حرائق في شمال إسرائيل بعد إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان

حزب الله يطلق نحو مئة قذيفة صاروخية صوب إسرائيل ردا على مقتل قيادي بارز من صفوفه.
الأربعاء 2024/06/12
رجال الإطفاء الإسرائيلي يعملون على السيطرة على النيران

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء رصده إطلاق عشرات القذائف الصاروخية من لبنان باتجاه الدولة العبرية، في هجمات قال حزب الله إنها تأتي "رداً" على "اغتيال" قيادي بارز من صفوفه بضربة إسرائيلية، ما يثير خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بـ"بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن "رصد إطلاق نحو 90 قذيفة صاروخية من لبنان".

وأشار إلى "اعتراض بعضها بينما سقط بعضها في عدة مناطق شمال البلاد وتسبب في اشتعال حرائق" عدة.

وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد "إطلاق نحو 70 قذيفة صاروخية" أخرى من لبنان، مشيراً إلى أن "التفاصيل قيد الفحص، من دون وقوع إصابات".

وهاجمت الطائرات الإسرائيلية، وفق البيان، منصة في منطقة يارون في جنوب لبنان، "تم استخدامها لإطلاق قذائف" باتجاه شمال اسرائيل صباحاً.

وأكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات في شمال البلاد حتى الآن.

وقال مصدر أمني في لبنان إن حزب الله أطلق أكثر من 100 صاروخ ردا على الغارة، واصفا ذلك بأنه أحد أكبر الهجمات الصاروخية التي تنفذها الجماعة منذ بدأت الاشتباكات في أكتوبر.

وكانت أكبر دفعة صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل، في مارس الماضي، وبلغت 100 صاروخ، وكان ذلك ردا على استهداف مناطق لبنانية أبرزها مدينة بعلبك (شرق وتبعد نحو 100 كلم عن الحدود مع إسرائيل).
وأسفر القصف الإسرائيلي على بعلبك، آنذاك، عن مقتل شخص وإصابة 5 آخرون على الأقل.

من جهتها، قالت قناة "الميادين" القريبة من "حزب الله" صباح الأربعاء، إنه تم إطلاق "دفعة كبيرة جدا من الصواريخ بلغت أكثر من 100 صاروخ من لبنان" باتجاه إسرائيل.

وفي وقت سابق، أعلنت قناة "المنار" التابعة للحزب، عن "رشقات صاروخية لا تتوقف من جنوب لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلة"، مضيفة أن "صفارات الإنذار دوّت في أكثر من 32 مستوطنة".

وفي بيانات متلاحقة، أعلن حزب الله عن تنفيذه 10 عمليات عسكرية صباح الأربعاء ضد موقعي الراهب وراميا والسماقة في تلال كفرشوبا ‏اللبنانية المحتلة، مستخدما القذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا.

وقال في بياناته إنه قصف "مقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون، فضلا عن المقر الاحتياطي ‏للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في عميعاد، بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف ‏المدفعية".

كما تحدث عن استهدافه مقر قيادة الفيلق ‏الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وثكنة زرعيت ‏بقذائف المدفعية.‏

وفي سياق متصل، أفاد الحزب بأن مقاتليه قصفوا مصنع ‌‏"بلاسان" للصناعات العسكرية المتخصصة في "تدريب وحماية الآليات والمركبات لصالح جيش العدو في ‏مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، وأصابوه إصابة مباشرة".

ووضع الحزب المدعوم من طهران والذي يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة الهجمات في "إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين".

ونعى حزب الله بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء "الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبدالله" مع ثلاثة مقاتلين آخرين. وقال إن كلاً منهم "ارتقى شهيداً على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود.

وكان مصدر عسكري لبناني أفاد وكالة الصحافة الفرنسية عن مقتل "قيادي ميداني بارز في حزب الله جراء غارة جوية إسرائيلية" على بلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. وأوقعت الضربة كذلك ثلاثة قتلى آخرين.

وقال إن القيادي هو "الأبرز" في صفوف الحزب والذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من ثمانية أشهر.

وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً في وتيرة الهجمات المتبادلة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، التي أدى بعضها الى اشتعال حرائق على نطاق واسع على جانبي الحدود، مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأسفر التصعيد عن مقتل 468 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

وعلى وقع التصعيد، نزح عشرات الآلاف من السكان من جانبي الحدود.

وقتل حوالي 300 من مقاتلي حزب الله، أي أكثر من المقاتلين الذين خسرتهم الجماعة في 2006، وفقا لحسابات رويترز التي تشير لمقتل 80 من المدنيين أيضا. وتقول إسرائيل إن الهجمات من لبنان تسبب في مقتل 18 جنديا إسرائيليا و10 مدنيين.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قتل أكثر من 320 من أعضاء حزب الله، من بينهم 100 على الأقل استهدفوا بعدما جمع عملاء ميدانيون "معلومات استخباراتية دقيقة" عنهم.