"حارة نجيب محفوظ" مشروع ثقافي يحيي فنونا تاريخية في حارات القاهرة

المشروع سيكون إحياء للأشكال والأنماط الشعبية المختلفة للحارة المصرية.
الخميس 2023/01/05
نجيب محفوظ أكثر من نقل عوالم الحارة إلى خارجها

القاهرة - أعلن المخرج المسرحي انتصار عبدالفتاح عن إطلاق مشروع قومي تحت عنوان “حارة نجيب محفوظ”، يهدف إلى إحياء فنون القاهرة التاريخية طوال ألف عام، انطلاقا من حارة «مونغ الشعبية» بالسيدة زينب بالقاهرة.

وقال عبدالفتاح إن المشروع سيكون إحياء للأشكال والأنماط الشعبية المختلفة للحارة المصرية.

وانتصار عبدالفتاح هو خبير الشؤون الثقافية والفنية بوزارة الثقافة والمشرف العام لمركز إبداع “قبة الغوري”. ويشغل منصب رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية. أنشأ العديد من الفرق الفنية كما مثل الفن المصري في عدد كبير من المهرجانات.

ويقدم المخرج المسرحي “حارة نجيب محفوظ” من خلال الحكايات الشعبية المرتبطة بالحارة المصرية القديمة والتي استلهم منها الأديب الكبير نجيب محفوظ أعماله الأدبية العالمية، بالإضافة إلى قراءات مسرحية لأعمال الأديب الكبير محفوظ من خلال رؤية فنية وسيناريو وإعداد خاص.

المشروع يقدم الحكايات الشعبية المرتبطة بالحارة المصرية والتي استلهم منها الأديب نجيب محفوظ أعماله الأدبية العالمية

كما يقوم عبدالفتاح بتقديم شخوص محفوظ وحكاياته في الحواري المصرية من خلال مسرح الحقيبة والذي ينتقل من حارة إلى حارة لاكتشاف عوالم جديدة في الحارة المصرية والتأكيد على تفرد الشخصية المصرية، وأخيرا من خلال الصور البصرية والفنون التشكيلية في أعمال محفوظ من خلال مرسم وورشة مستلهمة.

وبدأت علاقة محفوظ (1911 – 2006) بالحارة المصرية منذ نشأته في حي الجمالية بقلب القاهرة حيث منزله المطل على ميدان القاضي وعلى حارة قرمز. من ثم كانت الحارة مصدر إلهام أساسي في معظم روايات محفوظ حيث تجسد الحارة ملامح الشخصية المصرية التي كونت عالما تتشابك فيه القصص والحكايات الغنية بتفاصيل الحارة المصرية، وتجسد معاناة وأفراح قاطنيها.

ولم تكن تلك الحارات مجرد أزقة يعبرها الناس بل هي حياة تنبض بأشخاص وعلاقات عبر من خلالها محفوظ ليروي أزمنة الاحتلال البريطاني وبداية ثورة 1919 في “زقاق المدق”، وانعكاسها على المجتمع المصري الذي تمثله أسرة أحمد عبدالجواد في ثلاثية “بين القصرين وقصر الشوق والسكرية”.

وقد أولى محفوظ أهمية كبيرة للأماكن (الحارات)؛ حيث خلد أسماء العديد من الأحياء القاهرية التي عاش فيها أو تردد عليها، بجعلها أسماء لرواياته؛ مثل خان الخليلي، السكرية، بين القصرين.

ونظرا لما تمثله الحارة المصرية عموما والقاهرية على الخصوص للمواطن المصري والعربي، فقد أولى لها أديب نوبل اهتماما خاصا، كانت الحارة هي المحور الرئيس لكتاباته بما فيها من مفردات مثل السور العتيق والتكية والسبيل والكُتاب والمقهى والغرز والدكاكين والأزقة والبيوت القديمة المتهالكة والقصور الشاهقة.

وكانت الحارة لدى محفوظ عالما مغلقا على ذاته، مفعما بالحياة، لا يرتبط بزمان أو مكان محدد، لكن يدفعنا إلى أن نفكر في الحياة ذاتها إن لم تكن الحارة نفسها بالنسبة إلى محفوظ تمثل العالم بكل ما فيه من تجارب إنسانية.

14