"حافي القدمين".. أنقرة تعتقل نائبا تركيا مؤيدا للأكراد بسبب تغريدة

أنقرة – اعتقلت الشرطة التركية الجمعة نائبا مؤيدا للأكراد كانت أسقِطت عضويته بالبرلمان وصدر بحقه حكم بالسجن، بسبب تغريدة تعود إلى سنوات.
وكتب صالح غرغرلي أوغلو، نجل عمر فاروق غرغرلي أوغلو وهو نائب عن حزب الشعوب الديمقراطي أسقط البرلمان عضويته في 17 مارس، على تويتر، "لقد حضروا لاعتقال والدي"، مضيفا "لم يسمحوا له حتى بارتداء حذائه قبل أن يقتادوه".
وبررت الشرطة التركية اعتقال غرغرلي أوغلو من منزله، بأنه لم يسلم نفسه خلال الفترة القانونية المسموح بها المحددة بـ10أيام، وذلك بعد إسقاط عضويته من البرلمان.
وأدان حزب الشعوب الديمقراطي عملية الاعتقال، وقال الحساب الرسمي للحزب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "هذا هو عمل الانقلابيين".
وأضاف الحزب في تغريدة أخرى "لقد اعتقلوا نائبنا عمر فاروق غرغرلي أوغلو الذين أسقطوا عضويته متجاهلين إرادة الشعب التركي. يمكنكم أن تعتقلونا ولكن لن نستسلم، غرغرلي أوغلو هو نائب الشعب".
ورفضت المحكمة الدستورية في تركيا في وقت سابق النظر في استئناف تقدم به غرغرلي أوغلو ضد قرار إسقاط نيابته بسبب حكم صادر بحقه يتعلق بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة عدم اختصاصها في هذا المجال.
وأتت الخطوة على خلفية إدانة النائب الذي يعد من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان، بنشر "دعاية إرهابية"، وتثبيت حكم بسجنه عامين ونصف عام، بعدما نشر عبر مواقع التواصل في العام 2016 قبل انتخابه، مقالا يدعو فيه المتمردون الأكراد الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوة نحو السلام لوضع حد للنزاع الطويل بين الطرفين.
والمحكمة الدستورية، وهي أعلى هيئة قضائية في تركيا، رفضت النظر بالاستئناف على خلفية عدم الاختصاص.
وفي ضوء ذلك، أبدى النائب عزمه على رفع القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ومقرها مدينة ستراسبورغ الفرنسية، وفق ما كتب على تويتر.
وحزب الشعوب هو ثاني أكبر حزب معارض في تركيا، لكنه يواجه خطر الحظر منذ أن طلب مدع عام من المحكمة العليا حله.
ويعتبر أردوغان حزب الشعوب واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني، وهو ما ينفيه الحزب.
ويشن حزب العمال الذي يتمتع بقواعد خلفية في شمال العراق، منذ 1984 تمردا داميا على الأراضي التركية أوقع أكثر من 40 ألف قتيل. ويصنف مجموعة "إرهابية" من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وغالبا ما كان غرغرلي أوغلو يسلط الضوء على انتهاكات لحقوق الإنسان، مثل التفتيش الجسدي للسجناء واختفاء أشخاص منذ الانقلاب الفاشل ضد أردوغان عام 2016.
وبعد إسقاط عضويته في البرلمان، رفض غرغرلي أوغلو المغادرة واعتصم في المبنى لأيام، إلى أن تم اعتقاله لفترة وجيزة قبل إطلاق سراحه.