حراك عشائري في البصرة تنديدا بتردي الخدمات

احتجاجات العشائر في المحافظة النفطية ليس سابقة اذ تشهد من حين إلى آخر حراكا ضاغطا على الحكومتين المحلية والاتحادية لتحسين الخدمات.
الثلاثاء 2025/02/25
البصرة تشهد من حين الى آخر احتجاجات للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل لأبنائها

البصرة (العراق) – تشهد محافظة البصرة حالة من الغليان الشعبي مع اعلان ثلاث عشائر في شمال المحافظة انطلاق أكبر مظاهرة احتجاجية لمطالبة الحكومة العراقية بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل لأهالي المنطقة القريبة من الحقول النفطية.

ويشتكي أهالي البصرة منذ سنوات من تردي الخدمات وانقطاعات متكررة للكهرباء وعدم الاستفادة من الثروة النفطية للمحافظة الواقعة جنوب البلاد.

وبحسب موقع شفق نيوز الكردي العراقي، نظمت المظاهرة أمام البوابة التاسعة لحقل غرب القرنة 2، ضمن حراك ضاغط على حكومة محمد شياع السوداني للفت نظره لما يعانيه أهالي المنطقة النفطية.

ونقل المصدر ذاته عن صباح الشغانبي ممثل المظاهرة قوله إن "عشائر الشغانبة والببخيت والهليجية إضافة الى العشائر الأخرى القريبة من الحقول النفطية، نظّمت تظاهرة سلمية واسعة للمطالبة بحقوقها المشروعة".

وتابع "هذه المناطق قدّمت الكثير للوطن ومع ذلك ما زالت تعاني من شح المياه وخسارة 40 في المئة من أراضيها بسبب عمليات الاستخراج النفطي دون أن تجني أي فوائد منها سوى الأمراض والمعاناة المستمرة".

وتشهد محافظة البصرة بين الحين والآخر احتجاجات للعشائر وغالبا ما تكون هذه الاحتجاجات مدفوعة بمجموعة من العوامل المتداخلة وتشمل المطالبة بالخدمات اذ يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والكهرباء رغم أنها محافظة غنية بالنفط.

وغالبا ما تطالب العشائر بتحسين هذه الخدمات وتوفيرها بشكل عادل.، فيما يتهم السكان المحليون المسؤولين الحكوميين بالفساد وسوء الإدارة، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية. وتطالب العشائر بمحاسبة المسؤولين الفاسدين وتحسين إدارة الموارد.

كما تعاني البصرة من ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب. وتطالب العشائر بتوفير فرص عمل للشباب وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

وتلعب العشائر دورا مهما في الاحتجاجات في البصرة، حيث تتمتع بنفوذ كبير في المجتمع المحلي. وغالبا ما تقود المظاهرات وتوجه مطالبها إلى الحكومة.

وقد تؤدي احتجاجات العشائر إلى تعطيل الحياة العامة وتعطيل عمل المؤسسات الحكومية. وقد تفضي كذلك إلى تصاعد التوترات الأمنية وزيادة خطر النزاعات المسلحة.

وفي كثير من الأحيان تنجح العشائر بفرض مطالبها على الحكومة المحلية أو المركزية التي تواجه تحديات أوسع بما في ذلك الفساد وسوء الإدارة والنزاعات الطائفية.

وقال صباح الشغانبي إن "الحكومة مطالبة بالاستجابة العاجلة لمطالب العشائر وهي مطالب كفلها الدستور"، مضيفا أن "سكان المناطق القريبة من الحقول النفطية بحاجة إلى وقفة جادة لتحسين أوضاعهم من خلال تشغيل العاطلين عن العمل وتأهيل البنى التحتية وتحسين الخدمات بما يليق بحجم التحديات التي تواجههم، لا سيما الآثار البيئية الخطيرة الناجمة عن الانبعاثات النفطية".

وليست هذه المظاهرة الأولى التي تشهدها مناطق في البصرة، ففي مطلع الشهر نظم أهالي ناحية الثغر في قضاء القرنة شمالي البصرة، احتجاجات أمام الحقول النفطية مهددين بإغلاقها في حال عدم تنفيذ مطالبهم.

وسبق كذلك أن شهدت المحافظة ثلاث مظاهرات احتجاجات على عدم تجاوب الحكومتين المحلية والاتحادية لمطالب أهالي قضاء القرنة. كما سبق أن نظم أهالي قضاء الصادق بشمال المحافظة مطلع العام الحالي اعتصاما للمطالبة بتحسين الخدمات.