حجب منصات التواصل الاجتماعي لم يثن الإيرانيين عن إعلاء أصواتهم

طهران - أثار قرار السلطات الإيرانية حجب تطبيقي انستغرام وتيلغرام جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. ويأتي القرار في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ الخميس الماضي.
وقال بافيل دوروف، المدير التنفيذي لتطبيق التراسل تلغرام في تغريدة على تويتر إن “السلطات الإيرانية تمنع الدخول إلى تلغرام على أكثرية الإيرانيين بعد رفضنا علنا إغلاق قناة ‘صداي مردم’ وغيرها من القنوات التي تحتج سلميا”.
وحلت “صداي مردم” محل قناة “آمد نيوز” التي تشكل إحدى أضخم قنوات المعارضة الإيرانية على تلغرام، ويتابعها أكثر من 1.3 مليون شخص، وأزيلت بطلب من السلطات الإيرانية السبت.
|
ويعد تلغرام منصة رئيسية للمعلومات في إيران ويبلغ عدد مستخدميه بالبلاد أكثر من 40 مليون من بين 80 مليون نسمة في البلاد.
وتتهم طهران مجموعات “معادية للثورة” في الخارج باستخدام مواقع التواصل وخصوصا تلغرام للحضّ على التظاهر و”استخدام قنابل مولوتوف والانتفاضة المسلحة والعنف الشعبي”.
وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي الآلاف من الأشخاص يتظاهرون في العديد من مدن البلاد.
وتنوعت هتافات المحتجين بين “لا للدكتاتور” و”لا غزة ولا لبنان، أرواحنا فداء لإيران” و” اخجل يا سيد علي (خامنئي) وارحل عن إيران” و”لا نريد الجمهورية الإسلامية” و”لا تستغلوا الدين” و”الشباب عاطلون والملالي يجلسون على أعناقهم”، وصولاً إلى “إيران بدون الشاه لا قيمة لها”. كما أحرق المتظاهرون صور المرشد والرئيس الإيراني.
وكتب الحرس الثوري على حسابه على تطبيق تلغرام أن “أشخاصا يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين وأطلقوا النار عشوائيا على المواطنين”. وأكدت مصادر إعلامية وفاة 12 شخصا إلى حدود الاثنين.
ويعتبر معلقون أن “مؤلفات” الحرس الثوري “كلها مشاهد لمسرحيات مملة ومفضوحة لم تعد تنطلي على أحد”!
وتقول السلطات إن غالبية المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي مصدرها السعودية أو مجموعات معارضة في أوروبا.
ويبدو أن الطبقة الفقيرة كانت وراء انطلاق الاحتجاجات بسبب البطالة وغلاء المعيشة والفضائح المالية.
ويقول رئيس تحرير شبكة “نظار” الإصلاحية بايام بارهيز إن “هذه التظاهرات هي بدفع من الشريحة السكانية التي تعاني من صعوبات اقتصادية كبرى خصوصا الذين خسروا أموالهم عند إفلاس مؤسسات إقراض”. يذكر أن عدة تقارير تحدثت عن منع إيران الوصول إلى الإنترنت عبر الهواتف الذكية في عدة مدن.
وتصدرت عدة هاشتاغات باللغة الفارسية المواقع المحجوبة خاصة تويتر وفيسبوك على غرار هاشتاغ #تظاهرات_سراسري (مظاهرات في كل الأنحاء) و#قيام_إيران (انتفاضة إيران) و#خشم_إیران (غضب إيران).
وادعت وكالة “تسنيم” المقربة من الحكومة الإيرانية أن “تويتر كان أحد أهم الوسائل المحرضة على الفوضى”، متهمة السعودية بالوقوف خلف هاشتاغات محرضة على المظاهرات.
وقالت “تسنيم” إن “تويتر إضافة إلى عدد من الشبكات الاجتماعية الأخرى تحول إلى ساحة من أجل دعوة الناس إلى التظاهرات والفوضى”.
يذكر أن مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب المملوك لغوغل محظورة في إيران منذ “الثورة الخضراء” عام 2009 التي انطلقت على خلفية إعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد وسط اتهامات واسعة بالتزوير. وجابهت السلطات حينها الاحتجاجات بقوة مفرطة. ولا تزال ندى آغا سلطان التي قتلت أثناء المظاهرات “رمزا عالميا للمعارضة في وجه الاستبداد”.
ويلجأ الكثير من مستخدمي شبكة الإنترنت في إيران إلى التحايل على الحظر من خلال استعمالهم للشبكات الخاصة الافتراضية VPN وغيرها من برامج كسر الحظر.
وأطلق إيرانيون أغاني تتهكم على نظام الملالي وقد تداولها مستخدمو الشبكات الاجتماعية على نطاق واسع. وأكد إيرانيون أنها كسرت حاجز الخوف لديهم تجاه من نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين. عالميا يواكب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأحداث الدائرة في إيران لحظة بلحظة.