في طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
مارس 2021: ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين، أن إسرائيل استهدفت في عام 2019 نحو 12 سفينة متجهة إلى سوريا، وفي معظم الحالات كانت تنقل النفط الإيراني. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل استخدمت ألغامًا تحت الماء لتنفيذ هذه الهجمات. خلال عام 2021، تبادلت إسرائيل وإيران الاتهام بالتخريب البحري.
وتشكل هذه الهجمات المتكررة نمطا من "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران، حيث تتصاعد التوترات وتزداد مخاطر الانفجار المباشر، لا سيما بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، بينما يبقى السؤال المطروح: هل يمكن لهذه الموجة الأخيرة من الهجمات أن تدفع الصراع إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة؟