حراك لبنان يقطع الطريق على مساعي تشكيل حكومة تكنوسياسية

بيروت - قطع متظاهرون جسر الرينج وعددا من الطرقات في بيروت والبقاع شرق لبنان احتجاجاً على تشكيل حكومة تكنوسياسية، جاء ذلك بعد أنباء عن اتفاق على ملامح الحكومة المقبلة لقيادة البلاد في هذه المرحلة العصيبة.
من جانبها، أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع الأربعاء لتفريق محتجين عن جسر الرينج في بيروت.
وشدد المتظاهرون على أن قطع الطريق هو رفض لتشكيل حكومة تكنوسياسية، باعتبارها امتداد لطبقة سياسية حاكمة فاسدة وغير مأهلة للمسك بزمام الأمور في لبنان.
كما تجمع عدد من المحتجين في منطقة المنارة ببيروت أمام منزل سمير الخطيب الذي برز اسمه مؤخراً لتشكيل حكومة جديدة، رفضاً لترؤسه الحكومة باعتباره امتداداً للمنظومة الحاكمة واتهامه بالفساد المالي.
ولم يدع الرئيس اللبناني ميشال عون حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة بدعوة أنه يجري حاليا الاتصالات الضرورية لتسهيل تأليف الحكومة.
ويأتي تحرك الشارع اللبناني على خلفية إحراز تقدم في المحادثات الجارية لتشكيل حكومة جديدة يتعين عليها إنقاذ البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود لكن لم يتم التوصل إلى الاتفاق النهائي بعد.
ويقوم التوافق الأولي على تشكيل حكومة تكنوسياسية برئاسة سمير الخطيب، فيما يغيب عنها رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل. ولن تمنح الحكومة صلاحيات استثنائية، ولن تعمل على إقرار قانون انتخابي جديد، وبالتالي فإنه لن يتحدد موعد لانتخابات نيابية مبكرة.
وتعثرت المحادثات بين الأحزاب الرئيسية المتناحرة منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر تحت وطأة الاحتجاجات الحاشدة ضد النخبة الحاكمة، ورفضه بشكل قاطع إمكانية تشكيله لحكومة جديدة.
وهي خطوة قطعت الطريق أمام مساعي حزب الله ووضعت عون أمام مسؤولياته بضرورة بداية الاستشارات النيابية لاختيار رئيس حكومة جديد. وكان قد تم التوصل إلى اتفاق سابق الشهر الماضي، لكنه فشل بعد انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي كمرشح لرئاسة الحكومة.
ويتعين على الساسة الاتفاق على حكومة جديدة للحيلولة دون تفاقم الأزمة الاقتصادية وبغية جذب الاستثمارات الأجنبية لتفادي الانهيار نحو الأسوأ بعد سنوات من الحكم السيئ والفساد.
في المقابل يرفض الشارع بقاء جميع الطبقة السياسية الحاكمة في المشهد السياسي للبلاد ويتهمونها بالفساد، مطالبين برحيل النظام برمته.
ودعم الحريري رجل الأعمال سمير الخطيب لرئاسة الحكومة المقبلة لكنه قال "لا تزال هناك بعض التفاصيل وإن شاء الله خيرا، والجميع يسعى لتجاوز هذه المرحلة الصعبة."
وأضاف في بيان صادر عن مكتبه "لن أشارك بشخصيات سياسية بل بأخصائيين". وقالت مصادر سياسية في لبنان إن المفاوضات تتقدم بسرعة نحو تشكيل حكومة برئاسة سمير الخطيب.
ويعيش لبنان حالة جمود سياسي منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري كما أن البلاد بحاجة إلى حكومة جديدة لتطبيق إصلاحات عاجلة.
وأزمة لبنان الاقتصادية التي طفت على السطح الآن تختمر منذ وقت طويل. ونزلت الليرة بما يصل إلى 40 بالمئة عن سعر الربط الرسمي بالدولار في الأيام الأخيرة في السوق الموازية. ونتيجة نقص العملة الصعبة، عجز مستوردون عن شراء سلع مما أدى لارتفاع الأسعار. وتزايدت الضغوط على النظام المالي. وحدت البنوك من عمليات سحب الدولار ومنعت جميع التحويلات للخارج تقريبا.