حرب الرسوم الجمركية بعد إضافي لمتاعب مزارعي الكاكاو

مزارعو الكاكاو يكافحون التحديات التي تواجههم بسبب تغير المناخ وتأثيرات الصراعات الجيوسياسية على سلاسل الإنتاج والإمداد.
الجمعة 2025/04/18
عبء ثقيل

نغاتاكرو (كوت ديفوار) - أضافت حرب الرسوم الجمركية العالمية مشاكل أخرى لمزارعي الكاكاو الذين يكافحون بشق الأنفس لدرء التحديات التي تواجههم منذ سنوات بسبب تغير المناخ وتأثيرات الصراعات الجيوسياسية على سلاسل الإنتاج والإمداد.

ويقول المزارع جان ماري كونان ياو إنه يواجه صعوبات كمزارع كاكاو في كوت ديفوار، والتي تنتج ما يقرب من نصف إمدادات العالم من المادة الخام المستخدمة في الشوكولاتة.

ومثل كثيرين في كوت ديفوار، أكبر منتج للكاكاو في العالم، يؤكد ياو لوكالة أسوشيتد برس أن الكاكاو كان شريان حياة له منذ فترة طويلة، لكن سوء الأحوال الجوية وأمراض النباتات أضرت بالمحاصيل في السنوات الأخيرة.

والآن، يزداد قلق مزارعي الكاكاو بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية بنسبة 21 في المئة على المنتجات القادمة من كوت ديفوار، وهي الأعلى بين دول غرب أفريقيا.

ورغم أن ترامب علق خطط التعريفات لمدة 90 يوما في انتظار المزيد من المراجعة، إلا أن السلطات الإيفوارية حذرت من أن مثل هذه التعريفات قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الكاكاو بشكل أكبر، وتزعزع استقرار السوق المحلية من خلال إبطاء مبيعاتها.

9.1

ألف دولار للطن سعر عقود الكاكاو المقرر تسليمها في مايو ارتفاعا بزيادة قدرها 9.67 في المئة

وينتج البلد الواقع في غرب أفريقيا ما بين مليونين و2.5 مليون طن من الكاكاو سنويًا، ويُصدّر منها ما بين 200 ألف و300 ألف طن تقريبًا إلى الولايات المتحدة، وفقًا لمجلس القهوة والكاكاو.

وفي عام 2023، صدّرت كوت ديفوار حبوب كاكاو بقيمة 3.68 مليار دولار، وهي ثاني أكبر صادراتها بعد الذهب. وكانت الولايات المتحدة رابع أكبر مستورد، بعد هولندا وماليزيا وبلجيكا، وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وبالنسبة لمعظم مزارعي الكاكاو المحليين، قد تُفاقم أي تعريفة جمركية أميركية زعزعة استقرار سوق يعاني بالفعل من انخفاض الغلة وتقلص التمويل، مما حدّ من قدرة المزارعين على تلبية الطلب العالمي على الشوكولاتة.

وقال ساليف تراوري، وهو مزارع كاكاو آخر، “إذا سمعنا أن الرئيس الأميركي سيفرض ضريبة على سعر الكاكاو، فهذا ليس جيدًا لنا، ولن يُساعدنا.”

ووصلت الأسعار إلى ذروتها عند أكثر من 13 ألف دولار للطن في أواخر ديسمبر الماضي في بورصة نيويورك، ومع نهاية فبراير الماضي، انخفضت قليلا.

ومع مطلع أبريل شهدت عقود الكاكاو المقرر تسليمها في مايو المقبل ارتفعا إلى أكثر من 9.1 ألف دولار للطن، بزيادة قدرها 9.67 في المئة ليصل إلى أعلى مستوى له خلال شهر هذا العام، وهذه هي الزيادة الثانية على التوالي.

وبدأت أسعار الكاكاو ترتفع بالفعل في البلاد، ويعود ذلك جزئيًا إلى ندرة الأمطار وعدم انتظامها في البلاد.

وعلى سبيل المثال لاحظت شركة أبحاث وحدة استخبارات الطاقة والمناخ، ارتفاعًا بنسبة 32 في المئة في سعر الكاكاو المستورد إلى المملكة المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويعزى ذلك جزئيا، بحسب خبراء الشركة، إلى الظروف الجوية القاسية في أجزاء من أفريقيا حيث يُزرع الكاكاو بشكل رئيسي.

وتُنتج كل من كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون مجتمعةً حوالي ثلاثة أرباع الكاكاو في العالم، بحسب ما تشير إليه المعلومات.

مع مطلع أبريل شهدت عقود الكاكاو المقرر تسليمها ارتفعا إلى أكثر من 9.1 ألف دولار للطن بزيادة قدرها 9.67 في المئة

ولطالما كانت دول غرب أفريقيا هي قلب هذا القطاع، حيث أنتجت حوالي 3.48 مليون طن خلال موسم 2022 – 2023. وهذا الإنتاج الضخم حيوي لصناعة الشوكولاتة العالمية.

ويُتداول الكاكاو في سوق عالمية مُنظّمة. ففي كوت ديفوار، عادة ما تحدد الحكومة الأسعار في بداية كل موسم، حيث تعكس اتجاهات السوق والأسعار العالمية.

ومع ذلك، فإن الأسعار المحلية أقل من أسعار السوق العالمية، مما يحد من أرباح المزارعين من ارتفاع الأسعار العالمية. وتؤكد السلطات إنها تدرس بالفعل زيادة أسعار الكاكاو في حال دخول التعريفة الجمركية الأميركية حيز التنفيذ.

وقال بوس ديارا، منسق اتحاد مزارعي الكاكاو المحليين في بوافلي بوسط البلاد، إن “ضريبة دونالد ترامب الجمركية تُسبب لنا مشاكل. نحن نشعر بآثارها بالفعل.” وأشار إلى أكياس الكاكاو التي قال إن المزارعين لم يتمكنوا من بيعها.

وفي غضون ذلك، قال برونو مارسيل إيريتي، الباحث في معهد فيليكس هوفويه بوانيي البوليتكنيكي الإيفواري، إن الرسوم الأميركية “قد تعني المزيد من الكاكاو للأسواق الأوروبية.”

وتُظهر بيانات السوق أن البعض من كبار مستوردي الكاكاو الإيفواري موجودون في أوروبا. وأضاف إيريتي “سيشتري الموردون حتما بسعر أرخص، لأنه عندما يكون هناك فائض، يكون الزبون هو الملك.”

11