حرب الرسوم تطبع علامات الإرباك على أسواق الحبوب

لندن - سجل سعر القمح أعلى مستوى في ثلاثة أشهر تقريبا في الوقت الذي يدرس فيه التجار نهج الصين الحذر تجاه التعريفات الجمركية الأميركية، وتنتظر السوق تفاصيل المحادثات المحتملة بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم.
ويأتي ذلك مع اشتعال حرب تجارية جديدة بين واشنطن وبكين، والتي أدت التوقعات حيالها إلى إرباك أسواق الحبوب على مدى الأسبوع الماضي.
لكن الرسوم الانتقامية التي فرضتها الصين، والتي أُعلن عنها الثلاثاء ردا على الخطوة الأولى التي اتخذتها الولايات المتحدة، يُنظر إليها على أنها مدروسة وتمثل إشارة إلى أن بكين تحاول تجنب أسوأ سيناريو للتصعيد الحاد، وفقا لبلومبيرغ إيكونوميكس.
وأوضح محللو إيكونوميكس في تقرير أن “رد الصين المنضبط والنبرة الودية العامة في وسائل الإعلام الحكومية ووسائل التواصل الاجتماعي قبل الموعد النهائي الأميركي يشيران إلى مسعى لتهيئة الأجواء لتكون مواتية للمحادثات”.
وأضافوا أنه من المحتمل ألا تصل التعريفات الجمركية الأميركية إلى مستوى 60 في المئة الذي هدد به الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية.
وفي الجلسة السابقة، ارتفعت الحبوب، بما في ذلك القمح، بعد أن فرضت الصين تعريفات على الطاقة والمعدات الزراعية الأميركية لكنها تركت المحاصيل، بعد لحظات على دخول الرسوم الأميركية البالغة 10 في المئة على السلع الصينية حيز التنفيذ، مما قلص بعض الخسائر الأولية التي تكبدتها.
ويوم الاثنين، قال ترامب إنه يتوقع التحدث مع الصين “في غضون 24 ساعة”، لكنه ألمح منذ ذلك الحين إلى أن المحادثات قد يتم تأجيلها.
ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة من أن التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم قد تؤثر على المنتجات الزراعية مثل فول الصويا.
وفي السوق الصينية، ارتفعت أسعار دقيق فول الصويا الأربعاء، وهو أول يوم لافتتاح السوق بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
ووفق روزا وانغ، المحللة بشركة شنغهاي جي.سي إنتليجنس المحدودة للاستشارات، فإنه “رغم أن المنتجات الزراعية ليست مستهدفة في إجراءات بكين المضادة، إلا أن السوق لا تزال قلقة للغاية بشأن عدم اليقين المحيط بالعلاقات الصينية – الأميركية في المستقبل.”
وأضافت وانغ أن “أسعار دقيق فول الصويا كانت تتبع أيضا أسعار شيكاغو الأقوى، في حين أثرت مشكلات الطقس في أميركا الجنوبية على الجودة في بعض المناطق ودعمت أيضا الأسعار العالمية للبذور الزيتية.”
وتعتبر الصين أكبر مستورد لفول الصويا في العالم، ومشتريا رئيسيا للذرة والقمح. ويمكن أن تؤدي التعريفات الجمركية الأميركية إلى تقليص الطلب على محاصيلها، مما يهدد صادرات بقيمة 10 مليارات دولار أو أكثر.
وفي أواخر ديسمبر الماضي، انخفضت العقود الآجلة للقمح تسليم مارس المقبل بنسبة 1.7 في المئة لتصل إلى 5.33 دولار للبوشل الذي يعادل 27.2 كيلوغراما.
تقديرات وزارة الزراعة الأميركية تشير إلى أن الإنتاج العالمي للقمح سيصل إلى مستوى قياسي في موسم 2024 – 2025
وسجل عقد القمح القياسي انخفاضا بواقع 15 في المئة للطن الواحد خلال العام 2024، نتيجة المخاوف من فائض الإمدادات العالمية في عام 2025.
وارتفعت أسعار دقيق فول الصويا، الأكثر تداولا في بورصة داليان للسلع الأساسية، بنسبة 3.2 في المئة، وهو أكبر صعود خلال الجلسة في ثلاثة أشهر.
وزادت أسعار العقود المستقبلية لزيت الصويا في داليان بنسبة 2.7 في المئة، في حين زاد زيت النخيل بنسبة 2.1 في المئة، كما ارتفعت أسعار الذرة في الصين بنسبة 1.1 في المئة.
وفي الوقت نفسه، أضاف تأجيل ترامب لمدة شهر للتعريفات الجمركية بنسبة 25 في المئة التي فرضها على كندا والمكسيك أيضا متنفسا لأسواق الحبوب.
كما يساهم تراجع سعر الدولار في تحسين القدرة التنافسية للحبوب الأميركية، وفقا لمذكرة صادرة عن سي.آر.أم أغري.
وتشير تقديرات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن الإنتاج العالمي للقمح سيصل إلى مستوى قياسي في موسم 2024 – 2025.
ومن المرجح أن تنتج أستراليا محصولا وفيرا، وتحقق بعض مناطق أميركا الجنوبية، وخاصة الأرجنتين، حجم محصول أفضل من المتوقع.
وفي الولايات المتحدة تراجع إنتاج القمح الأحمر الشتوي الصلب، الذي يُستخدم في صنع دقيق الخبز ويُعد الأكثر زراعة في أكبر اقتصاد في العالم.
وخفض المجلس الدولي للحبوب أواخر نوفمبر توقعاته لإنتاج القمح العالمي في الموسم الحالي جزئيا بمقدار مليوني طن، ليصل إلى 796 مليون طن، بسبب تراجع التوقعات في الاتحاد الأوروبي.