"حارات المشتاقين" رواية بطلاتها عاشقات سريّات

دمشق - تلك الجبال اللامتناهية في الحب والتي تعانق السحاب منذ الأزل هي المادة المكان لرواية “حارات المشتاقين” للأديب السوري حسين عبدالكريم، والمرأة هي المادة الروح لهذا العمل الأدبي فيما حركت أحداثها العلاقات الإنسانية الغنية بقيمها الجميلة السامية التي اتخذت من الحب القيمة الأسمى في الوجود رغم الفقر وعذابات الحياة السمة الأبرز في الرواية.
“حارات المشتاقين” لعبدالكريم ليست شعراً ولكنك تقرأ الشعر والغزل في كل مفاصلها، ورغم جرأة الروائي في معانيه وصوره فإنه لا يخدش الحياء، وإنما يحاول الجنوح بصوره إلى أقصى حدود الحب عبر انزياحات لغوية مبتكرة لا تشبه غيرها.
ويقدم القاص ناظم مهنا في مستهل الرواية تقديماً بعنوان “فضاءات حسين عبدالكريم الرحبة” يؤكد فيه أن للروائي وجهة نظر فلسفية في الحياة وأهم عنصر فيها هو نشوة الحياة من خلال المرأة والشراب في نظرة لا تكترث بالتأمل فيما وراء الأشياء بل في حيويتها فالجسد وعلاقات الحب عند الروائي تقوم على الود والاحتفاء والمرح دون تعقيد.
ويرى القاص والروائي حسن حميد أن كل شيء في الرواية يبدأ بالمرأة ويمتد وبها ينتهي لأنها الكائن الذي يرسم الدروب إلى القرى الضاجة بالندى صباحاً وبأجراس الغروب مساء حيث أن للمرأة دروبها ولها أيضاً انكشافها وأسرارها وهي المدينة بزينتها وتعدديتها وكثرة الأسئلة فيها وهي الغابة التي تريد كل الكائنات معرفة سرها المقدس.
تقع الرواية، الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 648 صفحة من القطع الكبير، ويذكر أن عبدالكريم أديب روائي وشاعر وقاص صدرت له العشرات من المؤلفات من مجموعاته القصصية “الوطن لا يشبه التافهين”، ومن مؤلفاته الشعرية “لأنك تشبهين القصيدة” ومن روايته “أيام قرية بيت السعيد” و”الطاحونة” و”حطابون في غابة النساء”.