حادثة اشتعال شاحنة محملة بالمسدسات تسلط الضوء على رواج الأسلحة الفردية التركية في لبنان

بيروت - أعادت حادثة اشتعال شاحنة تحمل شحنة من المسدسات قادمة من تركيا في منطقة البترون بمحافظة الشمال، تسليط الضوء على رواج الأسلحة الفردية التركية في لبنان. وتوجد في لبنان العديد من الشبكات الإجرامية التي تنشط في تهريب وبيع الأسلحة الفردية التركية، بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها لرخص ثمنها.
وقد تمت في السنوات الأخيرة الإطاحة بالعديد من العناصر اللبنانية والسورية المنتمية لتلك الشبكات، لكن ذلك لم يحد من ازدهار تلك التجارة، في بلد يعاني حالة من اللاستقرار الأمني والاقتصادي. وأفاد الجيش اللبناني، الثلاثاء، باشتعال شاحنة تحمل أسلحة مهربة في منطقة البترون، مشيرا إلى أن الشاحنة كانت وصلت على متن باخرة إلى مرفأ طرابلس.
وذكر الجيش في بيان أن الشاحنة كانت محملة بالزيوت وتبين لاحقا أنها "كانت تحمل 304 مسدسات مهربة ومخفية فوق المحرك" أيضا. وقال إنه تم اعتقال عدد من المشتبه بتورطهم في عملية التهريب. وأضاف البيان أن الجيش قام بتفتيش الشاحنات الأخرى التي وصلت مع هذه الشاحنة على متن الباخرة، لكنه لم يعثر على أي أسلحة أو ممنوعات داخلها.
وكانت وكالة فرانس برس نقلت في وقت سابق عن مصدر قضائي قوله إن القوى الأمنية اللبنانية ضبطت الاثنين شاحنة آتية من تركيا تحوي 500 مسدس، عائدة لأحد قاطني مخيم المية والمية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
◙ القوى الأمنية اللبنانية ضبطت شاحنة قادمة من تركيا تحوي 500 مسدس عائدة لأحد قاطني مخيم المية والمية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان
وقال المصدر، متحفظا عن ذكر اسمه، إن "الأجهزة الأمنية ضبطت شاحنة نقل في منطقة البترون (شمال) تحتوي على 500 مسدس حربي من طراز ريتاي"، لافتا إلى أنها وصلت إلى لبنان على متن باخرة آتية من تركيا. وأوضح أن “البضاعة عائدة لشخص فلسطيني من مخيم المية ومية”، مشيرا إلى مصادرة الأسلحة “لصالح الجيش اللبناني الذي فتح تحقيقا مع سائق الشاحنة، على أن يصار إلى إحضار صاحب” الشحنة للتحقيق.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن "حريقا اندلع في الشاحنة أثناء مرورها" على طريق دولي في شمال البلاد. وعند حضور عناصر الدفاع المدني لإخماد النيران والأجهزة الأمنية، تم العثور على المسدسات داخلها. وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيقات لمعرفة التفاصيل. وثقافة حمل السلاح ليست بمستجدة على اللبنانيين، حيث تحتفظ أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية داخل المخيمات بالسلاح.
وتتولى الفصائل الفلسطينية الأمن في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وبموجب اتفاق ضمني مع السلطات اللبنانية، لا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات. وفي أغسطس الماضي، قتل عنصر من حزب الله ومواطن من أبناء بلدة الكحالة قرب بيروت، جراء تبادل إطلاق نار أعقب انقلاب شاحنة تابعة للحزب كانت محملة بالذخائر لدى مرورها في المكان.
ويقول مراقبون إن ازدهار سوق الأسلحة الفردية في لبنان، يعود إلى الشعور بعدم الأمان، والذي يدفع الكثير من اللبنانيين إلى حمل السلاح، لكن هذه الظاهرة باتت تشكل تهديدا حقيقيا في غياب إرادة فعلية للدولة للتصدي لها.