"جي.بي.تي تشات" برنامج محادثة يعلم الطلبة الكسل والغش

خبراء يشبهون هذا البرنامج بالأستاذ الذي جمع العلوم والمعارف من شتى التخصصات، ويجيب على كل استفسارات وتساؤلات طلبته في وقت وجيز.
الجمعة 2022/12/30
الطالب يسأل والروبوت يجيب

واشنطن - انتشر منذ شهر فيفري برنامج محادثة يعتمد على الذكاء الاصطناعي ولقي انتشارا واسعا خاصة في صفوف طلبة المعاهد والمدارس وحتى الجامعات بسبب الإمكانيات الهائلة التي يوفرها والانسيابية في المحادثات التي يجريها مع المستخدمين والتي تتفوق بكثير على برامج الدردشة المتاحة حاليا.

“جي.بي.تي تشات” برنامج متاح على أجهزة الهواتف الذكية ويمكن استخدامه أيضا من خلال المتصفحات وهو عبارة عن روبوت للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية، بل وحتى كتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك عبر سؤال بسيط يتم طرحه ويجد الإجابة دقيقة ومنظمة.

تجارب على التطبيق للتعرف على ما سيواجهونه المعلمون، ليقر بعضهم بأن الإجابات كانت قريبة جدا مما يتوقعونه من الطلاب
تجارب على التطبيق للتعرف على ما سيواجهونه المعلمون، ليقر بعضهم بأن الإجابات كانت قريبة جدا مما يتوقعونه من الطلاب

وشبه الخبراء هذا البرنامج بالأستاذ الذي جمع العلوم والمعارف من شتى التخصصات، ويجيب على كل استفسارات وتساؤلات طلبته مهما بلغت درجة التعقيد فيقدم إجابات دقيقة ومنظمة وبخاصية أخرى وهي توفير الوقت.

وقال مستخدم يدعى توبياس زوينغمان إنه يستعين بالبرنامج في كتابة محاضراته التي يعطيها للطلاب، وأوضح أنه طلب من “جي.بي.تي تشات” شرح آليات عمل تقنية التعلم الآلي المعروفة باسم “دي.بي سكان”، خطوة بخطوة لأنه “كسول جدا في تدوينها بالكامل” وقد فعل الروبوت ذلك.

وأشار إلى أن ذلك استغرق 30 دقيقة بينما في العادة كان يقضي يوما كاملا في كتابة محاضرة من هذا النوع.

وعلى مدار الأيام الماضية انتشرت المئات من لقطات الشاشة (سكرين شوتس) لنقاشات مع روبوت المحادثات “جي.بي.تي تشات” على منصة تويتر وهو يتحدث في كل المواضيع تقريبا، وكثير من المستخدمين الأوائل اندهشوا لما وصلت إليه قدراته على النقاش وإجابة الأسئلة والكتابة، حتى أنه كتب أبياتا من الشعر ومقالات دراسية وبعض النكات، لدرجة أن البعض اعتبره كما لو كان مزيجا من البرمجيات والسحر!

بالمقابل وضع المعلمين وأساتذة الجامعات أمام تحد شبه مستحيل في الكشف عن غش الطلبة أثناء تكليفهم بمهام بحثية أو كتابة تقارير.

ووجد المستخدمون تطبيقات مفيدة لتلك المحادثات، إذ يرى البعض أنه أول روبوت محادثة ممتع بما يكفي للتحدث معه، ومفيد بما يكفي لتطلب منه المعلومات، كما يمكنه أن يشارك في النقاشات الفلسفية ويساعد في الأمور العملية، فمثلا يبدو أن الروبوت يمكنه مساعدة المبرمجين على اكتشاف وإصلاح الأخطاء في الأكواد البرمجية الخاصة بهم، كما طلب منه الكثيرون كتابة كود برمجي بلغات مثل لغة بايثون.

ويمكن لـ”جي.بي.تي تشات” أيضا أن يشرح مصطلحات أو مفاهيم علمية معقدة بطريقة مبسطة لطفل صغير، كما يبدو أيضا أنه جيد في الإجابة عن الأسئلة التحليلية ذات النهايات المفتوحة التي تظهر غالبا في الواجبات الدراسية، ولهذا طلب منه المستخدمون كتابة مقالات تصلح للدراسة عن مواضيع محددة وكانت النتيجة باهرة، حتى أن بعض الكُتَّاب توقعوا انتهاء المقالات الدراسية بشكلها الحالي بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ومع هذه النتائج بدأ معلمون يجرون تجارب على “جي.بي.تي تشات”، ليتعرفوا على ما سيواجهونه، ليقر بعضهم بأن الإجابات كانت قريبة جدا مما يتوقعونه من طلابهم.

Thumbnail

وقالت مارا كوري معلمة لغة إنجليزية في ولاية مينيسوتا الأميركية لصحيفة واشنطن بوست إنها ناقشت الأمر مع طلابها حتى يتمكنوا من فهم “كيف يمكن أن يؤدي استخدام هذه الأداة إلى إعاقة تعلمهم”.

وأضافت “صدم بعضهم لأنني علمت بالأمر”، مشيرة إلى أنها ليست قلقة من أن “تزرع هذه المحادثة أفكارا سيئة في رؤوسهم”.

وقال أحد الطلبة للصحيفة، شريطة عدم ذكر اسمه، إنه استخدم “جي.بي.تي تشات” مرتين لحل واجباته المدرسية، مؤكدا أنه “ليس قلقا من اكتشافه، لأنه لا يعتقد أن الأستاذ قادر على أن يقول إن إجاباته ناتجة عن استخدامه لبرنامج كمبيوتر”.

16