حاتم البطيوي يواصل رسالة محمد بن عيسى أمينا عاما لمؤسسة منتدى أصيلة

تعرف متانة المشاريع الثقافية ونجاعتها بقدرتها على إحداث التغيير من جهة وتمكنها من التطور والاستمرار من جهة أخرى، وهذا ما تجسده مؤسسة منتدى أصيلة التي قارب عمرها النصف قرن، فقد تحولت معها المدينة إلى أيقونة ثقافية، ومشروع جريء ومتجدد قاده الأمين العام للمؤسسة محمد بن عيسى، ولن يتوقف برحيله.
أصيلة (المغرب) - خمس وأربعون دورة رسخت على امتدادها موسم أصيلة واحدا من أهم التظاهرات الدولية التي تعنى بالفكر والثقافة والفنون، وترسخت معه المدينة الساحلية المغربية الصغيرة مساحة للفن والثقافة والنقاشات الفكرية لأهم القضايا الدولية.
تمكن الموسم الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة من أن يكون “منصة حرة للرأي والرأي الآخر، وفضاء مفتوحا للتداول في القضايا الكبرى، المطروحة على المستوى العربي والأفريقي والدولي، وما تثيره من رؤى ومواقف،” وفق الأمين العام للمؤسسة الراحل محمد بن عيسى، الذي نجح منذ تأسيسه للمنتدى وموسمه في تحويل الثقافة والفنون إلى قوة ناعمة حقيقية، وها هي رسالته تتواصل اليوم بانتخاب حاتم البطيوي أمينا عاما جديد خلفا له.
أمين عام جديد
جرى يوم السبت الموافق لـ22 مارس 2025 في مدينة أصيلة انتخاب الكاتب الصحافي حاتم البطيوي، أمينا عاما لمؤسسة منتدى أصيلة، خلفا لمؤسسها ومبدع مواسم أصيلة الثقافية الدولية محمد بن عيسى، الذي وافته المنية يوم 28 فبراير 2025.
جاء ذلك خلال جمع عام استثنائي خصص لانتخاب أمين عام جديد للمؤسسة، وقد وقع الإجماع على اختيار البطيوي صاحب المسيرة الهامة في عالم الصحافة، وهو أيضا من أبناء مدينة أصيلة الذي واكب تأسيس مؤسسة منتدى أصيلة وموسمها.
حاتم البطيوي من مواليد أصيلة في 18 يونيو 1966، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بها، وهو حاصل على إجازة في العلوم السياسية من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط عام 1989.
وكان البطيوي قد انخرط في عضوية جمعية المحيط الثقافية منذ عام 1979، وهي الجمعية التي أصبح اسمها لاحقا مؤسسة منتدى أصيلة، قبل أن يصبح مكلفا بالعلاقات مع الإعلام في المؤسسة، وأحد المساهمين الرئيسيين في تدبير الفعاليات الثقافية والفنية للموسم.
عمل البطيوي في بداية مشواره الإعلامي صحافيا متدربا في جريدة “الشرق الأوسط” بمقرها في لندن لمدة سنة (1989-1990)، ثم مراسلا للصحيفة في الرباط (1990 – 1996). وخلال الفترة ذاتها عمل مراسلا لراديو “إم بي سي اف ام” في المغرب.
في عام 1996 انتقل إلى لندن للعمل في المقر المركزي لجريدة “الشرق الأوسط”، وظل هناك حتى عام 2004، تاريخ تعيينه مديرا لمكتب الشركة السعودية للأبحاث والنشر ومسؤول تحرير “الشرق الأوسط” في الرباط.
وفي عام 2009 عاد مجددا إلى المقر المركزي للصحيفة في لندن حيث عمل محررا لشؤون المغرب العربي في “الشرق الأوسط” ثم رئيسا للقسم السياسي فيها، وفي الوقت ذاته ممثلا رسميا غير مقيم لصحيفة “العرب” اللندنية في المغرب (2009-2014)، فمديرا لمكتب “الشرق الأوسط” في الرباط من جديد.
وحصل البطيوي في العام 2014 على وسام رفيع من الملك محمد السادس، هو وسام” المكافأة الوطنية من درجة ضابط.”
وصدر لحاتم البطيوي كتاب “نصف قرن تحت مجهر السياسة”، وهو عبارة عن مذكرات عبدالهادي بوطالب، مستشار الملك الراحل الحسن الثاني، نشرت قبل ذلك في شكل حوارات بصحيفة “الشرق الأوسط.”
وأجرى البطيوي عدة حوارات سياسية مع العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية. وهو حاليا يكتب مقالا أسبوعيا في صحيفة “النهار العربي” البيروتية، ويعمل في منابر صحافية أخرى.
تواصل الرسالة
هناك إجماع على اختيار الصحافي والكاتب حاتم البطيوي ابن المدينة الذي رافق تأسيس مؤسسة منتدى أصيلة
خلال مؤتمر انتخاب أمين عام جديد للمؤسسة جرت الإشارة إلى الاستعدادات بشأن موسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين الذي سينظم هذه السنة على ثلاث دورات: دورة ربيعية تخصص للفنون التشكيلية، وذلك من 5 إلى 20 أبريل 2025 وتشمل معارض وورشات فنية يشارك فيها فنانون من المغرب والخارج.
وتخصص الدورة الصيفية لورشة الجداريات والمزمع تنظيمها من 29 يونيو إلى 6 يوليو. كما تحتضن هذه الدورة مشغل مواهب الموسم ومشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل. أما الدورة الخريفية الخاصة بالندوات فتنظم من 19 سبتمبر إلى 10 أكتوبر.
ووفق بيان المؤسسة سيتم الإعلان لاحقا عن البرنامج العام للموسم الثقافي السادس والأربعين.
وبهذا تواصل المؤسسة تنظيم موسمها الثقافي وفق ما جرت عليه العادة مع بعض التطويرات التي ما انفك الموسم ينجزها في كل دورة، مؤكدا ما كتبه الإعلام اللبناني خيرالله خيرالله أنه “في كلّ افتتاح لموسم أصيلة الثقافي مصدر فرح وأمل. مصدر فرح لأنّ المرء يكتشف مرّة أخرى معنى المحافظة على ثقافة الحياة والانتماء إليها من خلال كلّ أنواع الفنون، بدءا بالرسم والموسيقى والغناء… وانتهاء بتكريم الكتاب والأدباء وشعراء عرب وأفارقة أو مجرد أدباء لديهم موهبة ينتمون إلى عالمنا.”
مضيفا “أمّا لماذا يرتبط موسم أصيلة بالأمل، فهذا يعود إلى إثبات الموسم أن في المنطقة العربيّة من لا يزال قادرا على طرح مسائل شائكة تقلق العالم كلّه.”
وتواصل رسالة مؤسسة منتدى أصيلة مسيرتها التي خولتها لتكون محل احتفاء، لا داخل المغرب فحسب، بل وعلى مستوى دولي بتتويجها بالعديد من الجوائز الدولية، علاوة على الاهتمام الكبير بشتى دورات موسمها.