جونسون يطرح خطة خروج بريطانيا من الإغلاق

رئيس الوزراء البريطاني يؤكد أن الاستمرار إلى ما لا نهاية مع القيود المفروضة لمكافحة كوفيد - 19 تضعف الاقتصاد والرفاه النفسي والجسدي.
الثلاثاء 2021/02/23
خارطة طريق حذرة

لندن - أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين عن أمله في عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل شبه تام في إنجلترا بحلول نهاية يونيو، عارضا إستراتيجيته لرفع القيود المفروضة لمكافحة كوفيد - 19 بشكل "حذر" إنما "لا رجعة فيه"، بدءا بإعادة فتح المدارس في مطلع مارس.

وتلزم المملكة المتحدة منذ مطلع العام ثالث إغلاق تفرضه لمكافحة الوباء، مع تسجيل طفرة إصابات ناجمة عن نسخة متحورة عن الفايروس أسرع انتشارا، ظهرت في جنوب إنجلترا وقاربت معها المستشفيات على استنفاد طاقاتها.

ومع تراجع الإصابات وحالات الاستشفاء والوفيات جراء حملة التلقيح المكثفة في البلد الأكثر تضررا في أوروبا، جراء الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 120 ألف شخص فيه، تستعد بريطانيا لتخفيف القيود تدريجيا.

وقال جونسون إنه يتعين على الشعب البريطاني مواصلة العمل من المنزل حيثما أمكن ذلك، حتى تنتهي الحكومة من مراجعة أوسع في الأشهر المقبلة لإجراءات التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات.

وعرض بوريس جونسون أمام البرلمان خطة من أربع مراحل كبرى لإنجلترا، معلنا "لا يمكننا الاستمرار إلى ما لا نهاية مع قيود تضعف اقتصادنا ورفاهنا النفسي والجسدي".

وتابع "لذلك من الأساسي أن تكون خارطة الطريق هذه حذرة، إنما كذلك لا رجعة فيها".

وستكون المدارس في إنجلترا، الأكبر تعدادا بين مقاطعات المملكة المتحدة الأربع إذ يبلغ عدد سكانها 56 مليون نسمة، الهدف الأول لتخفيف التدابير مع ترقب إعادة فتحها في 8 مارس.

واعتبارا من 29 مارس، ترفع تعليمات لزوم المنازل ويسمح بالتجمع في الخارج، على أن تقتصر هذه التجمعات على ستة أشخاص أو منزلين مختلفين.

أما المحلات غير الأساسية مثل صالونات تصفيف الشعر والحانات والمتاحف، فسيترتب عليها الانتظار حتى 12 أبريل، على أن يقتصر عمل الحانات على المساحات الخارجية. وفي 17 مايو، تفتح دور السينما والفنادق والملاعب الرياضية (الحد الأقصى المسموح به عشرة آلاف شخص) والمطاعم (في الداخل)، فيما يسمح لأفراد عدة عائلات بالالتقاء في الداخل.

صورة

وإذا سمح الوضع الصحي بذلك، ترفع القيود التي تحد من المخالطة الاجتماعية في 21 يونيو على أقرب تقدير، وكذلك تعليمات العمل عن بعد.

وأكد جونسون أن كل قرار سيُتخذ بناء على العناصر العلمية المتوافرة، مثل فعالية اللقاحات ضد فايروس كورونا وتراجع حالات الاستشفاء.

وتستند إستراتيجية الحكومة للخروج من الأزمة على حملة التلقيح المكثفة التي بدأت في مطلع ديسمبر. وتلقى حتى الآن ثلث البالغين جرعة أولى، ما يعني أكثر من 17.5 مليون شخص، مع ترقب تلقي كل الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين الجرعة الأولى بحلول منتصف أبريل.

ووعدت الحكومة بأنه سيكون بوسع جميع البالغين تلقي الجرعة الأولى من اللقاح بحلول نهاية يوليو.

وقال جونسون "إنني على قناعة راسخة بأن برنامج التلقيح بدل الوضع لصالحنا".

وأعربت بعض القطاعات الاقتصادية الأكثر تضررا جراء الوباء مثل الفنادق والمطاعم قبل كشف الخطة الحكومية، عن أسفها لعدم تمكنها من معاودة العمل بشكل أسرع.

وقالت المديرة العامة لجمعية "بريتيش بير أند باب أسوييشن" (جمعية البيرة والحانات البريطانية) إيما ماكلاركن، "الحانة كانت دائما أكثر من مكان للشرب. إنه المكان الذي نذهب إليه للتواصل وبناء حياة اجتماعية".

ويدافع حزب العمّال عن تخفيض الضريبة على القيمة المضافة لمساعدة هذا القطاع. وقال كير ستارمر "يجب دعم الشركات لضمان استمراريتها".

في المملكة المتحدة، تقرر كل مقاطعة من المقاطعات الأربع في البلاد، إستراتيجيتها في مجال تخفيف الإغلاق. في أسكتلندا وويلز، ستُعيد المدارس فتح أبوابها تدريجيا اعتبارا من الاثنين، بدءا من الصفوف الابتدائية.

ومع الاستعداد لتخفيف تدابير الإغلاق، شدّدت الحكومة إجراءات المراقبة عند الحدود لتجنّب إدخال نسخ متحوّرة من الفايروس. ومنذ الاثنين الماضي، ينبغي على المقيمين في بريطانيا والمواطنين الإيرلنديين الوافدين إلى إنجلترا من 33 دولة مصنّفة خطرة، الخضوع لحجر صحي لمدة عشرة أيام، في فندق على نفقتهم.