"جيرشاد" تطبيق أفشل مهمة شرطة الأخلاق في إيران

مطورون يتمكنون من برمجة عدد من التطبيقات التي تساعد الإيرانيين في التحايل على الرقابة والإفلات من القبضة الحديدية لسلطات بلادهم.
الجمعة 2019/02/01
الخاضعات يثبتن حكم المرشد

في حين تواصل السلطات الإيرانية محاولاتها لمنع وتصفية المواقع والتطبيقات التي لا تعجبها، يستمر مطورو التطبيقات في توفير الفرص والمنصات لمستخدمي الهواتف الذكية في البلاد، مما يسمح لهم بالتحايل على رقابة النظام والوصول إلى المزيد من المعلومات.

طهران - شددت السلطات الإيرانية إجراءاتها بعد انتشار تطبيق الهاتف الذكي “جيرشاد” الذي يتيح للإيرانيين معرفة مواقع تواجد سيارات “الشرطة الأخلاقية”، استنادا لما يتبادله المستخدمون من معلومات حولها.

وشهدت إيران زيادة فريدة في عدد التطبيقات التي يتم إنتاجها محليا لمستخدمي الهواتف الذكية وتسمح لهم بممارسة بعض الحقوق السياسية، على الرغم من أنظمة الرقابة الصارمة المفروضة من قبل السلطات.

وتمكّن مطورون إيرانيون من برمجة عدد من التطبيقات المبتكرة، التي تساعد الإيرانيين في التحايل على الرقابة.

ومن بين هذه التطبيقات “جيرشاد” الذي يتم تحديثه بشكل دوري من قبل المستخدمين، ويحتوي على خارطة حية توضح موقع شرطة الآداب (عناصر أمن يراقبون مدى التزام الناس بقواعد اللباس الإسلامي)، لمساعدة الإيرانيين على تجنبها.

وتشدد السلطات في إيران إجراءاتها تجاه الأشخاص الذين يخرجون عن العادات الاجتماعية السائدة، وتزيد من انتشار ما يُعرف بدوريات “الشرطة الأخلاقية” في الأماكن العامة.

ويستهدف رجال الشرطة أي انتهاك بدءا من غطاء الرأس الكاشف والمعاطف الضيقة والسراويل النسائية القصيرة، مرورا بقصات الشعر المبالغ فيها وارتداء الرجال القلائد. إضافة إلى اصطحاب الكلاب في الأماكن العامة وليس انتهاء بقائمة الأنشطة التي تزعج السلطات.

وأكد رئيس شرطة طهران، حسين ساجيدنيا، أن هذه القوات تتمركز في الميادين العامة والشوارع والمتاجر الكبرى، وأن دورها يتمثل في “مواجهة عدم ارتداء الحجاب بشكل ملائم، وبعض الممارسات المتعلقة به، مثل نزعه داخل السيارات، إضافة إلى القيادة الطائشة والاستعراض في الشوارع والتحرش بالنساء وإحداث الضوضاء”.

وتثير شرطة الأخلاق انتقادات واسعة في إيران على الشبكات الاجتماعية في إيران، فقد ذكر أحد المستخدمين في تغريدة له “أودّ لو كنا نعيش في دولة يستهدف فيها العملاء السريون فساد المسؤولين بدلا من ذلك”.

"جيرشاد" يحتوي على خارطة حية توضح موقع شرطة الآداب
"جيرشاد" يحتوي على خارطة حية توضح موقع شرطة الآداب

وسخر أحد المغردين  قائلا “من الآن فصاعدا، إذا طاردك أحد بالشارع، فإنه ليس لصا، بل عميل سري يستهدف حماية الأخلاقيات”.

كما ذكر صحافي مهتم بشؤون البيئة في تغريدة له “لدينا 2600 شخص من القائمين على حماية البيئة فقط في إيران، بينما تستعين طهران وحدها بنحو 7000 شخص لمراقبة حجاب النساء”.

ويعد إلزام ارتداء الحجاب جزءا من سياسة “الجمهورية الإسلامية” منذ 1979، لكن السلطات تواجه صعوبة بالغة في فرضه بسبب تحدي ملايين النساء لتلك القيود.

يذكر أن الدوريات أثبتت أنها غير فعالة في تخويف النساء، رغم معاقبة المخالفات بالجلد. ووجدت دراسة نُشرت من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية الإيراني، أن ما يقرب من نصف الإيرانيين يريدون أن يكون ارتداء الحجاب طوعيا وليس إجباريا مثلما هو معمول به. وفي مواجهة العنف المتصاعد ضد “الحجاب السيء”، ومنذ عام 2014 بدأ ما يطلق عليه الإيرانيون “الثورة الصامتة” ضد الحجاب الإلزامي.

وعبر المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي في اليوم العالمي للمرأة عن رفضه لحركة “الثورة النسائية” الاحتجاجية، واصفا إياها بأنها “تافهة”، مضيفا أن الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يدعيه “أعداء” إيران هو أن “بعض الفتيات” قد خُدعن. وأبدى أيضا دعما قويا لإجراءات الشرطة في التعامل مع الأمر.

يذكر أن مشروع “إيرنكيباتور” (Irancubator) الذي أسسته مؤسسة “متحدون من أجل إيران” في مدينة سان فرانسيسكو قام بضم مطوري تطبيقات إيرانيين وأجانب أصدروا عددا من التطبيقات منها تطبيق “هامدام” الذي يوفر للنساء معلومات حول قوانين الزواج وقضايا العنف الأسري، وتقسيم الميراث.

ولا يزال تطبيق “باسكوجيج” أكثر التطبيقات أهمية لأنه يتيح الوصول السريع إلى أدوات التحايل وأدوات الخصوصية التي تسمح لمستخدمي الهواتف الذكية بالوصول إلى المواقع المحجوبة.

وأنتج مشروع Irancubator أيضا مجموعة من التطبيقات التي تعزز الوعي السياسي والثقافي مثل “مجلس مونيتور” و “موزع روحاني”.

ويهدف هذان التطبيقان، حسب تقرير لإذاعة فاردا، إلى جعل الحكومة الإيرانية والسياسيين أكثر عرضة للمساءلة، مما يمنح المستخدمين القدرة على التحقق من أداء الساسة في إيران.

وتجدر الإشارة إلي أن إيران قامت بحظر العديد من التطبيقات من شبكات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وتليغرام، عقب تظاهرات ديسمبر 2017.

وفي مطلع يناير الجاري، أصدر القضاء الإيراني قرارا يقضي بمنع استخدام تطبيق إنستغرام في البلاد، إلا أنه لم يطبق حتى الآن.

19