حادثة خليج عمان توقظ هواجس الكويت

الكويت ترفع حالة الاستعداد القصوى بعد حادثة استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان وتتخذ تدابير لضمان سلامة عمليات أسطولها البحري.
الجمعة 2019/06/14
تدابير عادية لضمان أمن السفن

الكويت - أُعلن، الخميس في الكويت، عن رفع حالة الاستعداد القصوى بعد حادثة استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان والتي أيقظت مخاوف البلد الخليجي الذي يعتمد في موارده المالية بشكل شبه كامل على النفط من تعطيل طرق تصديره في حال تطوّرت الأحداث الجارية بالمنطقة إلى نزاع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران.

ونقلت صحيفة الرأي المحلّية عن مصدر في قطاع البترول الكويتي قوله “تتم متابعة السفن الكويتية والبيانات الرسمية للتعامل وفق مناطق الحوادث”، لكنّ الحكومة سارعت لتطويق ما يمكن أن ينجم عن ذلك من ذعر نافية على لسان الناطق الرسمي باسمها اتخاذ أي إجراءات غير اعتيادية.

ومن جهتها نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن بيان لشركة ناقلات النفط التي تديرها الحكومة القول إن ناقلاتها تسير بشكل طبيعي بعد الهجمات على ناقلتين في خليج عمان.

وأضافت الشركة أنها مستعدة لأي طارئ وأنها اتخذت جميع التدابير الاحترازية اللاّزمة لضمان سلامة عمليات أسطولها، مؤكّدة أن الأسطول البحري الكويتي لم يتأثر بالحوادث الأخيرة التي وقعت في خليج عمان والمنطقة.

وأضافت الشركة في بيانها أنها تتابع تلك الحوادث مع الجهات العالمية البحرية المعنية بهذا الشأن. وأوضحت أنها تقوم بدورها على أكمل وجه ولديها أسطول ناقلات نفط وغاز حديث على أعلى مستوى ويتوافق مع مواصفات الصحة والسلامة العالمية.

وكانت الكويت تفاعلت بقلق مع حادثة تخريب أربع سفن الشهر الماضي قرب المياه الإقليمية الإماراتية، وأعلنت اتخاذها إجراءات طارئة تحسّبا لإمكانية اندلاع حرب في المنطقة.

وإثر تصاعد التراشق بين طهران وواشنطن وما أعقبه من أحداث وتحرّكات عسكرية، خصوصا تحريك الولايات المتحدة لبعض قطعها البحرية الضخمة، دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد قوات بلاده إلى أخذ أقصى درجات الحذر في ظل “المستجدات الخطيرة التي يشهدها المحيط الإقليمي”.

وبادر مجلس الأمّة (البرلمان) إثر ذلك إلى عقد جلسة سرية تمّ خلالها الاستماع لإفادات الوزراء الذين أقرّوا باحتمالات وقوع حرب، فيما اعتبر مرزوق الغانم رئيس المجلس أنّ بلاده “في قلب منطقة الصراع من الناحية الجغرافية الأمر الذي ينذر بتأثرها بتداعيات أي حرب محتملة”.

ومع حادثتي استهداف السفن يكون الممر البحري الحيوي عبر مضيق هرمز وخليج عمان وبحر العرب وصولا إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، قد دخل بشكل عملي دائرة التوظيف في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران التي سبق لها أن هدّدت في أكثر من مناسبة بإغلاق مضيق هرمز الشريان الرئيسي لنقل نفط منطقة الخليج نحو الأسواق العالمية.

وكثيرا ما كان الموقع الجغرافي للكويت على مقربة من إيران مصدر قلاقل للبلد الذي عانى من تأثيرات حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق وتعرّض لارتداداتها بعنف، كما أنّ الكويت رغم حرصها المتواصل على الحفاظ على علاقات جيّدة مع طهران لم تسلم من محاولات الأخيرة التدخّل في ساحتها الداخلية وضرب استقرارها بحياكة مؤامرات ضدّها آخرها مؤامرة “قضية العبدلي” التي تمّ إحباطها بعد اكتشاف مخزن للأسلحة بشمال الكويت تبيّن أن وراء تخزينها هناك حزب الله اللبناني بمشاركة عناصر من البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الكويت.

3