"حدث كبير ووشيك".. إعلاميون مقربون من الحكومة في مصر يثيرون الجدل

شغلت المصريين خلال الأيام الماضية تصريحات وتدوينات لإعلاميين بارزين مقربين من دوائر الحكومة وهم يتحدثون عن أحداث قادمة مهمة ستجري في البلاد، ما فتح الباب لسيناريوهات عديدة وجدل بشأن الأسلوب الغامض.
القاهرة - تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات مبهمة لصحافيين وإعلاميين مصريين مقربين من الحكومة تحدثوا عن حدث غامض ستشهده البلاد قريبا دون ذكر تفاصيله، وسط تأويلات وتكهنات بسيناريوهات عديدة.
وحذر الإعلامي أحمد موسى عبر برنامجه على قناة صدى البلد (خاصة) من أن المرحلة الحالية والمقبلة “تحتاج إلى تركيز ويقظة”، مشيرا إلى أن تغيرات قد تحدث “صدمات” نتيجة إجراءات خارجية.
وأضاف موسى أن تصريحاته لا تستهدف جهة أو شخصا معينا، بل موجهة إلى الشعب المصري، مؤكدا “التغيرات في المواقف قد تُحدث صدمة للبعض، وهذه الأمور قد تكون لها تداعيات خطيرة”، دون أن يشير إلى ما يقصده بحديثه.
وشدد على ضرورة الحذر في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا “لا أحد يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يحدث بعد ساعة أو غدا، وعلينا أن نكون مسؤولين عن أي كلمة أو تغريدة نكتبها.”
وأشار موسى أيضا إلى استهداف مصر من خلال لجان إلكترونية وتنظيمات متطرفة. قائلا “الإيجابيات يتم قلبها ضدنا”، خاصة في ملف القضية الفلسطينية الذي تلعب فيه مصر دورا محوريا.
من جهته، عبّر الإعلامي نشأت الديهي في مقاله بجريدة الجمهورية تحت عنوان “انتبهوا لقادم الأيام” عن شعوره بـ”القلق الحذر”، مشيرا إلى تغيرات حادة وسريعة في الشرق الأوسط، وكتب “الصورة الإقليمية باتت خالية من أي أعمدة ثابتة يمكن الاتكاء عليها.”
بدوره، أثار الإعلامي توفيق عكاشة التساؤلات أيضا بعد نشره تغريدة مقتضبة عبر منصة إكس قال فيها “سوف يشهد العالم حدثا جسيما خلال الفترة القادمة.”
ودفع هذا الغموض المتابعين إلى طرح تأويلات متعددة وتساؤلات عما إذا كان الحديث ينذر بتغيرات وشيكة على الساحة المصرية، سواء محليا أو إقليميا، خصوصا في ما يخص القضية الفلسطينية، وعلى إثرها نشر الإعلامي أحمد موسى توضيحا في تغريدة قال فيها:
@ahmeda_mousa
لكل من يسأل أقول الخلاصة: منطقتنا تمر بأخطر مراحلها منذ 77 عاما مضت.. الوضع لا يسر أحدا والتحديات والضغوط فوق التصور وأعداء الأمس أصدقاء اليوم وغدا.. ولا تعول على دور الولايات المتحدة لأنها تغلق الباب أمام قيام دولة فلسطينية حاليا.. ولا تثق في حماس لأنها مصممة على عدم خسارة سلطتها في غزة ولكن نخسر الشعب الفلسطيني وتتم إبادته.. العالم كاذب وبوجهين ومعاييرهم مزدوجة وبلا أخلاق… يقتل 50 ألف فلسطيني ولا يتحركوا بل يريدون تهجير شعب من أرضه بالكامل ويستخدمون قوانينهم وسلاح معادة السامية إذا قُتل شخص أو شخصان لإرهاب العالم.. هدفهم تدمير شعوبنا وتقسيم بلادنا ليظل العدو الصهيوني يفرض كلمته ويرتكب مجازره وتوسعه.. كل دولة تبحث عن مصالحها وأمنها واستقرارها، تفكيرنا كله أن نعمل وننتج ونصنع ونزرع ونبني ونبذل قصارى جهدنا ونساعد أنفسنا ونقف مع قواتنا المسلحة وندعمها بكل قوة لأنها الوحيدة الباقية في هذا الإقليم لتحمي بلدنا وشعبنا…وتكون مصر أولا وأخيراااااا… مصر ثم مصر.
وتفاعل الكثيرون مع تغريدته مستنكرين الأسلوب الغامض في ظل الأوقات العصيبة التي تعيشها المنطقة، وجاء في تعليق:
@DrAhmedyosry49
أستاذ أحمد هذا الوقت محتاج كلام بصراحة ونقول الحقيقة للشعب. مفيش وقت. (تهجير الغزاويين لمصر تحديدا.. وامتيازات عبور في قناة السويس. تخرج حماس بسلاحها.. الانضمام للاتفاق الإبراهيمي بجانب دول الخليج.. وشوية حاجات جانبية صغيرة… والمقابل بيوعدك بالسمن والعسل…. والغاز).
من جانبه، قال الإعلامي عمرو أديب إن هناك شيئا ما سيحصل قريبا، ولاحقا عبّر عن استيائه من تضخيم الحديث عن حدث كبير دون توضيح.
وفي برنامجه “الحكاية” قال أديب “الحديث المتكرر منذ أسبوع عن حدث كبير بات يثير قلق الناس، والعبارات المتداولة على مواقع التواصل تتسم بنغمة مقلقة جدا”، ووصف ما يتم تداوله بـ”الخزعبلات”.
ورأى البعض أن تحذيرات عمرو أديب وأحمد موسى وتوفيق عكاشة رغم اختلاف توجهاتهم فإنها تبدو كأنها تمهيد صريح لتأهيل الناس نفسيا لتقبّل “نقلة صادمة ومؤلمة” قد تكون قريبة، في حين سخر آخرون من الأسلوب الغامض الذي ينتهجه إعلاميون محسوبون على الحكومة، مشيرين إلى أنهم يحاولون بيع الوهم وصناعة الإثارة والغموض لجذب المتابعين.
في المقابل تساءل مدونون “ما الحدث الذي يُحضّر له الرأي العام؟ ولماذا يتحدث عدد من الإعلاميين المصريين عن شيء ما سيحدث خلال الأيام القادمة؟”، مشيرين إلى أن أسلوب الترويج وتأهيل الرأي العام لقرارات وأحداث قادمة ليس جديدا في مصر، وكتب ناشط:
@AsmaAshrf_
اللي بيعمله #أحمد_موسى وعمرو أديب المفروض مايعديش عادي، ده تخويف للشعب من ولا حاجة، لو إعلامنا بيتعامل بالطريقة دي يبقه كارثة فعلا.
ووضع ناشطون عدة سيناريوهات لتفسير المقصود:
@WHB277
أحمد موسى يلمح إلى إجراءات خارجية وكذلك عمرو أديب يلمح إلى ذات الشيء!
بعض الاحتمالات أقرب للخطأ منها للصواب:
- الرضوخ لضغوط دولة وظيفية والقبول بصفقة التهجير بعد فشل حملة الإلهاء ومحاولة تلبيس التهمة لدولة صديقة.
- قطع علاقة دولية مما يؤثر على المهاجرين.
- تراجع موقف يؤدي إلى ردة فعل.
وجاء في تدوينة:
@El_manshar
تصريح #عمرو_أديب يفتح الباب أمام الكثير من التأويلات والتكهنات، خصوصا في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية في مصر. عبارته “في حاجة مهمة أوي هتحصل في البلد” توحي بحدث كبير أو تغيير وشيك، لكن غموضها يثير التساؤلات حول:
1. هل يشير إلى تعديل وزاري أو تغيير حكومي؟
خصوصا أن هناك أحاديث عن تعديل وشيك منذ فترة.
2. هل يتعلق التصريح بملف اقتصادي؟
مثل الإعلان عن اتفاقات جديدة مع الخليج أو خطوات لتحرير الجنيه.
3. هل يرتبط بأحداث أمنية أو سياسية؟
كإطلاق مبادرة سياسية، أو تطور في ملف المعتقلين، أو حتى في العلاقات الخارجية.
4. هل هو تمهيد إعلامي لتهيئة الرأي العام؟
الإعلام الرسمي وشبه الرسمي كثيرا ما يمهّد بهذه الطريقة قبل خطوات مفصلية.
ويرى محللون أن إبقاء الرأي العام على اطلاع دائم بالأحداث والتحديات يمثل الوسيلة الوحيدة لضمان دعمه للقيادة السياسية في موقفها، فثقة المواطن في المعلومات التي تصله تعزز موقف الدولة وترسّخ رفض المجتمع لأي مخططات خارجية.