حرائق الغابات في تركيا تشعل الغضب ضد أردوغان

كمال كيليتشدار أوغلو للرئيس التركي: ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدلا من طائراتك الخاصة.
الأحد 2021/08/01
الطائرات لأردوغان وحده

أنقرة - أشعلت حرائق الغابات موجة غضب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وانتقدت المعارضة عجزه عن مواجهتها بعد إعلانه عدم وجود طائرات لهذا الغرض، فضلا عن توزيعه أكياس الشاي على العائلات المنكوبة بدل تقديم المساعدات.

ووجه زعيم المعارضة في تركيا كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، انتقادا لاذعا لأردوغان، على خلفية تأخر السيطرة على حرائق الغابات المستعرة منذ الأربعاء الماضي.

واندلعت حرائق في عدة ولايات جنوب وجنوب غربي البلاد، هي أضنة وقيصري وأنطاليا وكوتاهيا وموغلا ومرسين وعثمانية، فيما كانت الاستجابة الحكومية غير متناسبة مع الحادث المتكرر سنويا.

وبينما تشارك مروحيات من روسيا وأوكرانيا في إطفاء 1140 نقطة مشتعلة، قال كيليتشدار أوغلو لأردوغان "ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدلا من طائراتك الخاصة".

وأضاف "إن أردوغان اشترى 13 طائرة خاصة لنفسه، ولكنه كان يمكن أن يشتري طائرة واحدة لنفسه، ويشتري 12 طائرة إطفاء أخرى لإخماد الحرائق".

وأوضح زعيم المعارضة في تركيا أن "أردوغان في السلطة منذ 19 عاما، فإذا تم شراء طائرة إطفاء واحدة كل عام، ستكون لدى تركيا اليوم 19 طائرة إطفاء".

وتابع "تتخذون إجراءات من الصفر كما لو أننا نشهد مثل هذه الحرائق للمرة الأولى. هذا أكبر ضعف للحكومة التي تحكم تركيا. لا يوجد تخطيط ولا بعد نظر. تقع حوادث حرائق، خسائر في الأرواح، خسائر في الممتلكات… فلماذا لا تتخذ الاحتياطات في الوقت المناسب يا أخي؟ كل صيف يندلع حريق ويحدث في الكثير من البلدان".

وأشار إلى أنه كانت لدى اتحاد الطيران التركي 19 طائرة و19 طيارا لإخماد الحرائق في عام 2002، أربع منها تنتظر في إسطنبول وأربع في إزمير وأربع في تشاناكالي وأربع في إدرميت، وثلاث طائرات تطير باستمرار في الجو للتدخل الفوري في حالة نشوب حريق، وأضاف متسائلا "أين ذهبت هذه الطائرات؟".

وكشفت وزارة الزراعة والغابات التركية الأحد أنه تمت السيطرة على 111 حريقا من الحرائق التي اندلعت بين 28 يوليو و1 أغسطس الجاري.

وأشارت إلى استمرار العمل على إخماد 6 حرائق لا تزال متواصلة، منها اثنان في ولاية أنطاليا، وثلاثة في موغلا (جنوب وجنوب غرب)، وحريق في تونج إيلي (شرق).

ولم تتوقف الانتقادات الموجهة ضد أردوغان عند هذا الحد، حيث تعرض الرئيس التركي لهجوم من المعارضة بعد أن ظهر في مقطع مصور وهو يرمي أكياس الشاي للمواطنين في المناطق المتضررة من الحرائق، في تصرف معتاد منه لا يتفق مع فداحة الأزمة، وفي تجاهل منه للمصاب الجلل.

وعلق علي باباجان، رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، عبر تغريدة على تويتر قائلا "يكفي إلى هذا الحد، هناك شيء اسمه العيب".

وانتقد هذا السلوك علي حيدر هاكفيردي، نائب حزب الشعب الجمهوري، في أنقرة قائلا "لقد وزع الشاي على المواطنين المتضررين من الحريق في مرماريس مرة أخرى. يمكن للناس الآن تحضير الشاي مع سقوط الجمر في الموقد!".

وقال فايق أوزتراك، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، في تغريدة على تويتر "شاي! إنه أمر لا يصدق. إن أولئك الذين يفقدون حياءهم، يفقدون قلبهم أيضا".

وسبق لأردوغان أن قام بتوزيع أكياس الشاي على المنكوبين وعائلات الضحايا جراء الفيضانات بمسقط رأسه مدينة ريزا في يوليو الماضي، ليثير بذلك حالة من الغضب على الساحتين السياسية والشعبية في تركيا.

وأفادت هيئة إدارة الطوارئ التركية الأحد بأن عدد الوفيات جراء الحرائق ارتفع إلى ثمانية أشخاص، منهم سبعة لقوا حتفهم في أنطاليا وواحد في بلدة مرماريس.

وحسب أحدث بيانات لوزارة الصحة التركية، أصيب جراء الحرائق 410 أشخاص، لا يزال 10 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات.

وحمّل الزعيم الكردي المعتقل صلاح الدين دميرطاش الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، حكومة أردوغان المسؤولية عن حرائق الغابات التي تشهدها البلاد حاليا.

وندد دميرطاش، المعتقل حاليا في سجن أدرنة، بالتعامل الفاشل للحكومة مع الحرائق وعدم استعدادها لمثل هذه الحرائق المتكررة كل عام.

وقال في بيان عبر حسابه على تويتر إن السبب وراء خطورة عواقب الكوارث الطبيعية هو الكارثة السياسية في تركيا.

وأضاف "يظهر الوضع أن الوقت قد حان لجعل أزمة المناخ واحدة من أجندة تركيا الرئيسية".

وتزعم الحكومة أن حرائق الغابات التي اندلعت في وقت واحد في أجزاء مختلفة من تركيا، تقف وراءها عناصر في منظمة حزب العمال الكردستاني.