حذر سعودي إزاء تطوّر الأحداث في أفغانستان

الرياض لا ترغب في رؤية أفغانستان تتحوّل بعد انسحاب القوات الأميركية منها إلى خاصرة رخوة للتدخلات الإيرانية.
الثلاثاء 2021/08/17
ماذا حقق الانغماس القطري في الملف الأفغاني؟

الرياض - دعت المملكة العربية السعودية، الاثنين، أفرقاء الصراع الأفغاني إلى حفظ الأمن والاستقرار، بينما أعلنت مملكة البحرين عزمها إجراء مشاورات مع باقي بلدان الخليج بشأن ما يجري في أفغانستان.

وتبدو السعودية حذرة إزاء تطوّر الأحداث في أفغانستان دون أن يعني ذلك عدم اهتمامها بما يجري هناك لجهة كونه قد يؤدّي إلى خلق بؤرة جديدة للتوتّر في المنطقة ويحوّل الأراضي الأفغانية إلى ملاذ لتنظيمات إرهابية، لاسيما تنظيمي القاعدة وداعش اللذين سبق لهما أن تعرّضا لأمن المملكة وحاولا ضرب استقرارها.

كما لا ترغب الرياض في رؤية أفغانستان تتحوّل بعد انسحاب القوات الأميركية منها إلى خاصرة رخوة للتدخلات الإيرانية في ضوء تجارب عملية سابقة أظهرت استغلال إيران لبؤر التوتّر لتركيز موطئ قدم فيها على غرار ما فعلته في العراق وسوريا واليمن.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، الاثنين، على الوقوف إلى جانب خيارات الشعب الأفغاني ودعت كافة الأطراف لحفظ الأرواح والممتلكات.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية “واس” تأكيد الوزارة أنّ المملكة “تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان الشقيقة، وتعرب عن أملها في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت”.

وأضافت “انطلاقا من المبادئ الإسلامية السمحة وعملا بقول المولى سبحانه وتعالى إنما المؤمنون إخوة، فإن حكومة المملكة تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات، وتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد”.

وكانت السعودية قد انخرطت في سنوات سابقة في عملية بسط الاستقرار في أفغانستان من خلال دعمها للسلطات الشرعية هناك لاسيما في عهد الرئيس أشرف غني الذي تنحى الأحد وكان قد زار المملكة في أغسطس 2019 وحصل على مساعدات لبلاده في عدّة مجالات كما ناقش الوفد المرافق له مع المسؤولين في المملكة مشاريع تعاون متعدّد الأوجه اقتصادي وسياسي وثقافي وأمني.

قطر فشلت في إسداء خدمة لواشنطن في أفغانستان على النحو المطلوب رغم علاقتها المتينة بحركة طالبان

وينسحب الموقف الحذر مما يجري في أفغانستان على أغلب بلدان الخليج باستثناء قطر المنغمسة في الملف الأفغاني بقوةّ منذ سنوات رغبة في إسداء خدمة للولايات المتّحدة تتمثّل في تأمين انسحاب سلس ومنظم لها من أفغانستان في ظل اتّفاقات واضحة مع حركة طالبان المقرّبة من الدوحة.

لكنّ ما آلت إليه الأحداث الأفغانية المتسارعة من نتائج مفاجئة وعكسية في بعض الأحيان يظهر أن قطر لم تسد الخدمة المنشودة لإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن على النحو المطلوب.

ومن هذه الزاوية يتوقّع مراقبون أن تشمل الانتقادات الموجّهة للإدارة الأميركية بشأن فشلها في إدارة الملف الأفغاني، قطر التي فشلت بدورها في توقّع سير الأحداث في أفغانستان ولم تتمكّن رغم علاقاتها الواسعة مع قادة طالبان من مساعدة واشنطن على التحكّم فيها.

وقطر التي استضافت محادثات سلام أفغانية غير حاسمة هي أول دولة خليجية علقت على الوضع في أفغانستان منذ أن سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول، حيث دعت إلى انتقال سلمي للسلطة وتسوية شاملة للصراع.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الأردنية عمّان إن الدوحة تسعى إلى انتقال سلمي في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية.

وأضاف “هناك قلق دولي من تسارع الأحداث. ودولة قطر تسعي بكل جهودها لحصول انتقال سلمي خصوصا بعد الفراغ الذي حدث، وأن يكون هناك تمهيد لحل سياسي شامل”.

وفي الجانب العملي من التدخّل القطري في الملف الأفغاني قالت الحكومة القطرية الاثنين إنها تبذل قصارى جهدها لإجلاء الدبلوماسيين والموظفين الأجانب العاملين لدى منظمات دولية الراغبين في مغادرة أفغانستان.

كما أكّد أنّ بلاده التي لها علاقات جيدة مع طالبان تعمل أيضا لضمان الوقف التام لإطلاق النار في أنحاء البلاد وأن يسود الاستقرار هناك.

وفي مظهر على الاهتمام الخليجي بتطوّرات الملف الأفغاني، ذكر المكتب الإعلامي لحكومة البحرين الاثنين عبر حسابه في تويتر أن المملكة ستجري مشاورات مع دول الخليج العربية الأخرى بشأن الوضع في أفغانستان، وذلك بصفتها رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.

وقال المكتب في تغريدة له إنّ “مجلس الوزراء يكلف وزير الخارجية في إطار رئاسة البحرين للدورة الحالية لمجلس التعاون للتنسيق والتشاور مع دول المجلس إزاء تطورات الأوضاع في أفغانستان”.

3